لحم الخنزير في الميزان

موضوع: لحم الخنزير في الميزان 14/5/2009, 16:31

لحم الخنزير في الميزان

ليست ظاهرة طيبة الطريقة الشائعة في دنيا الطب والإعلام عن التحري عن اللحوم التي تقدم للناس ويشتبه في اختلاط لحم الخنزير بها. فطريقة معالجة الأمر تركز علي حمل لحوم الخنزير لمرض ما يخشي انتقاله إلي من يتعاطي هذا اللحم. في حين تضاءلت بيانات أسرار حرمة أكل هذا اللحم بنص قرآني لا يعتريه ضعف ولا تجريح. فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه. وإذا كان النص القرآني يؤكد التحريم فلا مجال لالتماس أسباب غير نصية تبيح تناول هذا اللحم مثل خلوه من الأمراض أو عدم نقله لأمراض معينة تشيع في البلاد أو المناطق التي تربيه. وتأتي منها حيوانات منه. فالنص القرآني في الآية من سورة المائدة يقول الله فيه: "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح علي النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق..." فالله سبحانه وتعالي لم يذكر تحريم لحم الخنزير وحده في نص مستقل به. وإنما جعله ضمن محرمات متعددة تأكيداً لحرمته. وبخاصة أن المحرمات معه في النص القرآني تأنفها النفس الطبيعية. وترفض أكلها وبعض النفوس. ترفض الاقتراب منها. وذلك بالإضافة إلي أن النفوس الطيبة تأنف من رؤية الخنزير حيا وميتا. فالتحريم الديني له أكسب تحريمه معني اجتماعيا حين يسمي الناس الشخص الذي يتبلد حسه بالخنزير نظراً لتبلد هذا الحيوان وأن لحمه يكتنز من معاملته معاملة البلداء. والبليد من الإنسان والحيوان قد يصلحه الضرب بالعصا أو بأي أداة من أدوات الضرب. وقد اشتهر عن الخنزير أن ضربه يؤدي إلي اكتناز لحمه وتكاثره. وأصبح بذلك مضربا في الأمثال.
وتحريم أكل لحم الخنزير ثابت بالنص القرآني الذي لا مجال معه لنفي حكم أكل لحم الخنزير. ولم يثبت في أي نص ديني غير إسلامي حل أكل لحم هذا الحيوان. وبعض المذاهب الإسلامية. بل اكثرها تقطع بنجاسة هذا الحيوان وتنصح بالابتعاد عنه حتي لا يتنجس لامسه. وذلك من شدة الاحتياط حتي لا يقع الإنسان في دائرة التحريم. وإذا كان لحم الخنزير محرماً أكله فإن الابتعاد عنه والاشتغال بذبحه وسلخه وبيعه يكون أمرا ضروريا. وذلك دفعا للإنسان المسلم الي اجتنابه. والاجتناب أوقع في التحريم من أكله. لأنه يشمل التربية وما تقتضيه من الاطعام والاختلاط والتمريض والعلاج وغيرها من ضرورات الاختلاط ومن هنا فإن السببية الطبية في الابتعاد عن الخنزير ليست مقصودة وحدها. وإنما هناك أسباب اخري لتحريمه لا ضرورة لتعيينها فكثير من الفقهاء يؤكدون أن الحلال ما أحله الشرع وأن الحرام ما حرمه الشرع. ولا داعي مع هذا التأكيد للبحث عن الأسباب. وكثيراما يقول الفقهاء عما خفي سبب تحريمه بأن تحريمه أمر تعبدي شأن أشياء كثيرة لا ترجع الحكم فيها إلي أسباب.
وإذا كان الطب قد كشف لنا حديثا عن بعض أسرار تحريم أكل لحم الخنزير. فإن الإحساس الشرعي بالحكم يدعو إلي القول بأن الطب لم يكشف عن كل الأسباب. فالعلم يكشف في كل يوم جديدا وهذا يؤكد صحة الاطمئنان الي قول فقهاء كثيرين بأن الحلال ما أحله الشرع وأن الحرام ما حرمه الشرع. ولحم الخنزير محرم بالنص القرآني الذي وصفه الله بأنهه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه تنزيل من حكيم حميد. وإذا كان العلم قد توصل أخيرا إلي بعض أسباب تحريم الله لأكل لحم الخنزير فإن هذا العلم لم يكشف الله للإنسان عن كل أسرار تحريم أكل لحم الخنزير فتطور العلم لابد سيكشف مع الزمن عن أسرار جديدة لتحريم الله أكل لحم الخنزير واستخدامه في أية شئون أخري قد يقال انها مفيدة للإنسان. فانتصار التحريم الطبي علي أسباب اكتشفها الطب فليس من المستبعد أن يكشف الطب مستقبلا عن أسباب اخري.. وإذا كانت انثي الخنزير تلد في العام الواحد ما لا يقل عن ستة خنازير وقد تصل مواليد الانثي الواحدة منه إلي اثني عشر خنزيراً في العام الواحد. وهذا يؤكد ضرورة التخلص من هذا الحيوان وليس التخلص من تكاثره فقط. ولم تأت في الطب ضرورة للإنسان في أكل لحم الخنزير وان كانت بعض المذاهب تبيح استخدام أشياء منه بعد ذبحه في الاشياء الحلال كاستخدام عظامه وشعره الذي يضرب المثل بمتانته. فمع التسليم بذلك إلا أنها ليست ضرورة لأن لها بدائل كثيرة فيما أحله الله من أشياء. وقد كانت الخمر قديما هي الوسيلة الوحيدة لتخدير جسم الإنسان الذي تجري له جراحات طبية. ولكن العلم استحدث عقاقير مخدرة للجسم غير الخمر. وأصبحت الخمر في التخدير الطبي وسيلة رجعية في الأسلوب العلمي للتخدير. ثم إن هناك فروقا كثيرة بين استخدام الخمر للتخدير واستخدام العقاقير الأخري. بالاضافة الي جدوي التخدير الطبي أكثر من استخدام الخمر في هذا التخدير وأن آثارها تفارق الجسم بعد انتهاء الجراحة بزمن يناسب طبيعة هذه الجراحة وآثارها بينما الخمر تبقي آثار منها في الجسم وتكوينه الخلقي بكسر الخاء مما يؤكد خطورة الخمر علي جسم الإنسان بفقدان وقتي للإدراك العقلي. وهذا الفقدان الوقتي يعتاده الجسم بتكرار التعاطي. وهذا التكرار يؤدي الي الإدمان الذي يتعذر علاجه إذا لم يكن هذا العلاج بعيد الآثر أو مستحيل الأثر.. فالتحريم بالشرع وإن لم يصل العلم إلي أسباب عضوية وكاملة له أوقع في ضرورة الامتناع من الأسباب التي يبديها الأطباء.
إن الرجوع إلي أحكام الشرع في حل الأشياء وحرمتها هو العاصم الوحيد من الوقوع في الخطأ. فالعلم يتغير مع مرور الأيام ويصبح المقيد منه في زمن غير مقيد في زمن يأتي بعده. وقد تنقلب المقاييس العلمية من النفع إلي الضرر. ومن الضرر إلي النفع. ولكن المقاييس الشرعية ثابتة لا تتخلف وان لم يدرك الإنسان أسبابها في حين أو في أحيان كثيرة وبهذا المنطق الشرعي يجب النظر إلي تحريم الإسلام لأكل لحم الخنزير واستخدام ابعاضه في أمور نافعة. فالبدائل كثيرة. ولم يجعل الله علاج أمة الإسلام فيما حرمه عليها. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

موضوع: رد: لحم الخنزير في الميزان 14/5/2009, 17:19

أستاذي القدير /أ. رأفت الجندي

إن العالم يعيش الآن أزمة اقتصادية خانقة و كان سببها : الربــــــا

و سلط الله على البشر أمراضا فتاكـــة و كان سببهـــا : الزنـــــا

و ها نحن نرى و نعايش كذلك مرض خطير و سببــه : الخنازير

كلها آفات بسبب استحلال الإنسان لما حرم الله في القرآن الكريم .

إن من مقاصد هذا الدين الحنيف الحفاظ على الكليات الخمس، وهي حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال, وجاء لكل واحد منها تشريعات وأحكام خاصة به.
فنلاحظ أن الإسلام حافظ على النفس من خلال عدة أمور، منها الحفاظ على الصحة وحماية الإنسان من كل ما يسبب له الضرر والفساد في جسمه.
ولهذا جاءت النصوص القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة مبينة ما يحل وما يحرم من الأطعمة والأشربة، ووضعت لذلك قاعدة عظيمة، وهي إباحة كل الطيبات وتحريم كل الخبائث، وصارت هذه القاعدة عامة في كل ما يؤكل أو يشرب، يقول الله تبارك وتعالى:
" و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث "
وقال تعالى آمراً جميع البشر بأكل الطيبات على سبيل الإباحة: "يا أيها الذين آمنوا كلوا مما في الأرض حلالا طيبا و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين "
و بالإضافة للآيات الكريمة التي ذكرت استاذي الفاضل هناك آيات كثيرة في كتاب الله تحرم اكل لحم الخنزير اذكر منها فقط قوله تعالى في سورة الأنعام:
"قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به ... " الآية
و في هذه الآية يتضح جليا أن لحم الخنزير ينفرد من بين جميع اللحوم المذكورة في آيات التحريم بأنه حرام لذاته، أي لعلة مستقرة فيه، أو وصف لاصق به، أما اللحوم الأخرى فهي محرمة لعلة عارضة عليها، فالشاة مثلاً إذا ذكيت فلحمها حلال طيب ولا تحرم إلا إذا كانت ميتة أو ذبحت لغير الله . و المؤمن ملتزم حين يأتيه الأمر أو النهي من الله، ويمكن أن نجتهد في تفهم علة الأمر والنهي، لكن تحريم لحم الخنزير بالذات تحريم معلل ﴿فإنه رجس﴾ فاجتهادنا محصور إذن في محاولة فهمنا لخبث ذلك المحرم ورجاسته حتى نزداد شكراً لله على نعمائه .
كما جاءت الأحاديث دالةً على تحريم بيع لحم الخنزير، ومن تلك الأحاديث ما جاء في صحيح مسلم :
عن جابر بن عبدالله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة: "إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام" فقيل: يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس ؟ فقال: "لا هو حرام"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: (قاتل الله اليهود إن الله عز وجل لما حرم عليهم شحومها أجملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه) .
وهذا الحديث فيه التصريح بتحريم بيع الخنزير أو الاستفادة من أي جزء منه ، حتى لو كان ذلك بتحويله إلى شيء آخر .

أخي و استاذي القدير /أ. رأفت الجندي

بارك الله فيك لطرحك القيم

جزاك الله عنه الفردوس الاعلى من الجنة

في انتظار قادمك

تقبل اخي كل تقديري و احترامي

موضوع: رد: لحم الخنزير في الميزان 14/5/2009, 18:03

[color:e75d=blue]
شكرا للاستاذ الكريم رافت الجندى على هذا الموضوع

وشكرا لاختى الغالية صفاء الروح على التعليق على الموضوع

موضوع: رد: لحم الخنزير في الميزان 15/5/2009, 21:31

بارك الله فيك أ ستاذنا الكريم

وصدق من قال الطيب لا يأتي إلا با الطيب مثله

لحم الخنزير في الميزان Get-5-2008-gulflobby_com_482biril

[img:6b84]http://www.althkra.net/pic/ep/32[2.gif[/img:6b84]

موضوع: رد: لحم الخنزير في الميزان 17/5/2009, 21:16

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الكرام صفاء الروح --الوتر الحزين --الأم الطيبة

شكرا لمروركم الكريم

» ما يراعي في الميزان - موافقة الميزان للموزون
» ماذا نعرف عن الخنزير?
» لماذا حرم الله لحم الخنزير
» الحكـمة من تحريم لحم الخنزير
» اسباب تحريم اكل الخنزير