زيد بن رعد : قصف حلب تنطبق عليه معايير جرائم الحربقال الأمير الأردني زيد رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن ما يحصل في أحياء حلب الخاضعة لحصار قوات النظام السوري شرق المدينة يمكن وصفه بجرائم حرب نظرا للقصف الجوي العشوائي على المدنيين، كما أكد أن من حقه انتقاد المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، حول تصريحاته التي تروج لإعادة استخدام التعذيب في عمليات التحقيق، والتي احتجت عليها موسكو. مواقف الأمير زيد جاءت في لقاء مع كريستيان أمانبور عبر شبكة CNN تناول فيها أوضاع المنطقة، وجاء فيها ما يلي:
أمانبور: ما رأيك بما يحصل في شرق حلب التي تتعرض للقصف بالصواريخ والقنابل والغارات، التي لم تترك للناس مكانا آمنا حتى في ملاجئهم. وأنت قلت إن سوريا وحلفائها ربما قد تورطوا في جرائم حرب فهل أنت تتهمهم بذلك مباشرة؟
الأمير زيد بن رعد: علينا أن نبدأ بالقول إنه خلال الساعات الأربع والعشرين رأينا بعض التهدئة في الغارات الجوية على شرق حلب. هذا لا يعني أنه لم تقع غارات على مناطق أخرى بالمحافظة، بل إن الغارات وقعت بالفعل، ولكن هناك تراجع في الغارات شرق حلب. ما نقوله هو أن القصف الجوي الذي تعرضت له حلب حتى 22 أكتوبر/تشرين الأول كان من طبيعة عشوائية تعرضت معه الكثير من المرافق للدمار وتحمل المدنيون الكثير من الأذى. هذا النوع من القصف تنطبق عليه المعايير التي نعتبر معها العمل جريمة حرب بحاجة لاحقا لإثبات أمام القضاء ولكن في الخلاصة هذا هو بالضبط موقفنا.
أمانبور: وماذا تتوقع نتيجة لهذه التصريحات؟ هل قد تتوقف القوات الروسية أو السورية عن القصف؟
الأمير زيد بن رعد: لا يجب علينا أن نصمت لمجرد أنه ما من نتيجة متوقعة. لدينا واجب بأن نتحدث عن هذا النوع من القصف بصرف النظر عن مكان وقوعه، سواء كان ذلك في سوريا أو اليمن أو أفغانستان. يجب على كل الأطراف المتصارعة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي ونحن سنعمد لكشف منتهكي القانون بصرف النظر عن هويتهم فحتى خلال الحروب هناك قوانين يجب أن تُطبق وعلينا توفير الحماية لأرواح المدنيين. لا نعرف ما إذا كان حديثنا سيوصل إلى نتيجة، ولكن المؤكد أننا لو لم نتخذ مواقف واضحة فلن يحصل تغيير وستستمر الغارات على أهداف مدنية بطريقة تقع بصورة عشوائية في أغلب الأحيان.
أمانبور: كنت قبل أيام في موسكو وعرضت على وزير الخارجية سيرغي لافروف صورة الطفل عمران الذي تعرض منزله للقصف وكان وجهه مغطى بالغبار والدماء. وقد قال الوزير إن الصورة مأساوية ولكن رفض الاعتراف بمسؤولية بلاده فما رأيك؟
الأمير زيد بن رعد: نتوقع حصول تحقيق جدي وأن تُقدم لنا الإثباتات بأن كل الإجراءات متخذة بالفعل لضمان سلامة المدنيين خلال استهداف فصيل معين على الأرض، وبحال عدم إجراء التحقيق فستكون اتهامات ارتكاب جرائم بحاجة لإثبات قضائي غير أن الشكوك قائمة بقوة بأن هذه الجرائم قد وقعت بالفعل، وعوض الدخول في جدال معنا والقول لي بأنني أتجاوز صلاحياتي يجب الانشغال في إجراء التحقيقات والحصول على أدلة تؤكد اتخاذ إجراءات تضمن سلامة المدنيين.
أمانبور: ولكن هناك سبب آخر لغضب الروس منك وهو متعلق بخطاب ألقيته في لاهاي أعربت فيه عن قلقك من صعود القوى الشعبوية والديماغوجية في أمريكا وانتقدت فيه ترامب وعدد من المسؤولين الدوليين اليمينيين وقلت إنهم يتشاركون مع داعش بالأفكار الداعية إلى العودة إلى ماض كان فيه الناس يعيشون في عزلة ويوحدهم العرق أو الدين في مجتمع خال من الجرائم والحروب والتأثيرات الخارجية. هذا الماضي ليس حقيقيا على الإطلاق فقد عاشت أوروبا لقرون بشكل بعيد جدا عن هذا الوضع. إذا انت انتقدت كل القوى اليمنية وبينها ترامب وهذا لم يُعجب الروس مطلقا.
الأمير زيد بن رعد: كنت أتحدث بشكل جدي ولم أربط أبدا بين داعش وجرائمهم الوحشية بأفعال القوى الشعوبية بل قلت إن تلك الأخيرة تلجأ إلى ترويج أنصاف الحقائق من أجل الحصول على دعم شعبي وإلقاء اللوم في ما يحصل على مجتمعات أخرى معينة وهذه القوى تلقي حاليا باللوم على جماعات ضعيفة وهشة وتحملها مسؤولية كل الألم الذي يعانيه الناس في أوروبا والولايات المتحدة. هذا أمر غير مقبول فهو يقوم على ترويج أنصاف
حقائق ورواية أكاذيب ونحن عملنا معا في يوغوسلافيا أنا وأنتِ ورأينا نتيجة مثل تلك التصرفات.
أمانبور: لافروف قال إن منصبك لا يتيح لك التحدث بقضايا تمس بسيادة الدول فما رأيك؟
الأمير زيد بن رعد: الوزير سيرغي لافروف هو مسؤول وصديق أحترمه بشدة ولكنني أختلف معه فميثاق الأمم المتحدة الذي يمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول لا يحول من وجهة نظرنا دون انتقاد سياسات أو تصرفات معينة للحكومات وأنا بموجب التفويض الممنوح لي من حقي الإشارة إلى انتقادات مماثلة عند الضرورة أو الإشادة بأمور أخرى عندما يتوجب علي ذلك لذلك لا أرى أنني أتجاوز حدودي هنا.
أمانبور: ربما كان بين ما أثار حفيظة الروس حيالك هو انتقادك لترامب تحديدا خاصة وأن المخابرات الأمريكية تتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح ترامب أو على الأقل ضد كلينتون.
الأمير زيد بن رعد: بصراحة، أعطى الممثل الدائم لروسيا في مجلس الأمن تصريحات أكد فيها اعتراضه على بعض ما قلته ولكنه نفى أن يكون بينهم ترامب، ولكنني عبرت بالفعل عن مخاوفي من بعض مواقف ترامب ومنها نيته استخدام التعذيب في عمليات الاستجواب بما يتعارض مع المواثيق الدولية المعارضة للتعذيب، وهي تصريحات أعتقد أنها تشكل خطرا على الكثيرين بحال انتخب رئيسا وقرر تطبيقها.
المصدر : cnn