التداولات العقارية في قطر فقدت 50%
فى عام 2016
تراجعت القيمة الإجمالية للتداولات العقارية في قطر بنسبة كبيرة فاقت الـ50% خلال العام الماضي.
ووفقا للتقرير الأسبوعي لمجموعة "إزدان" القابضة، فقد تراجعت القيمة الإجمالية للتداولات العقارية في قطر من نحو 56 مليار ريال في العام 2015 لتسجل نحو 27.6 مليار ريال فقط في العام الماضي بتراجع يقدر بنحو 28.4 مليار ريال يمثل نسبة 50.7%.
وربط التقرير بين هذا التراجع العنيف وبين ضعف حركة البيع والشراء في قطاع الأراضي الفضاء، وذلك نظرا لوجود نقص واضح في الأراضي المطروحة للبيع خصوصا في حدود مدينة الدوحة، إذ بلغت قيمة تعاملات الأراضي الفضاء خلال العام المنصرم نحو 7.1 مليار ريال فقط مستحوذة على نسبة 25.8 بالمائة من إجمالي التعاملات.
في حين نشطت حركة البيع والشراء في قطاع العقارات والمباني الجاهزة والتي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 20.5 مليار ريال مستحوذة على نسبة 74.2 مليار ريال، وتنوعت ما بين المساكن والفلل والعمارات السكنية والتجارية والمجمعات السكنية والأبراج والفنادق والمباني المتعددة الاستخدام.
وأشار التقرير إلى أن هنالك طلبا كبيرا على الأراضي الفضاء وهو الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسعارها إلى مستويات كبيرة لا تعكس القيمة الحقيقية لها، وقد أدى هذا الارتفاع في الأسعار إلى تراجع عمليات البيع والشراء، منوها إلى أن ضم مناطق جديدة إلى حدود تنظيم مدينة الدوحة وإدخال البنية التحتية لها سوف يسهم في تحريك التعاملات على الأراضي الفضاء، وهو الأمر الذي سيقود في نهاية المطاف إلى انتعاش القطاع العقاري.
وألمح التقرير إلى أن تراجع أسعار النفط العالمية خلال العام المنصرم كان له انعكاسات سلبية على القطاع العقاري ليس في دولة قطر فحسب، بل وفي مختلف دول المنطقة والعالم، حيث تسبب ذلك في تراجع النشاط الاقتصادي على المستوى العالمي، موضحا أنه بالرغم من ذلك فقد كان القطاع العقاري القطري الأقل تأثرا بتراجع النفط مقارنة مع بقية دول المنطقة.
وبين التقرير أن الموازنة العامة للدولة للعام 2017 والتي تم الإعلان عنها في نهاية العام الماضي وبدأ تطبيقها مع بداية شهر يناير الجاري، سوف تنعكس بشكل إيجابي كبير على القطاع العقاري، حيث تضمنت تخصيص النسبة الأكبر من إجمالي المصروفات للمشروعات الرئيسة بقيمة تفوق 93 مليار ريال وهي تمثل ما نسبته 47% من إجمالي المصروفات، كما أن زيادة الإنفاق على مشروعات البنية التحتية وتطوير الطرق والجسور والإنفاق سيكون لها تأثير إيجابي كبير على القطاع العقاري من حيث تزايد المشروعات العقارية التطويرية والتي تعزز النهضة العمرانية في الدولة.
وأوضح أن التعاملات العقارية الشهرية للعام 2016 المنصرم شهدت ارتفاعا تدريجيا من شهر إلى آخر، وذلك مع انحسار تداعيات انخفاض أسعار النفط، ومن المتوقع أن تتلاشى هذه التداعيات خلال العام 2017 الجاري خصوصا بعدما بدأت الدول المنتجة للنفط سواء من داخل منظمة أوبك أو من خارجها، بتخفيض إنتاجها اليومي للنفط تنفيذا للاتفاق الذي توصلت إليه المنظمة الدولية مع المنتجين بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، حيث بدأت أسعار النفط بالارتفاع ويتوقع أن تستقر عند 60 دولارا للبرميل خلال العام الجاري، مما سيعطي القطاعات العقارية دفعة إلى الأمام.