ماهي أمراض المناعة الذاتية؟أمراض المناعة الذاتية هي الأمراض التي تنتج حين يفشل الجهاز المناعي في التفرقة بين أنسجة الجسم وخلاياه وبين الأنسجة والخلايا الغريبة، فيهاجم الجسم ذاته باستخدام أجسام مناعية ضد أنسجة الجسم نفسه فتقوم بمهاجمة خلايا الجسم الطبيعية، مما يؤدي لتدمير أنسجة الجسم وظهور أمراض متعددة حسب النسيج الذي تهاجمه هذه المناعة.
تتسبب أمراض المناعة الذاتية بأضرار شديدة بالجسم قد تتركز في مكان واحد أو عضو واحد أو قد تهاجم مجموعة من الأعضاء فتؤدي إلى مرض أو مجموعة من الأمراض فإذا هاجم جهاز المناعة، مثلاً، الجهاز العصبي، فإنه يهاجم جزءاً معيناً من جدار الأعصاب، مسبباً حالة تسمى التصلب المتعدد، وهى تؤدي إلى حدوث شلل بالجسم كله. وفي حالة مهاجمة الجهاز المناعي لمكان اتصال الأعصاب بالعضلات، يحدث ضعف، وارتخاء شديد بالعضلات، يسمى “وهن العضلات الوخيم”.
وقد يهاجم الجهاز المناعي، صمامات القلب، كما في حالات الحمى الروماتيزية، أو يهاجم الجلد ويسبب احمراراً بالوجه، في شكل جناحي فراشة على الخدين، كما في حالات الذئبة الحمراء. ويهاجم الجهاز المناعي أحياناً المفاصل مسبباً داء الروماتويد، وقد يهاجم جهاز المناعة أكثر من عضو بالجسم، مثل الجلد، والقلب، والكبد، والكلى، والطحال، كما في مرض الذئبة الحمراء الجهازية.
ما مدى شيوع أمراض المناعة الذاتية؟هناك حوالي 80 نوعاً من أمراض المناعة الذاتية وبصفة عامة؛ تعتبر أمراض المناعة الذاتية من الإصابات الشائعة نسبياً، وتتفاوت معدلات الإصابة مابين 5 حالات لكل 100،000 شخص (في أمراض مثل التهاب الكبد النشط المزمن) إلى أكثر من 500 حالة لكل 100،000 شخص (في أمراض مثل الروماتويد والتهاب الغدة الدرقية).
من الذين يصابون بأمراض المناعة الذاتية؟- تصاب الإناث بأمراض مناعة ذاتية مثل التصلب المتعدد والذئبة الحمراء، وتمثل الإناث نسبة تتجاوز 85% من مجموع المصابين بهذه الأمراض. وتتركز الإصابة في عمر الخصوبة والإنجاب.
- أولئك الذين ينحدرون من عائلات لها سابقة إصابة بهذا النوع من الأمراض.
- الأفراد المعرضون لأنواع معينة من المحفزات الكيميائية وبعض أنواع العدوى الفيروسية والبكتيرية.
- بعض الأعراق والجنسيات أكثر عرضة للإصابة من غيرها (مثل شيوع مرض السكر من النوع 1 في الجنس الأبيض البشرة).
ماهي أنواع أمراض المناعة الذاتية؟هذه أمثلة لأمراض المناعة الذاتية بحسب العضو الرئيسي المصاب فيها
الجهاز العصبي- التصلب المتعدد .
- الوهن العضلي.
- متلازمة جيليان بارية.
- التهاب القزحية المناعي الذاتي.
الـدم- انحلال الدم المناعي الذاتي.
- فقر الدم الوبيل.
- نقص الصفيحات المناعي الذاتي.
الأوعية الدموية- التهاب الشريان الصدغي.
- متلازمة أضداد الفوسفوليبيد
- التهاب أوعية دقيقة كداء فيجنر.
الجلد- الصداف
- البهاق
ماهي أعراض أمراض المناعة الذاتية؟ وكيف أعرف أنني مصاب؟تتشابه الأعراض في مجمل أمراض المناعة الذاتية بالرغم من وجود مجموعة من
الأعراض الأخرى الدالة على كل مرض بعينه.
غالباً ما يشكو المرضى من إعياء عام، دوار أو دوخة، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
في كثير من الحالات، يحدث نوع من التحسن أو السكون في الأعراض لفترات متباعدة، وكثيراً ما تعود الأعراض مرة أخرى بشكل حاد ومفاجيء
يأخذ الوصول للتشخيص النهائي لهذه الأمراض فترة زمنية طويلة نسبياً نظراً لكثرة الفحوصات وتعدد أنواعها، كما تتشابه الأعراض مما يجعل التشخيص الدقيق أمراً عسيراً.
إذا كنت تشك في إصابتك بأحد الأمراض المناعية، حاول الوصول لأسباب الأعراض التي تعاني منها:
- قم بكتابة التاريخ المرضي الكامل لأسرتك كي تتمكن من إبلاغ طبيبك بمعلومات دقيقة عن التاريخ الصحي للعائلة مما قد يساعده للوصول لأصل المشكلة.
- إكتب قائمة بالأعراض التي تعاني منها بدقة، مهما بدت غير مترابطة أو لا علاقة لها ببعضها البعض، كي يسهل عليك توضيح ما يحدث لطبيبك دون أن تنسى أياً من التفاصيل.
- إذهب لاستشارة الطبيب الذي يختص بأكثر أعراضك المرضية شدةً.
- استشر أكثر من طبيب لتحصل على أكثر من رأي استشاري.
من هم الأطباء الذين يعالجون أمراض المناعة الذاتية؟- استشاري أمراض الكلى (ويمكنه معالجة مرض مثل الذئبة الحمراء التي تتركز فيها الأعراض على نسيج الكلى)
- استشاري الروماتيزم (وهو معنيٌّ بالتهابات المفاصل كعرض لتكون الأجسام المضادة الذاتية الموجهة ضد أغشية المفاصل)
- استشاري الغدد الصماء (وهو المتخصص في علاج مرض السكر بفئاته، ومنها الفئة 1 والتي تمثل أحد أشكال المناعة الذاتية)
- استشاري الأعصاب (وهو المختص بعلاج حالات التصلب المتعدد وما يشابهها من مشاكل الأعصاب أو التوافق العضلي العصبي)
- استشاري أمراض الدم (لعلاج بعض أنواع الأنيميا)
- استشاري الجهاز الهضمي (لعلاج ما يتعلق بالجهاز الهضمي مثل التهابات القولون المناعية)
- استشاري الأمراض الجلدية (ويختص بكل الأعراض الجلدية للأمراض المناعية بأنواعها)
- المعالجون المتخصصون في مشاكل الكلام، والسمع، والعلاج الطبيعي لأمراض الوهن العضلي.
- استشاري الأمراض النفسية (ويختص بتقديم الدعم والعلاج النفسي لمضاعفات الأمراض المزمنة وأمراض الجهاز العصبي وما يصاحبها من تغيرات انفعالية كالخوف والغضب والإحباط والاكتئاب… إلخ…)
هل هناك علاجات لأمراض المناعة الذاتية؟هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج أمراض المناعة الذاتية، وتتركز مسارات العلاج في الاتجاهات التالية:
- تخفيف حدة الأعراض (خفض الحرارة، تخفيف الآلام، إزالة التورم، علاج الأعراض النفسية كالتوتر واضطرابات النوم)
- تعويض النقص في المركبات الحيوية التي قد يختل انتاجها أو يزداد تكسيرها بفعل بعض أمراض المناعة الذاتية (مثل اضطرابات هرمون الدرقية، نقص الإنسولين.. إلخ…)
- تثبيط وظائف الجهاز المناعي، وذلك لتخفيف مضاعفات رد الفعل المناعي العنيف تجاه أنسجة الجسم وتحجيم التأثير التدميري لتلك التفاعلات (مضادات الالتهاب، مشتقات – الكورتيزون، جرعات خفيفة من العلاج الكيماوي المستخدم في تثبيط الأورام).
هل بإمكان امرأة مصابة بمرض مناعي ذاتي أن تنجب؟تتفاوت تأثيرات هذا النوع من الأمراض على الحمل والولادة، فبعضها ليس له أي تأثير، وبعضها الآخر ينتج عنه لادة مبكرة أو وفاة الجنين بداخل الرحم، كما يلاحظ أن كثيراً من الحالات تشهد تحسناً كبيراً أثناء الحمل، بينما تسوء حالة البعض الآخر بشكل ملفت. كذلك يجدر بالذكر أن بعض أدوية المناعة الذاتية غير آمنة للاستخدام أثناء الحمل.
من الضروري إذن استشارة الطبيب في حالة الرغبة في الإنجاب، وربما ينصح الطبيب بالتروي حتى يدخل المرض في فترة سكون أو كُمون، وقد يتطلب الأمر تعديل جرعات الأدوية أو تغيير نوع العلاج المستخدم.
من المهم كذلك معرفة ما إذا كان المرض معيقاً للإنجاب في حد ذاته، وما إذا كان الأمر يستدعي بعض العلاج المسبق لتحسن فرص الإنجاب، والتخلص من أي مسببات للعقم المؤقت.
كيف يساعد المريض نفسه ليشعر بتحسن؟- الغذاء الصحي الذي يتضمن الفاكهة والخضراوات الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية
- النشاط البدني المعتدل يحسن الحالة المزاجية ويرفع اللياقة، لكن يجب عدم المبالغة، كذلك يجب البعد عن الرياضة العنيفة ومسببات الإجهاد
- الراحة الكافية التي تحتاجها أنسجة الجسم وعضلاته لاستعادة عافيتها، كما أن النوم الكافي هام جداً لإزالة التوتّر الذي قد يسبب زيادة نوبات الانتكاس والأعراض المرضية الحادة.
- الابتعاد عن مسببات القلق والتوتر، فالقلق هو العدو الذي يزيد من حدة الأعراض ويساعد على انقطاع فترات الكمون وحدوث انتكاسات عنيفة. يمكن كذلك اللجوء لتخفيف التوتر عن طريق جلسات التأمل، اليوجا، الاستماع للموسيقى وانتهاج نمط حياة أكثر هدوءاً.