يسرد متحف ياسر عرفات، الذي يدشن في مدينة رام الله التاريخ المعاصر للشعب الفلسطيني، بالتزامن مع عرض مسيرة نضال الزعيم الفلسطيني التاريخي مع حلول الذكرى 12 لرحيله.
وعلى طابقين، يضم المتحف مقتنيات شخصية لـ"عرفات" بينها نظارته الشمسية الشهيرة، التي ارتداها خلال خطاب ألقاه في الامم المتحدة عام 1974، وكوفيته البيضاء والسوداء، التي عرفه العالم بها، وسلاحه الشخصي وحتى جواز سفره الفلسطيني.
وسيتعرف زوار المتحف للمرة الأولى عن كثب على هذه الأغراض.
ومن المتوقع، أن يقص الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم، الشريط الافتتاحي للمتحف، الذي كلف 7 ملايين دولار أمريكي، بحسب مؤسسة "ياسر عرفات".
وهذا اول متحف مخصص لذكرى ياسر عرفات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتم بناؤه خلف ضريح "عرفات" داخل مقر الرئاسة الفلسطينية، المقاطعة، في مدينة رام الله.
ويشير رئيس لجنة المتحف، "نبيل قسيس"، إلى أن الزائر سيطلع على حكاية الشعب الفلسطيني، حكاية كفاحه منذ بداية القرن العشرين حتى استشهاد "عرفات" عام 2004.
وبحسب "قسيس"، فإن "طريقة العرض هي عرض الحكاية من خلال مسيرة ياسر عرفات النضالية، لأن ياسر عرفات كان مرتبطًا بنضال الشعب الفلسطيني بشكل وثيق".
وتم تأسيس المتحف على نظام تفاعلي حديث، تعرض فيه أشرطة فيديو وصور قديمة للتاريخ الفلسطيني منذ بداية القرن العشرين.
ويحيي الفلسطينيون الجمعة الذكرى 12 لوفاة "عرفات"، الذي رحل في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بباريس بعد تدهور فجائي لصحته.
وستتاح للعامة فرصة رؤية غرفة نوم "عرفات"، التي أمضى فيها أيامه الأخيرة بعد حصار الرئاسة الفلسطينية من الدبابات الإسرائيلية منذ ديسمبر 2001، وهذه الغرفة موجودة في الطابق الأرضي من مبنى آخر من المقاطعة، لكنها أُلحقت بالمتحف عبر بناء جسر يربطها به.
وفي الغرفة الصغيرة، إلى جانب سرير "عرفات"، صورة رسمتها ابنته "زهوة" عندما كانت طفلة، بالإضافة إلى خزانة ملابسه، التي تحوي على بزاته العسكرية الشهيرة.
وفي الخارج، الغرفة التي كانت تستخدم لعلاج "عرفات" قبل نقله إلى فرنسا، وتعرض فيها التقارير الطبية الفلسطينية والروسية والفرنسية والسويسرية في وفاة عرفات مع شاشات تلفاز، تعرض تجمعات لتأبينه في فرنسا ومصر والأراضي الفلسطينية.
وتوفي عرفات في عام 2004، داخل مستشفى في فرنسا كان نقل إليه للعلاج، وأجرى القضاء الفرنسي تحقيقًا في الوفاة بطلب من أرملته "سهى عرفات"، التي تشدد على تعرض زوجها للتسميم، وأعلن رد الملف بسبب عدم وجود أدلة كافية.
وبين المعروضات أيضًا، شهادة وميدالية جائزة نوبل للسلام، التي حاز عليها عرفات بعد توقيع إتفاق "أوسلو" مع الإسرائيليين، والتي تمكن المتحف من الحصول عليها من منزل "عرفات" في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وحاز "عرفات" على جائزة نوبل للسلام عام 1994 بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك "إسحق رابين" ووزير خارجيته "شيمون بيريز"، بعد التوصل إلى اتفاقات السلام عام 1993.
وبعد مرور 12 عامًا على رحيله، ما زال "عرفات" شخصية محبوبة لدى الفلسطينيين.
ويؤكد مدير المتحف، محمد حلايقة، أن "عرفات" كان لاعبًا مهمًا في العمل السياسي والعمل الوطني الفلسطيني على مدى عقود من الزمن، وبالتالي، تم إبراز "أين تتقاطع هذه المحطات مع سيرة ياسر عرفات"، مشيرًا إلى أن "عرفات" كان يصنع الحدث في كثير من الحالات.
alwan.elwatannews