إسعافات أولية .. الكسور والخلوع والرضوضالكَسرُ يدلُّ على حدوث كسر أو تَفرُّق اتِّصال في العظام.
أمَّا الخلعُ فهو إِصابَةٌ في الأربطة أو النُّسُج الرخوة حولَ المفصل، حيث تصل هذه الأربطةُ فيما بين العظام، وهو يحصل عندما تُجَرُّ إحدى نهايتي العظم أو تَخرج من تَوضُّعها أو مكانها الطبيعي.
ينجم الرضُّ أو الوثيُ عن فرط التمدُّد أو عن تمزُّق العضل أو الوتر. والأوتارُ تربطُ بين العضلات والعظام.
تسبِّب جميعُ هذه الإصابات الألمَ والتورُّم.
وما لم يكن الكسرُ العظمي واضحاً، فقد يكون من الصعب معرفةُ ما إذا كان لديك رض فقط (وثيٌ) أم كسر أم خلع. ولكنَّ التورُّمَ السريع يشير غالباً إلى وجود إصابة أَكثَر خطورة.
كسورُ الإجهاد
كسرُ الإجهاد هو ضعف أو شقٌّ صغير في العظم بسبب كثرة الاستعمال؛ فكسورُ الإجهاد في العظام الصغيرة للقدم - على سبيل المثال - يمكن أن تحصلَ خلال التدريب المكثَّف في رياضات السلَّة والجري وغيرهما.
تكونه العلامةُ المألوفة لكسر الإجهاد هي الألم في بقعة واحدة تزول أو لا تزول. وقد يتحسَّن الألمُ خلال التمرين، لكنَّه يسوء قبلَ النشاط وبعده. ويمكن ألاَّ يُشاهَدَ أيُّ تورُّم. تحتاج كسورُ الإجهاد إلى 2-4 شهور من الراحة حتَّى تشفى.
يمكنك أن تُعالَجَ معظمُ الأوثاء البسيطة في المَنـزل؛ أمَّا الرضوضُ الشديدة وكسورُ العظام والخلوع فتحتاج إلى رعاية طبِّية. ويمكن البدء بالمعالجة المَنـزِليَّة في انتظار مراجعة الطبيب.
مَتَى تَتَّصِل بالطَّبيب
● إذا كان العظمُ مَفتوحاً على الجِلد.
● عندما يكون الجِلدُ فوق موضع الإصابة متهتِّكاً.
● عندما يبدو الطرفُ المتأذِّي أو المفصلُ بشكل غير طبيعي أو غريب أو بوضعيَّة غير طبيعية.
● عندَ وجود علاماتِ ضررٍ عصبِي أو في الأَوعِيَة الدموية، مثل:
- الخَدَر أو النخز أو الشُّعُور بما يشبه وجودَ دبابيس وإبر.
- شُحوب أو ابيضاض أو ازرقاء في الجِلد، أو الشُّعُور بأنَّ الجِلدَ أبرد ممَّا هو في الطرف غير المتضرِّر.
- عدم القُدرة على تحريك الطرف بشكلٍ طبيعي بسبب الضعف وليس الألم فقط.
● عندَ عدم القُدرة على حمل الوزن أو مدِّ الطرف المتضرِّر، أو تَقَلقل المَفصِل أو الشُّعور بعدم ثَباته.
● عندَ وجود تورُّمٍ شديد في غضون نصف ساعة من الإِصابَة.
● عندَ وجود أَلَمٍ شديد.
● عندَ عدم تحسُّن التورُّم والألم بعدَ يومين من المعالجة المَنـزِليَّة.
● عندَ ظُهور علامات العَدوَى بعد الإِصابَة، وهي زيادةُ الألم والتَّورُّم أو الدِّفء أو الاِحمرار، والخطوط الحمراء المتِّجِهَة من الجُرح، والقَيح والحُمَّى.
المعالجةُ المَنـزِليَّة
تقومُ الخطواتُ الأولى في المعالجة المَنـزِليَّة على الإِجرَاءات نفسها عادةً، مهما كانت الإِصابَة؛ وهي تَشتَمِلُ على الراحة واستعمال الثلج والضَّغط والرفع.
1. الرَّاحَة
● لا تَضَع ثقلاً على موضع الإِصابَة لمدَّة 24-48 ساعة على الأقل.
● استعمل العكاكيزَ في حالات الرُّضوض الشديدة للركبة أو الكاحل.
● ادعم المعصمَ أو المرفق أو الكتف المصاب برضٍّ باستعمال وشاح.
● اعمل على إراحة الإصبع المصاب بوثي من خلال تَثبيته مع الإصبع السليمة بجواره؛ وهذا ينطبق على أصابع القدم؛ وضع على الدوام وسادةً بين الإصبعين في اليد أو القدم عِندَ تثبيتهما ببعضهما البعض.
2. تَطبيقُ الثلج
● ضَع كمَّادات الثلج أو كمَّادات باردة على موضع الإِصابَة مباشرةً، للتَّقليل من الألم والتورُّم والمساعدة على الشِّفاء. وفي أوَّل 48-72 ساعة، استعمل الثلجَ لمدَّة 10-15 دقيقة أحياناً أو لمدَّة ساعة (حسب الإمكانية). وبالنِّسبَة إلى الإصاباتِ التي يصعب الوصولُ إليها، تكون الكمادةُ الباردة أفضلَ من الثلج.
● تَبدُو الحرارةُ أفضل، لكنَّها تؤذي أَكثَر ممَّا تفيد عِندَ استعمالها مباشرةً. ولكن يمكنك استعمال الحرارة (منديل دافئ، كمادة حارَّة) بعدَ 48-72 ساعة من المعالجة بالبرودة إذا زال التورُّم. ويرى بعضُ الخبراء فائدةً من الانتقال بين الحرارة والبرودة بشكلٍ متناوب.
3. الضَّغط
● قُم بلفِّ المنطقة المصابة بضماد مرن أو بكمٍّ ضاغط للتقليل من التورُّم، ولكن لا تجعل اللفَّةَ محكمة. وإذا ما شعرت بالتَّنمُّل تحت الناحية، أو بالوخز أو بالبرودة، قُم بحلحلة اللفَّة.
● يمكن للرضِّ الملفوف بشكلٍ مُحكَم أن يجعلك تفكِّر بالإبقاء على استعمال المفصل. ولكن يحتاج المفصلُ إلى راحة تامَّة لمدَّة يوم أو يومين مع أو من دون لفَّة.
4. الرَّفع
● ارفع المنطقةَ المصابة على وسائد عندما تستعمل الثلجَ، وفي كلِّ مرَّة تجلس فيها أو تستلقي.
● حاول المحافظةَ على منطقة الإِصابَة عِندَ مستوى القلب أو فوقه للتقليل من التورُّم والتَّكدُّم.
نَصائِح أخرى
يمكن أن تحولَ دون المزيد من الضرر، وأن تتحسَّن بشكل أسرع، إذا اتَّبعت النصائحَ التالية بعد الإِصابَة:
● قُم بتجبير الطرف أو الذراع أو السَّاق أو الإصبع عِندَ الشكِّ بكسر إلى حين رؤية الطَّبيب. كما يمكن أن تستعملَ وشاحاً لحماية الذراع أو الكتف المصابة إلى حين مراجعة الطَّبيب. ولكن لا تضع وشاحاً للذِّراع عِندَ الطفل.
● يمكن أن يحمي الوشاحُ المصنوع في المَنـزل الذراعَ المصابة إلى حين زيارة الطَّبيب.
● قُم بإزالة جَميع الأساور والساعات والحلقات من الإصبع المصابة أو اليد المصابة مباشرةً؛ فقد يجعل التورُّمُ إزالةَ هذه الأشياء صعباً فيما بعد ذلك.
● تَناوَل الأسبرينَ أو الإيبوبروفين أو النَّابروكسين للتخفيف من التورُّم والألم؛ ولكن لا تُعطِ الأسبرين لأيِّ شخص يقلُّ عمرُه عن 20 سنة.
● ابدأ بتَمارين لطيفة بمجرَّد زوال الألم الأوَّلي والتَّورُّم؛ وإذا ما كان لديك كسرٌ عظمي أو رض جديد، يمكن أن يضعَ طبيبُك الطرفَ في جبيرة.
التَّجبير
تُعدُّ طرقُ التجبير هذه عَوناً أوَّلياً على المدى القصير فقط؛ فالطَّبيبُ يعطيك الجبيرةَ المناسبة لإصابتك.
إذا كنتَ تعتقد بوجود كسرٍ عظمي، يمكنك تجبيره لتحولَ دون حركته؛ وهذا ما يمنع المزيدَ من الإِصابَة إلى حين رؤية الطَّبيب. كما أنَّ التَّجبيرَ قد يفيد بعدَ لدغة الأفعى في انتظار وُصول المساعدة.
هناك طَريقتان لتجبير الطرف:
الطَّريقةُ الأولى: اربط الطَّرفَ المصاب بجسمٍ قاس، مثل الجرائد الملفوفة أو المجلاَّت أو العصا أو العكَّازة. كما يمكن أن تستعمل حبلاً أو حزاماً أو أيَّ شيء آخر قد يفيد كربطة. ولكن لا تجعل الربطةَ مشدودة كثيراً. واعمل على وضع الجبيرة بحيث لا يستطيع الطرفُ المصاب أن ينحني. وحاول التَّجبير بَدءاً من مفصلٍ فَوق الكسر المشتبَه إلى مفصل تحته؛ ففي كسر الساعد مثلاً، جبِّر بدءاً من فَوق المرفق إلى تحت المعصم.
الطريقةُ الثانية: قُم بلفِّ الإصبع المكسورة مع الإصبع التالية، وضَع وسادةً بينهما. واربط الذراعَ المصابة عبر الصدر لمنع تحريكها.
منقول