عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أنواع التفسير ..منقول 16/5/2009, 18:30 | |
| ببحث الفرق بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي يتبين أن الإعجاز العلمي نوع أو صورة من صور التفسير العلمي، فكل إعجاز تفسير علمي، وليس كل تفسير علمي إعجازا. ولم ينحصر الفرق بين الإعجاز والتفسير في التعريفات، بل نلحظ تفاوتا في طريقة التقسيم، وتبني نوع دون آخر من قِبَل رواد التفسير العلمي. والهدف من البحث الإشارة إلى أمرين: أولهما: الفرق بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي، وبالتالي تنبيه الوالجين لهذا النوع من التفسير -وخاصة غير المختصين بالعلوم الشرعية- إلى أنه ليس كل ما يسمونه بالإعجاز العلمي هو كذلك؛ إذ كثيرا ما يكون نوعا آخر من أنواع التفسير العلمي على أقل تقدير، وهو ما سيتضح أكثر لاحقا عند عرض بعض النماذج التطبيقية. أما ثانيهما: أنه لا يقتضي رد الإعجاز العلمي رد الأنواع الأخرى للتفسير العلمي. فالغرض المحوري هو محاولة الإجابة عن مدى إمكانية إثبات السبق العلمي للقرآن الكريم بذكره للمكتشفات العلمية دون تحميل آيات القرآن الكريم ما لا تحتمل. والقول بهذه الأسبقية لم يخل من اعتراضات معرفية، أهمها يرجع إلى أمرين: الأول: يرجع إلى القرآن الكريم وطريقة فهمه؛ فقد ارتبطت بالقرآن أمور أصبحت من المسلمات، والقول بالإعجاز العلمي هو خطر عليها، فمن أهمها مسألة التحدي القرآني للعرب، إذ كيف يتحدى القرآن العرب بأمور لا علم لهم بها؟ ينتج عن ذلك -ضرورة- ربطُ فهم القرآن بفهم العرب زمن نزول الوحي حتى نفهم الألفاظ فهما صحيحا، ونكون في الوقت نفسه قد راعينا بلاغة القرآن التي تقتضي موافقتها لمقتضى حالهم، بهذا لا نتكلف في فهم ألفاظ القرآن، ولا نحملها ما لا تحتمل. أما الأمر الثاني: فهو متعلق بالعلم وموضوعه؛ فموضوع العلم مختلف عن موضوع القرآن الكريم، وحقائقه مختلفة عن حقائق القرآن؛ فالأولى نسبية والثانية مطلقة، فكيف نحكم ما هو مطلق إلى ما هو نسبي؟ وكيف نجعل القرآن الهادي بنفسه مهديا بغيره؟ إضافة إلى التغير والتبدل الذي يطرأ على العلوم، لهذا فإن تفسير القرآن بها يجعله متغيرا متقلبا معها. يبرز جوهر الخلاف بين المؤيدين للتفسير العلمي وبين المعارضين له في أن المعارضين ربطوا فهم آيات القرآن وألفاظه بفهم معاصري نزول القرآن، بينما رأى المؤيدون وجوب الاستقلال في فهم القرآن وعدم الافتتان بالروايات، فالله -عز وجل- يقول: {أَفَلَا يَتَدَبرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: 82] وكان جمال الدين الأفغاني يقول: "إن القرآن لا يزال بِكْرا". ومن خلال معالجة العديد من التطبيقات والأمثلة يرى الباحث أن بعض التفاسير العلمية عكست الأهداف التي يريد المفسر العلمي تحقيقها، من إظهارٍ للصلة بين العلم والقرآن، وأن آيات القرآن دالة على ما يقول به العلم، فكان كل ذلك على حساب النص؛ حيث طغت المادة العلمية التي يريد المفسر أن يربطها بالنص القرآني على تفسيره، فلم يلتفت إلى موضوع الآية ولا إلى سياقها ولا إلى دلالات ألفاظها...، وإنما كان همه أن يجعلها دالة على ما يقول به العلم، هذا الذي أدى إلى تفسيرٍ للظواهر الكونية وليس إلى تفسير آيات القرآن الكريم. فمثلا تصور دور الجبال في تثبيت الأرض كان موجودا في العصور السابقة، ويظهر ذلك في بعض الروايات الواردة عن علي وغيره، ولكن الذي اختلف في العصر الحديث هو أن هناك تفسيرا علميا لهذه الظاهرة، بينما كانت تعليلاتهم في العصور السابقة مرتبطة بأمور غيبية. ومثل هذا لا يمكن القول فيه بأسبقية أو إعجاز قرآني. والباحث يخلص إلى أن ما سماه المفسر العلمي سبقا للقرآن الكريم في ذكر العلوم الحديثة -عدا ما هو متكلف به- يرجع إلى أمرين هما: الأول: وصف المفسر الظاهرة التي ذكرها القرآن الكريم على ضوء ما كشف عنه العلم الحديث، والذي ساعده على ذلك دقة الوصف القرآني لهذه الظاهرة التي كانت معروفة في عصر النزول، بالإضافة إلى عدم ذكر القرآن للتعليلات التي كانت سائدة في ذلك العصر. الثاني: يرجع هذا السبق إلى احتمال اللفظ لإحدى الدلالات التي اختارها المفسر لتوافق ما يقول به العلم، ولكن هذه الدلالة رغم احتمالية اللفظ لها فإن السؤال المطروح هو: هل هذه الدلالة التي اختيرت كانت مستخدمة في عصر نزول القرآن أم أنها اصطلاح حادث؟ هذا بالإضافة إلى أن ما يسميه المفسر العلمي سبقا قرآنيا لا يعد سبقا بالنسبة لنا؛ لأن هذه الدلالة لم تفهم إلا بعد كشف العلم لها، ولا يصح أن يقال: إنها سبق قرآني لأهل عصر نزول الوحي لأنهم ما كانوا يفهمون منه هذه العلوم، فالسؤال هو: هذا السبق بالنسبة لمن؟. يظهر واضحا من خلال الأمثلة التطبيقية أن اعتماد المفسر العلمي على التفسير بالقرآن الكريم لم يكن مفصولا عن أفقه المعرفي وثقافته العلمية؛ بل كان ذلك دافعا إلى أن يبحث في الآيات القرآنية عن إجابات لتساؤلات أثارها العلم. فالعلم هو المنطلق وهو الأساس بالنسبة له، والقرآن هو القابل للتشكل حسب نتائج العلم لديه، ولكن هذا ليس مطلقا، فهناك تفاسير كان منطلق المفسر فيها من النص وثقافة العصر. والمفسر العلمي استند في تفسيره على عدة ركائز أساسية أسهمت في وجود هذا النوع من التفسير، يمكن حصرها في ثلاثة أمور هي: استشهاد القرآن بأمور واقعية خاضعة للحس، وطبيعة اللغة، وثقافة العصر. إن المتأمل في أدوات المفسر العلمي المستدل بها يجد أن أهمها يرتكز على طبيعة اللغة، واكتفى الباحث هنا ببيان دور دلالات الألفاظ التي تتفرع إلى دلالات مختلفة بحسب الزاوية التي ينظر منها. فللفظ في اللغة العربية دلالات متنوعة تبدأ بالدلالة الوضعية، مرورا بدلالة منطوقه ودرجة شموله إلى مجازه. لقد وجد المفسر العلمي في دلالات الألفاظ مجالا رحبا لتفسيره العلمي، فدلالة اللفظ على الشمول -سواء المطلق منه أو العام- سمح له بأن يجعل ما يكشف عنه العلم الحديث داخلا في هذا الشمول؛ بل إن دلالة اللفظ على العموم أو الإطلاق هي الدالة على ما كشف عنه العلم الحديث، وقل مثل ذلك في دلالة المنطوق بما فيها من دلالة الالتزام أو المطابقة أو التضمين أو الإشارة وأيضا المجاز. إن اللفظ الذي كان يدل على أشياء معينة في الماضي كشف العلم الحديث عن حقائق هذه الأشياء فصار اللفظ يحمل ذيولا من المعاني تدل على هذه الحقائق المكتشفة، ولعل هذا يرجع إلى أن "الكون تنتظمه شبكة من الظواهر، وأن علاقة الإنسان بتلك الظواهر تنبني على التبصر ثم الإدراك، ومن هذه العلاقة ينشأ مبدأ الدلالة" التي تصنف في الكون إلى: الدلالة الطبيعية التي يستدل فيها العقل بحقيقة ظاهرة على حقيقة غائبة بسبب أن العلاقة بينهما هي علاقة السبب الطبيعي بنتيجته. والدلالة المنطقية هي التي يتحول فيها الفكر بواسطة المسالك العقلية من الحقائق الحاضرة إلى حقيقة غائبة. أما الصنف الثالث من هذه الدلالات فهو الدلالة العرفية التي تنشأ باصطلاح الإنسان "إما بإعمال الروية أو باتفاق السلوك". فالمفسر العلمي في تعامله مع النص القرآني: - إما أن يكون منطلقا من النص محاولا جذبه إلى علوم العصر، وهو في هذا حريص على الاستدلال به، وعلى أن يكون المعنى الجديد منسجما مع السياق والسباق، وتميز بذلك المفسرون المختصون بالعلوم الشرعية. - وإما أن يكون منطلقا من ثقافة العصر محاولا إسقاطها على النص القرآني، وهو في استدلاله غير متكامل، فإن استدل باللفظ لم ينظر إلى السياق... هذه الطريقة ظهرت في الغالب عند غير المختصين بالعلوم الشرعية كالأطباء وعلماء الجيولوجيا وغيرهم، وجل هذه التفاسير يمكن اعتبارها انطباعات شخصية أكثر من كونها تفسيرا. وختاما: إن القول بالسبق القرآني في ذكر العلوم قبل اكتشافها حسب ما قدمه البحث من تطبيقات، يعتبر مستندا ومسوغا للقراءات المعاصرة التي تسعى إلى جعل النص القرآني مادة هلامية يشكلها قارئه كما يريد، وخاصة أنها تتجاوز معهود الخاطبين في عصر التنزيل في استعمالاتهم اللغوية والبلاغية التي تعتبر شرطا أساسيا في التفسير؛ لذا علينا أن نكون موضوعيين أولا، ومنسجمين مع أنفسنا ثانيا، وفاء لقدسية القرآن الكريم، وإبرازا لفاعليته البعيدة عن القراءة الإسقاطية، مما يعكس المبادئ والقيم والمقاصد التي جاء بها ولأجلها، دون أن نلجأ إلى مثل هذه القراءات التي كان من أبرز أسباب وجودها ردة الفعل تجاه التقدم العلمي في الغرب. </STRONG> |
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أنواع التفسير ..منقول 16/5/2009, 18:31 | |
|
ثالثًا: التفسير بالإشارة:
ما هو التفسير الإشاري؟
التفسير الإشاري هو تأويل القرآن على خلاف ظاهره ,لإشارات خفية تظهر لبعض أولي العلم المخلصين ممَّن نور الله بصائرهم فأدركوا أسرار القرآن العظيم,أو انقدحت في أذهانهم بعض المعاني الدقيقة بواسطة الفتح الرباني, مع إمكان الجمع بينها وبين الظاهرالمراد من الآيات الكريمة. ([1])وهذا علم وهبي يُنال بالتقي والاستقامة والصلاح لقوله تعالى:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ }{البقرة:282}.
وهذا النوع من التفسير اختلف العلماء فيه, فمنهم من أجازه ومنهم من منعه حتى لا يكون مدعاة للتفسير بالهوى والتلاعب في آيات الله كما فعل الباطنية فيكون ذلك زندقةً وإلحادًا.
واستدل المجيزون بما رواه البخاري في صحيحه عند تفسير سورة النصر: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ عُمَرُ إِنَّهُ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ فَدَعَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ فَمَا رُئِيتُ أَنَّهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ قَالَ مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}[النصر:1] فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا, وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا, فَقَالَ لِي: أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ: لَا , قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ لَهُ, قَالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} وَذَلِكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }[النصر:3] فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَقُولُ ". فهذا الفهم من ابن عباس لم يفهمه بقية الصحابة الموجودين,وإنما فهمه عمر وابن عباس فقط.
واستدلوا أيضًا بالحديث الذي في الصحيحين:عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ, فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ, فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ إِنْ يَكُنْ اللَّهُ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ, فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْعَبْدَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا" فأبو بكر فهم بطريق الإشارة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد المخير ولم يفهم ذلك باقي الحاضرين.
ولقد بالغ قوم في التفسير بالإشارات والخواطر وفتنوا بذلك حتى ظنوا أنّ ما جاء في الكتاب والسنة ما هو إلاّ سوانح وواردات, وشطحوا مع تخيلاتهم , ولم يتقيدوا بتكاليف الشريعة ولا قوانين اللغة التي نزل بها القرآن, وخيّلوا للناس أنهم هم أهل الحقيقة الذين أدركوا الغاية واتصلوا بالله تعالى وأخذوا عنه بلا واسطة,وأسقطوا التكاليف الشرعية بتأويلاتهم الباطلة,فهدموا الدين وأتوا على بنيانه من القواعد. والحق أن هذا التفسير قد خاض فيه الكثير من أهل البدع والضلالات و جَرَّ على الإسلام والمسلمين كثيرًا من الانحرافات, لذا تجد أكثر المشتغلين به من الصوفية([2]) والباطنية وغيرهم ممن حاد عن طريق سلف هذه الأمة المباركة, وقليل جدًا من أتى بإشارات مقبولة لا تتعارض مع ظاهر الآيات القرآنية.وقد عني الألوسي في تفسيره (روح المعاني) بذكر بعض الإشارات المقبولة في الآيات التي يقوم بتفسيرها بعد أن يذكر أولاً أقوال السلف وآراءهم في تفسيرها دراية ورواية. فتفسير الألوسي هذا جامع لكل أقسام التفسير, وهو خلاصة لما سبقه من التفاسير.
* شروط قبول التفسير الإشاري:
وضع بعض العلماء شروطًا لقبول التفسير الإشاري وهي([3]):
1- عدم التنافي مع المعنى الظاهر في النظم القرآني الكريم. كقول بعض الشيعة الإمامية الباطنية أن المقصود بالبقرة في قوله تعالى:{ {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً}{البقرة:67} هي عائشة أم المؤمنين, قبحهم الله.وكذا في قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ* تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ }{النازعات:6-7} قالوا:الراجفة:الحسين, والرادفة:أبوه علي رضي الله عنهما.
2- عدم ادعاء أنه المراد وحده دون الظاهر.
3- ألاّ يكون التأويل بعيدًا سخيفًا لا يحتمله اللفظ. كتفسير الشيعة الباطنية لقوله تعالى:{ وورث سليمان داود}{النمل:16} بأن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورث النبي صلى الله عليه وسلم,
4- ألاّ يكون له معارضٌ شرعيٌ أو عقليٌ.
5- ألاّ يكون فيه تشويش على أفهام الناس.وفي البخاري قال علي رضي الله عنه:" حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ, أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ" . وقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه: عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً ".
وبدون هذه الشروط لا يقبل التفسير الإشاري ويكون من التفسير بالهوى, ومن الإلحاد في آيات الله تعالى.وهو عين ما يفعله الباطنية وسائر الملاحدة إذ يرون أن الظاهر غير مرادٍ أصلاً وإنما المراد الباطن الذي يفسرون به الآيات, وقصدهم من هذا نفي الشريعة وإبطال الأحكام, وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }{فصلت:40}.
وللحديث بقية.....
--------------------------------------------------------------------------------
3- الصابوني/ التبيان ص:191
3- كتفسير ابن عربي وحقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي وتفسير الكشف والبيان للنيسابوري
3- الصابوني/ التبيان في علوم القرآن ص:197 بتصرف </STRONG> |
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أنواع التفسير ..منقول 16/5/2009, 18:31 | |
| قال السيوطي في الإتقان : وأَما كلام الصوفيّة في القرآن فليس بتفسير.
قال ابنُ الصلاح في فتاويه: وجدت عن الإِمام أَبي الحسن الواحديّ المفسّر، أَنَّه قال: صنَّف أَبو عبد الرحمن السُّلميّ [حقائق التفسير] فإن كان قد اعتقد أَن ذلك تفسير فقد كفر. قال ابن الصلاح: وأَنا أَقول: الظنّ بمن يوثَق به منهم - إذا قال شيئاً من ذلك - أَنَّه لم يذكره تفسيراً، ولا ذهب به مذهبَ الشرح للكلمة، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنيّة، وإنما ذلك منهم لنظير ما ورد به القرآن؛ فإنَّ النظير يُذكر بالنظير، ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك، لما فيه من الإِيهام والإِلباس. وقال النسفيّ في عقائده: النّصوص على ظاهرها، والعدول عنها إلى معان يدّعيها أَهلُ الباطن إلحادٌ. قال التفتازاني في شرحه: سُمِّيت الملاحدة باطنيّة لادّعائهم أَنَّ النصوص ليست على ظاهرها، بل لها معان باطنيّة لا يعرفها إلا المعلم، وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكليّة. قال: وأَما ما يذهب إليه بعض المحققين من أَنَّ النُّصوص على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق، تنكشف على أَرباب السلوك، يمكن التطبيق بينَها وبين الظواهر المرادة، فهو من كمال الإِيمان، ومحض العرفان. وسئل شيخ الإسلام سراج الدين البلقينيّ عن رجل قال في قوله تعالى: {مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة، الآية: 255]. إنَّ معناه: من ذلّ: أَيْ من الذلّ. ذي: إشارة إلى النفس، يشفَ: من الشفا جواب (مَنْ). عُ: أَمر من الوَعْيِ، فأَفتى بأَنه مُلحِد. وقد قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ} [فصلت، الآية: 40]. قال ابن عباس: هو أَن يوضع الكلام على غير موضعه، أَخرجه ابن أَبي حاتم. .أهـ([1])
وقال الغزالي في الإحياء في فصل الذكر والتذكير وهو يتكلم عن الشطح عند الصوفية:
وأما الطاعات فيدخلها ما ذكرناه من الشطح, وأمر آخر يخصها وهو صرف ألفاظ الشرع عن ظواهرها المفهومة إلى أمور باطنة لا يسبق منها إلى الأفهام فائدة, فهذا أيضًا حرام وضرره عظيم. ومن أمثلة تأويل هذه الطامات:
قول بعضهم في تأويل قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }{طه:24} إنه إشارة إلى قلبه,وقال هو المراد بفرعون, وهو الطاغي على كل إنسان.
وفي قوله تعالى: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ}{القصص:31} أي:كل ما يتوكأ عليه ويعتمده مما سوى الله عز وجل فينبغي أن يلقيه.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم:"تسحّروا فإن في السحور بركة"[متفق عليه] فسّروا السحور بأنه الاستغفار في الأسحار, وأمثال ذلك. حتى ليحرفون القرآن من أوله إلى آخره عن ظاهره, وعن تفسيره المنقول عن ابن عباس وسائر العلماء, وبعض هذه التأويلات يعلم بطلانها قطعًا, كتنزيل فرعون على القلب, فإن فرعون شخص محسوس تواتر إلينا النقل بوجوده,وبعضها يُعلم بطلانه بغالب الظن, وكل ذلك حرام وضلالة, وإفسادٌ للدين على الخلق. ومن يستجيز من أهل الطامات مثل هذه التأويلات, مع علمه بأنها غير مرادة بالألفاظ, يضاهي من يستجيز الاختراع والوضع-أي الكذب- على رسول الله صلى الله عليه وسلم, كمن يضع في كل مسألة يراها حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم فذلك ظلمٌ وضلال, ودخول في الوعيد "من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار"[متفق عليه] بل الشر في تأويل هذه الألفاظ أطم وأعظم, لأنه مبطلٌ للثقة بالألفاظ, وقاطعٌ طريق الاستفادة والفهم من القرآن بالكلية. أهـ ([2])
وللحديث بقية...
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- السيوطي/ الإتقان (4/194-197)
- [2] ذكره الصابوني في التبيان في علوم القرآن ص:199-200</STRONG> |
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32784 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أنواع التفسير ..منقول 1/6/2009, 23:54 | |
| |
|
أحمد السلحدار عضو خيالي
عدد الرسائل : 2071 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8230 ترشيحات : 2 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أنواع التفسير ..منقول 15/7/2016, 12:43 | |
| |
|
الشيخ أحمد صوفى قطب عضو متميز
عدد الرسائل : 515 بلد الإقامة : مصر العمل : الحالة : نقاط : 6305 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أنواع التفسير ..منقول 3/11/2016, 17:23 | |
| |
|