القشة التي قسمت ظهر البعير
خرج الحكيم ذات يوم ليتمشى بالمدينة كعادته فوجد كثير من الناس يجتمعون في ساحه على شكل دائرة يلتفون حول رجل يصرخ ويقول القشة قسمت ظهر البعير وهم من حوله يرددون هذا الرجل قد فقد عقله فقرب منهم الحكيم وسأل احدهم ماهذا ولماذا انتم مجتمعون حول هذا الرجل وماهي حكايته فأجابه احدهم هذا الرجل مجنون ?نه يمسك بيده قشه ويصرخ ويقول هذه القشة قسمت ظهر البعير فتقرب من الرجل وقال له ماهي حكايتك فقال ياسيدي هذه القشه قد قسمت ظهر البعير ولا يصدقني احد فقال الحكيم انا سأصدقق بشرط ان تحكي لي الحكايه بكل صدق .
فقال الرجل : انا رجل لدي بعير واخرج كل يوم الى الغابه احضر الخشب فأبيعه بالسوق ومايتبقي منه آخذه الى المنزل لتستعمله زوجتى في الطهي . واليوم ياسيدي خرجت كعادتي وكان الخشب وفير وكثير فوضعت علي البعير حمل كبير بغير العاده واثناء سيري بالغابه متجها الى السوق فوجدت بطريقي هذه القشة فأخذتها من علي ا?رض وبمجرد ان وضعتها فوق الحمل علي ظهر البعير وإذا بالبعير يخر ساقطا علي ا?رض فكيف لهذه القشه الضعيفه التي ليس لها من الوزن نصبب ان تقسم ظهر البعير وهذا ما حدث بالضبط وكلما قلت ذلك للناس يصفوني بالمجنون .
فقال انت لست بمجنون والناس معذورين في وصفك بالمجنون وانا صدقتك .
فإستغربوا الناس من كلام الحكيم وسألوه كيف ايها الحكيم لهذه القشة ان تقسم ظهر البعير .
فقال الحكيم :كل مخلوق او شئ في هذه الدنيا له طاقة محدده لايمكن له ان يتحمل اكثر من طاقته وهذا الرجل قد وضع علي ظهر البعير حمل كبير وكانت القشه تزيد عن طاقة البعير ولهذا قسمت ظهره وسقط علي الأرض وهذا هو سبب تحمله فوق طاقته .
وعلينا ان نأخذ العبرة من هذه القصة بألا نحمل الأشياء اكثر من طاقتها كما يجب علينا بألا نحمل انفسنا اكثر من طاقتها