في الجهر بالقراءة في صلاة النافلة
السؤال:
هل يُشْرَعُ الجهرُ بالقراءة في النوافل؟
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فلم يَرِدْ في قراءة التطوُّع ما يمنع الجهرَ والإسرارَ في صلاة الليل والنهار، غيرَ أنه يُسْتَحَبُّ الإسرارُ في النوافل النهارية إلحاقًا بفرائض النهار، ويُباحُ الجهرُ والإسرارُ للذكور والإناث على سبيل الخيار، والأفضلُ الجهرُ بالقراءة ليلاً ما لم يشوِّشْ بقراءته على غيره، وكذا المرأةُ إذا خُشِيَ مِنَ الافتتان بصوتها لوجود أجانبَ غيرِ محارمِها فعليها بخفضِ صوتها فلا تَرْفَعْهُ إلاَّ قدْرَ ما تُسْمِعُ نفْسَها؛ لأنَّ أمورَ المرأةِ مبنيَّةٌ على السَّترِ، وخفضُ صوتِها أنسبُ لها، ويشهد لذلك عدَّةُ نظائرَ في الشرع منها: عدمُ جواز رفع صوتها بالتلبية وفي تكبير يومِ العيد، فلا ترفع صوتَها بأكثرَ ممَّا تحتاجه لإسماع نفسِها إن كانتْ بحضرة الأجانب، ويجوز لها رفْعُ الصوتِ إذا انفردتْ أو كانتْ مع المحارم، وكذلك لا يُشْرَع لها التسبيحُ إذا سها الإمامُ أو نَسِيَ، وإنما تُصَفِّق للحديث الذي أخرجه مسلمٌ مرفوعا: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ»(١).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٧ ذي الحجة ١٤١٧ﻫ
الموافق ﻟ: ١٤ أفريل ١٩٩٧م
(١) أخرجه البخاري في «أبواب العمل في الصلاة» باب التصفيق للنساء (١٢٠٣)، ومسلم في «الصلاة» (٤٢٢)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.