إسرائيل تكشف خفايا اغتيال المخترع التونسي محمد الزواري
في تطور غير مسبوق، قدمت إسرائيل تلميحات واضحة حول مسؤوليتها عن اغتيال المخترع التونسي محمد الزواري، خبير صناعة الطائرات بدون طيار، في مدينة "صفاقس" التونسية أول أمس. ونقل رونين بريغمان، أهم معلقي الشؤون الاستخبارية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: "اتهامات السلطات التونسية للموساد بالمسؤولية عن اغتيال الزواري لا تخلو من الصحة". وفي حلقة نقاش جرت في مقدمة برنامج "نهاية الأسبوع" الذي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الساعة الثامنة من مساء أمس ، قال بريغمان: "إسرائيل عادة ما ترد على الاتهامات الموجهة للموساد بتنفيذ عمليات اغتيال بالقول: لا تعليق، لكن ما حدث اليوم مختلف قليلا". وألمح بريغمان، المعروف بعلاقاته الوثيقة جدا بالأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية إلى أن منفذي عملية الاغتيال قد تمكنوا بالفعل من مغادرة تونس، مدعيا أن الأشخاص الذين ألقت السلطات التونسية القبض عليهم بزعم أن لهم دورا في العملية "مجرد سياح تصادف وجودهم في المكان وقت الحادث". من ناحيته قال أورن هيلر؛ معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة، إن الزواري معروف بعلاقاته الوثيقة بحركة حماس وبعضويته في ذراعها العسكرية "كتائب عز الدين القسام"، منوها إلى أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى إسرائيل تؤكد أنه تواجد في معسكرات للحركة في سوريا ولبنان، وأنه كان يساعد الحركة
على بناء قدراتها في مجال إنتاج الطائرات بدون طيار. ونقل هيلر الذي كان يتحدث في البرنامج نفسه عن المصادر الأمنية الإسرائيلية، قولها إن الزواري هو المسؤول عن تمكين "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس من استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال حرب 2014. وادعت المصادر أن خطورة الزواري "لا تتمثل فقط في الأفعال التي قام بها في الماضي، بل بالأفعال التي يمكن أن يفعلها في المستقبل". وبحسب المصادر، فإن حركة حماس كانت معنية بأن يساعدها الزواري على الاستعداد للمواجهة القادمة مع إسرائيل من خلال إنتاج طائرات بدون طيار "انتحارية"، قادرة على ضرب أهداف في عمق إسرائيل "بأقل قدر من المخاطرة على مقاتليها". وزعمت المصادر أن "حماس" كانت معنية بتطوير قدراتها في مجال الطائرات بدون طيار لإحداث توازن في وسائلها القتالية وتقليص الاعتماد على الأنفاق الهجومية التي فاجأت بها إسرائيل في حرب 2014.