رواية «شيطان صغير عابر» تجسد برهافة تناقضات الشخصية المصرية وكيف أن الشخص يمكن أن يتحول من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، هكذا بدأ د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق مناقشة رواية «شيطان صغير عابر» للكاتب الزميل محسن عبد العزيز فىالندوة التى عقدت بنادى القصة وشاركت فيها د. زينب العسال وأدارها الكاتب الصحفى أنور عبد اللطيف مدير تحرير الأهرام.
وأضاف أن الرواية تعتمد على تكنيك الذاكرة والاستدعاء للماضى بلغة شديدة الحميمية باعتبار أن الماضى هو الجنة المفقودة مقارنة بالحاضر، فالراوى غريب الوجه واليد واللسان يجد نفسه غريبا فى عالم المدينة بكل ما فيه من أحداث وعلاقات وتناقضات ويتحول إلى شخص عاجز ومحبط لن يصل إلى هدفه إلا بالطرق الملتوية ، فقد صورت الازدواجية فى الفكر من حيث التدين والتهتك فى ذات الوقت وحالات التلون السياسى .
وقال إن الرواية تعد عملا إبداعيا ذات خصوصية فهى ترصد الشخصية المصرية فى كثير من جوانبها وخاصة الموهوبين الذين لا تكتمل موهبتهم ولايتحققون بشكل كامل لأسباب تبرزها الرواية، كما أنها تحدثت عن الصداقة بين الأطفال وحالات الحب الأول والحقول وما تحمله من خير وحياة وحرية بشكل رائع ، وختم حديثه بتحليل كلمات العنوان بأن «شيطان» توحى بالتمرد وعناد الأطفال ، أما «صغير» بأن العالم مرصود من خلال عين طفل ، و«عابر» تدل على أن الطفل تحرك من خلال الشخصيات والأحداث وأنه عبر مرحلة الطفولة التى تعد أهم مرحلة فى حياته ولكنه لم يستطع تركها.
ومن جانبها أوضحت الكاتبة د. زينب العسال أن الرواية تثير جدلا إنسانيا وتجعلنا نتذكر الطفولة بمآسيها وأفراحها ،فالمؤلف أشبه بصياد ماهر قادر على التقاط اللحظات التى لا يمكن للقاريء أن ينساها .وقالت إن «الطفل» فى الرواية متمرد عنيد يقدم نفسه على أنه شيطان صغير عابر من خلال تصرفاته مع أسرته والعالم المحيط به فى «القرية».
كما أشارت العسال إلى أن الرواية اهتمت بالجانب النسوى وكشفت الستار عن انتهاك المرأة وتعرضت لقضايا المرأة من سلب حقوقها وحرمانها من الميراث فى بعض قرى الصعيد والدلتا وقضية أن تصبح المرأة كسلعة فى المدينة بالإضافة الى مظاهر الاستبداد ومساوىء الإسلام السياسى .
من ناحية أخرى أعرب أنور عبد اللطيف عن اندهاشه الشديد بهذا العمل الذى اعتبره عملا تاريخيا بمفرداته الثرية والتى تناولها الكاتب عن حياة الطفل الذى لا يملك الا الطفولة البائسة والأحلام الضائعة .وأضاف - خلال إدارته للندوة - أن الكاتب لم يستخدم السردالمتواصل ولكن مقطوعات من خلال شخصيات روايته التى تكون لوحة إبداعية جميلة مشوقة وسهلة للقارئ.
ahram.org.eg