أشهر 5 نزاعات حدودية بين الدول العربية
هم الأشقاء الذين يهتفون أمام الشاشات، يتغنون بالعروبة، غير أن بينهم صراعات خفية عمرها سنوات، نزاعات عربية – عربية راح ضحيتها المئات نتيجة تدخل الاستعمار الأجنبي في ترسيم الحدود؛ ففي الوقت الذي تتجه فيه الدول الأوروبية إلى إلغاء الحدود بين الدول، ما زالت الدول العربية تتناطح على مناطق حدودية، لم تزل حتى الآن محل نزاع.
1- السودان وجنوب السودان
تعد منطقة "أبيي" أشهر المناطق النزاع بين الطرفين، وهي منطقة سودانية حصلت على وضع خاص ضمن اتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، كانت تابعة لولاية غرب كردفان التي تم حلها بعد توقيع اتفاق السلام.
الخلاف بين الشمال والجنوب في منطقة ابيي يدور حول قبيلة المسيرية العربية التي يقول الجنوبيون ان هذه القبيلة ليست مستقرة في ابيي بل تقوم بالانتقال إلى ابيي للرعي لمدة بضعة أشهر كل عام ثم تهاجر شمالا بقية العام أما وجهة النظر الشمالية فتقول ان ابيي هي ارض المستقر للمسيرية وان هذه القبيلة تهاجر شمالا بسبب الظروف المناخية التي تؤثر على المراعي ثم تعود إلى ابيي
وما تزال هذه القضية غير محسومة، وبالإضافة إلى منطقة أبيي الشهيرة, تتنازع حكومتا السودان وجنوب السودان على مناطق دبة الفخار، جبل المقينص، كاكا التجارية، كافي كنجي- حفرة النحاس.
2- المغرب وجبهة البوليساريو
الصحراء الغربية هي منطقة ذات مناخ صحراوي مساحتها 266,000 كيلومتر مربع تقع شمال غرب أفريقيا، تحدّها الجزائر من الشرق وموريتانيا من الجنوب والمغرب من الشمال.
حسب الأمم المتحدة هي أرض متنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، يسيطر المغرب على 80% منها ويقوم بإدارتها بصفتها الأقاليم الجنوبية، بينما تشكل المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا 20% من مساحة الصحراء وتتميز بعدم وجود سكاني كثيف بها، تأسست جبهة البوليساريو بدعم جزائري سنة 1973 أثناء استعداد إسبانيا للجلاء من الصحراء لترفض السيادة المغربية على الصحراء وتعلن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعلنة من طرف واحد.
وتدعم العديد من دول العالم كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وجامعة الدول العربية باستثناء الجزائر، والعديد من دول إفريقيا والعالم سيادة المغرب على الصحراء الغربية
3- المغرب والجزائر
حرب الرمال هو صراع مسلح نشب بين المغرب والجزائر في أكتوبر من عام 1963. بعد عام تقريبا من استقلال الجزائر توقفت في 5 نوفمبر، قامت الوحدة الإفريقية بإرساء اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير 1964.
بعد احتلال المغرب في 1912، قررت الإدارة الفرنسية تثبيت الحدود بين البلدين، لكن هذه اتبعت تحديدا سيئا يختلف من خارطة لأخر]. بما أنه في نظر الإدارة الفرنسية ليس ذلك بحدود فعلية والمنطقة أصلا غير مأهولة أي لا تمثل أي أهمية ومع اكتشاف حقول معتبرة من البترول ومناجم الحديد والمنغنيز في المنطقة جعل فرنسا تقرر تدقيق رسم الحدود في 1952 وإدخال كل من تندوف وكولومب بشار ضمن المقاطعات الفرنسية للجزائر.
طالب المغرب بالأراضي التي اقتطعتها فرنسا منه وضمتها لمستعمرتها الجزائر مستندا لخارطة المغرب الكبير التي نشرها علال الفاسي في 7 يوليو 1956 والتي تستند على ما تقول المغرب حقائق تاريخية ترجع إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر حينما كانت هذه الأخيرة تحت الحكم التركي.
تنظر الجزائر لتلك الأراضي انها من مخلفات الاستعمار الفرنسي، وطالبت بعدم المساس بالحدود التي رسمها الاستعمار الأجنبي بالاستناد لمؤتمر باندونق المنعقد في 1956.
4 - مصر والسودان
تعتبر منطقة حلايب منطقة نزاع حدودي بين مصر والسودان، وهي تقع على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر مساحتها 20,580 كم2، وبها ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين، المنطقة تتبع مصر إداريا بحكم الأمر الواقع، ويطلق عليها أحيانا المنطقة الإدارية لحكومة دولة السودان
ضمت الحدود المرسمة بين مصر والسودان التي حددتها اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا عام 1899 المناطق من دائرة عرض 22 شمالا لمصر وعليها يقع مثلث حلايب داخل الحدود السياسية المصرية، وبعد ثلاثة أعوام في 1902 عاد الاحتلال البريطاني الذي كان يحكم البلدين آنذاك بجعل مثلث حلايب تابع للإدارة السودانية لأن المثلث أقرب للخرطوم منه للقاهرة.
ظلت المنطقة تابعة للسودان المصري إدارياً منذ عام 1902 ولكن ظهر النزاع إلى السطح مرة أخرى في عام 1992 عندما اعترضت مصر على إعطاء حكومة السودان حقوق التنقيب عن البترول في المياه المقابلة لمثلث حلايب لشركة كندية.
وتظل حلايب منطقة متنازع عليها بين مصر والسودان.
5- السعودية واليمن
بعد أكثر من 65 سنة من النزاع المتقّطع، إتفقت اليمن والسعودية على الحدود المشتركة بينهما في سنة 2000 حين وقّع الرئيس علي عبد الله صالح بالحبر في جده على اتفاقية كانت تعني وضع نهاية مريحة للتوتر الذي دام عقوداً من الخلاف الحدودي.
الخلاف الحدودي الطويل المدى بين السعودية واليمن يمكن إرجاعه الى اتفاقية مكة المثيرة للجدل سنة 1926 حيث أصبحت المنطقة التي كانت في الجنوب الغربي الامارة الادريسية، والتي طالب اليمن بها طويلاً، تحت سيادة الدولة الناشئة حديثاً وهي العربية السعودية.
الخلاف اللاحق حول سيادة منطقة الإدريسي السابق، يخص مناطق عسير، جيزان، ونجران، وقاد الى حرب حدودية محدودة سعودية يمنية انتهت في مايو 1934 باتفاقية الطائف.
اعترف اليمن بسيادة السعودية على عسير وجيزان ونجران والخط الحدودي تمّ تعريفه على أنه (نهائي ودائم).
ليس بعد توقيع الاتفاقية بفترة طويلة، فإن قانونية الاتفاقية جرى تحديها وأن كل الحكومات اليمنية منذ 1932 رفضت بصورة علنية بنود الاتفاقية، وجادلت بأنها فرضت بالقوة من قبل السعودية. وطالب اليمن لاحقاً بأن تسحب الاتفاقية الحدودية الجديدة.
ووافق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وافق في سنة 2000 على إنهاء النزاع الحدودي الدموي والطويل مع الملك السعودي من خلال توقيع الاتفاقية الحدودية في جده، والتي تقضي في جوهرها بتنازل اليمن عن ادعاءاته حول عدة مناطق كانت حتى حرب 1934 ملحقة بمملكة صنعاء الشمالية، إلا أن اليمنيين مازالوا يطالبون بأحقيتهم في تلك المناطق إلى الآن.
masralarabia
وائل مجدي