رمي الجمار
رمي الجمار أحد مناسك الحج وواجباته التي بينها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حجته المشهورة بحجة الوداع وهو رمز لوحدة المسلمين على هدف واحد لو استوعبوه وطبقوه ضد أعدائهم لحققوا النصر.معناهوالجمار هي الحجارة الصغيرة، وهي الأماكن التي يرمي الحجاج فيها تلك الحجارة الصغيرة فالجمار تطلق على شيئين: الحجارة، والأماكن التي تلقى فيها هذه الحجارة في يوم النحر، وأيام التشريق، وهي ثلاث جمرات جمرة العقبة الكبرى، والجمرة الوسطي والجمرة الصغرى وجميعها في مني من جهة مكة وبين كل جمرة والأخرى حوالي 120 مائة وعشرون متر، والرمي هو إلقاء الحجارة الصغيرة في تلك الجمرات بنظام مخصوص:أول من رمي الجماروأول من الجمار: هو إبراهيم عليه السلام لما خرج به جبريل عليه السلام ليريه مناسك الحج فمر بجمرة العقبة فإذا بإبليس، فقال جبريل، كبر وأرمه، ثم ارتفع إبليس إلى الجمرة الثانية فقال جبريل: كبر وأرمه، ثم ارتفع إلى الجمرة القصوى، فقال جبريل: كبر وأرمه.
ورمي الجمار بين المبيت بمزدلفة، والوقوف بها، ترمي الجمار، ويبتدئ برمي الجمرة الأولى، وهي جمرة العقبة في اليوم العاشرة من ذي الحجة بعد طلوع الشمس ثم يرمي في ل يوم من أيام التشريق ثلاث جمار بواحد وعشرين حصاة، كل جمرة منها بسبع ويجوز أن يرمي منها يومين، وينفر في الثالث لقوله تعالى: "فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقي، ويزود الأحجار من المزدلفة أو من أي مكان عن الإمام أحمد.
رمي الجمرات رمز إلى عداوة الشيطان
ما هي قصة رجم سيدنا إبراهيم عليه السلام للشيطان؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى هذه القصة الإمام أحمد في مسنده مرة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومرة موقوفة على ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظ المرفوع منها: أن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرى القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه: يا أبتِ أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي، فإذا ذبحتني فشده، فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه: أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا [الصافات:، 105،104].
وقد ضعف هذه الرواية الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة، وأصل القصة دون ذكر كون الذبيح إسحاق رواها البيهقي في سننه، و الحاكم في مستدركه مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الحاكم : هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
فرمي الجمرات هو اقتداء بإبراهيم عليه السلام، لذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية البيهقي بعد أن ذكر القصة: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان: فكان الرمي رمزاً وإشارة إلى عداوة الشيطان التي أمرنا الله تعالى بها في قوله: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً [فاطر:6]. انتهى.
والله أعلم.
منقول