فوز دونالد ترامب يشجع اليمين المتطرف بأوروبا
أحيا فوز الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب اليوم الأربعاء آمال اليمين المتطرف في أوروبا باجتياح القارة، فمع أن ذلك كان يبدو صعب الاحتمال قبل أشهر، إلا أن الصعود المتزايد لشعبية هذه الأحزاب يدق ناقوس الخطر، حيث تستعد دول أوروبية عدة لخوض انتخابات رئاسية صعبة.
وقبل انعقاد قمة مجموعة السبع في طوكيو في مايو/أيار الماضي، حذر مارتن سلماير رئيس فريق العاملين مع رئيس المفوضية الأوروبية من "سيناريو الرعب" الذي سيحدث فيما لو حل محل زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا زعماء مثل ترامب ومارين لوبان وبوريس جونسون وبيبي جريلو.
وبعد ذلك بشهر، صدمت بريطانيا العالم حين صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، فاستقال كاميرون من رئاسة الوزراء وأصبح رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون المؤيد للانفصال عن أوروبا وزيرا للخارجية.
وفي تغريدة له اليوم الأربعاء، كتب مؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسي جان ماري لوبان ووالد زعيمة الحزب مارين لوبان يقول "اليوم الولايات المتحدة وغدا فرنسا".
وقد يكون فوز لوبان بانتخابات الرئاسة الفرنسية التي ستجري العام المقبل بعيدا، فالمرشح الأوفر حظا هو آلان جوبيه (71 عاما) السياسي المنتمي لتيار الوسط، لكن استطلاعات للرأي تظهر أن لوبان ستحصل على دعم أكبر من أي سياسي آخر في الجولة الأولى من الانتخابات.
وحتى إذا خسرت في الجولة الثانية فمن المرجح أن ينظر إلى أدائها على أنه نقطة تحول لتيار اليمين المتطرف في أوروبا، وستنال منبرا قويا لمحاربة الإصلاحات التي يعد جوبيه والمحافظون بإجرائها.
صعود اليمينوتقول المسؤولة في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية دانييلا شوارزر إن أساليب ترامب الجريئة ترقى إلى أن تكون نموذجا للأحزاب "الشعبوية" الأوروبية في الحملات الانتخابية القادمة.
ففي بولندا والمجر يسيطر القوميون اليمينيون على الحكم حاليا، وهناك مخاوف من انتشار اليمين في غرب أوروبا، ما دفع الأحزاب التقليدية إلى تشكيل ائتلافات حتى لا يصل اليمينيون إلى الحكم.
ويصوت النمساويون بعد أيام في انتخابات رئاسية قد يفوز فيها زعيم حزب الحرية نوربرت هوفر، ليصبح أول رئيس يميني في غرب أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي اليوم نفسه يجري استفتاء على إصلاحات دستورية في إيطاليا يراهن عليها رئيس الوزراء ماتيو رينزي بمستقبله، وقد يغير النظام السياسي في إيطاليا ويقرب حركة خمسة نجوم اليسارية التي ينتمي إليها بيبي جريلو من السلطة.
وفي إسبانيا، عاد رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريانو راخوي إلى السلطة الأسبوع الماضي على رأس حكومة أقلية، ويتوقع أن يواجه صعوبة شديدة لإقرار القوانين وتطبيق الإصلاحات.
وربما ينتقل فيروس الهشاشة السياسية العام القادم من إسبانيا إلى هولندا، حيث تظهر استطلاعات الرأي تساوي نسبة التأييد بين حزب الحرية اليميني المتطرف والليبراليين بقيادة رئيس الوزراء مارك روته، وقد اضطر الأخير إلى تشكيل تحالف غير مألوف مع الأحزاب الأصغر مثل حزب الخضر.
أما في ألمانيا، فسيدلي الناخبون بأصواتهم الخريف القادم، ومع أن أحزاب اليمين المتطرف لم تحظ بالشعبية منذ الحرب العالمية الثانية بسبب تاريخ النازيين، لكن حزب "البديل من أجل ألمانيا" يحقق صعودا سريعا، حيث يرفض حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري الشقيق لحزب المستشارة أنجيلا ميركل تأييدها.