في جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي
(عاصف يا بحر) للروائي عاطف الحاج سعيد تحصد المركز
الصيحة السودانية - الخرطوم - نجاة إدريس :
حصدت رواية (عاصف يا بحر) للروائي عاطف الحاج سعيد المركز الأول في جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الرابعة عشرة، حيث أعلن مركز عبد الكريم ميرغني أمس نتيجة المسابقة التي تزامنت مع الذكرى الثانية والخمسين لانتفاضة أكتوبر.. بينما فازت بالجائزة التقديرية كل من رواية (فلين) للروائي جمال الدين علي الحاج ورواية (الفيل الأبيض) للروائي عبد الرحمن الجيلي.
مضاعفة قيمة الجائزة
الجدير بالذكر أن قيمة الجائزة لهذا العام تضاعفت إلى المثل لتصبح عشرة آلاف جنيه بدلاً من خمسة آلاف جنيه.. وبلغ عدد الأعمال المشاركة لهذا العام 13 عملاً روائياً وهو عدد قليل بالمقارنة مع أعداد المشاركين في الأعوام الماضية.
ضيق ذات اليد
وجاء في كلمة مجلس الأمناء أن المركز رغم معاناته من ضيق ذات اليد ومحدودية المكان إلا أنه تجاوز كثيرا من العقبات، وعمل على تمكين الوعي ونشر المعرفة، وقد خرجت من جائزته هذه كثير من الأقلام التي أصبحت أعلاماً في الفضاء المحلي والإقليمي، ولعل آخرهم الروائي علي الرفاعي الذي فاز بجائزة كتارا لهذا العام والذي فاز بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي مرتين مرة لوحده وأخرى مناصفة مع الروائي منصور الصويم صاحب "ذاكرة شرير".. ومنهم من ترجمت رواياته إلى لغات حية، بالمقابل ازدهرت حركة النقد الروائي وانتعشت بعد قيام المؤتمرات المصاحبة للجائزة.
بروز أسماء قدمتها الجائزة
وفي السياق أشار الأمين العام للجائزة الأستاذ سليمان محمد إبراهيم للأسماء التي قدمتها الجائزة منذ بواكيرها ومنهم الروائيون عبد العزيز بركة ساكن، منصور الصويم، علي الرفاعي، الحسن البكري وغيرهم، وبالمقابل قدمت الجائزة العديد من النقاد الروائيين.. وأضاف إبراهيم بأن أمانة الجائزة تعمل على قيام المؤتمر العلمي المصاحب للجائزة سنوياً كما تعمل على طباعة الأعمال الفائزة مضيفاً بأن هناك معوقات تقف في طريق الجائزة أهمها شح التمويل.
هيمنة الرواية
وذكر في تقرير المحكمين بأن الرواية صارت لها الهيمنة والصيرورة أكثر من الأجناس السردية الأخرى حيثُ أخذت الرواية من القصيدة شاعريتها وكثافتها، ومن المسرح شخصياته، وتحوّلاته الدّرامية وحركته، ومن الموسيقى الإيقاع، والتّجانس، ومن السّينما بهجة الصّورة.
نقص المشاركات
وبلغ عدد المشاركات 13 نصاً روائياً وبالمقارنة مع سنة التأسيس نقصت المشاركات إلى الثلث حيث بلغت المشاركات في ذلك العام 30 عملاً روائياً وغاصت الأعمال المشاركة في مواضيع الفقر، البطالة، الهجرة والاغتراب، ركوب البحر في قوارب رثّة ومتهالكة، والاتجار بالبشر، وبيع الأعضاء.
قراءات عديدة للنصوص
وذكرت لجنة التحكيم أن النصوص تعرضت للقراءة لعدة مرات وفي المرة الأخيرة تم الاحتكام لعوامل الجِدة، والابتكار، والتّميّز، والإمتاع.
" فلين" واستلهام التاريخ
فازت رواية " فلين " للروائي جمال الدين علي الحاج بالجائزة التقديرية لاستلهامها من التاريخ كما أن العنوان موضوعاتي وهو يُشير إلى الشّخصية الرّئيسة فلين في العمل كما أن عتبة تصديرية في الرواية مأخوذة من الشّيخ بابكر بدري.. وخلق الكاتب نوعاً من التّقابل بين الشّخصيات السّودانية والشّخصيات الأجنبية.
الفيل الأبيض وإشارة الأمكنة
فازت رواية (الفيل الأبيض) لعبد الرحمن الجيلي بالجائزة التقديرية لإشاراتها المكانية الباذخة وتتكون الرواية من 15 فصلا قسمت تقسيماً عددياً، أما بنيتها الحكائية فقد اتسعت بتعدّد الشّخصيات، وحيواتها، وأفعالها، وردود أفعالها. وتميزت الرواية ببنيتها الزمانية والمكانية، وإيقاعها الرّوائي السّريع وقدرتها على إقناع المتلقي وإشباع رغبته وشد انتباهه.
عاصف يا بحر والحرفية الباذخة
ظهرت في هذا النّص حرفية باذخة، بتأسيس (متتاليات سردية) عبر التّقطيع، واستحضار زمن الحكاية في بنية تجاوزت خطية الزمن عبر التّقديم والتّأخير، والسّرد التّناوبي كما وصل البداية بالنّهاية في سرد دائري وتنوُّع أسلوب السّرد بين ضمير المتكلم، وضمير الغائب والحوارات المشهدية، تعدَّدت الشّخصيات (كماً) و(كيفاً) وارتبطت بالبنية الحكايئة كما احتفت الرواية بالروائح.
توصيات
وكانت هيئة لجنة التحكيم المكونة من الدكتور مصطفى الصاوي والدكتورة نعمات كرم الله والروائي مبارك الصادق قد أوصت بإقامة دورة تدريبية في فنيات السرد الروائي بالإضافة لإصدار الجزء الثاني من وقائع الجلسات النّقدية التي صاحبت الجائزة وإعداد كتاب عن الجائزة وإنجازاتها في السّنوات الماضية، بالإضافة إلى عمل حوار بين الكتاب الراسخين والكتاب المبتدئين في مائدة مستديرة بالإضافة لرصفائهم في العالمين العربي والإفريقي.