دراسة : الفوضى ستعم العالم قريبًا .. أمريكا ستضعف وروسيا ستتفككتوقع تقرير استخباراتي أن العديد من البلدان ستشهد حالة من الفوضى العقد المقبل. وبحسب مركز “ستراتفور” الأمريكي للاستخبارات، فإنّ أبرز التوقعات هي ضعف أمريكا وتفكك روسيا وسقوط العديد من الدول العربية وانقسام الاتحاد الأوروبي 4 أجزاء وانتكاسة اقتصادية في المانيا وانتعاش بولندا وسيطرتها على أوروبا.
ونشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية تقريرا لـ”معهد الدراسات الأمنية والإستراتيجية “ستراتفور“، يتناول أبرز التوقعات السياسية والاقتصادية العالمية، خلال العقد القادم، وذلك بناء على الأوضاع العالمية المتدهورة الحالية، تتضمن رؤية سوداوية للعالم خلال السنوات العشر المقبلة (العقد القادم).
وبحسب تقرير “ستراتفور” الذي وضعه محللون دوليون في شئون الاستخبارات السياسية والاقتصادية وترجمه موقع “إيوان24″،ِ فإن العالم سيكون خلال العقد القادم، مكاناً أكثر خطورة، مع تلاشي قوة الولايات المتحدة، وتفكك الاتحاد الروسي، وسقوط العديد من الدول العربية ودول أخرى بارزة، وانتشار حالة من الفوضى والتراجع.
وتتمثل أبرز هذه التوقعات في: تحول روسيا إلى سلسلة من المناطق المتمتعة بحكم شبة ذاتي، ومعاناة ألمانيا من انتكاسات اقتصادية جادة، وانتعاش بولندا وفرض سيطرتها على المنطقة الأوروبية بأكملها، وانقسام الاتحاد الأوروبي إلى 4 أجزاء، وتحول أنقرة وواشنطن لحليفين وثيقين بعد سقوط عددا من الدول العربية.
ضعف قوة الولايات المتحدة الأمريكية يعتقد خبراء معهد ستراتفور أن قوة الولايات المتحدة على الساحة العالمية سوف تضعف على مدى السنوات الـ 10 المقبلة، ويعتقدون لأنه لهذا السبب سوف يصبح العالم بعد 10 سنوات من الآن “مكانا أكثر خطورة”، مع انحسار قوة أمريكا كقوة عظمي اقتصاديا وسياسيا.
ويقول خبراء العهد أن هناك نمو اقتصادي وارتفاع في إنتاجية الطاقة المحلية، ولكن هناك بالمقابل تراجع للصادرات، وصعوبة في القدرة على تحصين نفسها ضد الأزمات في العالم.
وتوقع التقرير “أن تظل الولايات المتحدة القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية الكبرى في العالم، ولكنها ستكون أقل انخراطا في مشكلات العالم مما كان في الماضي“، كما تشير التوقعات.
تفكك روسيايتوقع تقرير “ستراتفور”، “زوال سلطة الدولة في روسيا”، وتفكك الاتحاد الروسي الي مناطق ذات استقلال ذاتي، ما سيخلف فراغاً كبيراً في المنطقة. ويقولون إن العقوبات الأوروبية، وانخفاض أسعار النفط وانهيار الروبل وارتفاع النفقات العسكرية وزيادة الانشقاقات الداخلية، ستضعف قبضة الحكومة المركزية الروسية على أكبر دولة في العالم، وفي النهاية قد تتحول موسكو إلى سلسلة من المناطق المتمتعة بحكم شبة ذاتي.
ومع أنه يقول إنه “لن تكون هناك انتفاضة ضد موسكو”، إلا أنه يؤكد أن قدرة موسكو على مجابهة عقوبات أوروبا ستجعل الاتحاد الروسي يعيش في فراغ ينتهي به إلى التحول الي شظايا أو مناطق ذات استقلال ذاتي.
ويقول التقرير: “نتوقع أن تضعف سلطة موسكو إلى حد كبير، مما يؤدي إلى تفتيت الاتحاد الروسي بصورة رسمية وغير رسمية“، مضيفا، “إنه من غير المرجح أن يبقي الاتحاد الروسي بشكله الحالي علي قيد الحياة“.
ويشير لأن “أمريكا سوف تستخدم جيشها من أجل تأمين الأسلحة النووية في روسيا لأنه سيكون هناك فراغ كبير في السلطة ومخاطر على البنية التحتية للسلاح النووي الروسي“.
بحسب تقرير “ستراتفور”: “سوف يتعين على الولايات المتحدة التدخل حتى لو كان ذلك يعني ارسال قوات برية لتأمين الأسلحة النووية والصواريخ الروسية، فواشنطن هي القوة الوحيدة القادرة على معالجة هذه المسألة، لكنها لن تكون قادرة على السيطرة على أعداد كبيرة من المواقع العسكرية وضمان ألا يتم تشغيل أي صاروخ في هذه العملية“، وفقا لتوقعات التقرير خلال العقد المقبل.
ويقول: “سيتعين علي إما التدخل عسكريا في روسيا لضمان عدم إطلاق الصواريخ النووية من أي قوي مارقة، أو محاولة دعم تشكيل حكومة روسية مستقرة وقابلة للحياة اقتصاديا في المناطق التي يوجد بها صواريخ“.
سقوط عربي وتحالف تركي أمريكيويتوقع التقرير، أن تصبح “أنقرة وواشنطن” حليفين وثيقين، بالتزامن سقوط العديد من الدول العربية، ويقول إن “الفوضى لن تنتهي من الشرق الأوسط في المدى القريب وستكون تركيا هي المستفيد الأكبر من هذه الأوضاع“.
ورغم تردد تركيا في التدخل بالصراعات التي تحيطها في سوريا والعراق، إلا أنها ستصبح شريكاً لا غنى عنه للولايات المتحدة، لحفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مقابل مساعدة واشنطن أنقرة لإنشاء قواعد عسكرية في أرمينيا المجاورة.
ويقول التقرير أن “تركيا بحاجة إلى تدخل الولايات المتحدة لأسباب سياسية وعسكرية، والولايات المتحدة لا تتوقع أن تتولى تركيا خوض الحروب بالنيابة في الشرق الأوسط“.
مشكلات في ألمانيا ورجح التقرير، “احتمالية اندلاع انتكاسات اقتصادية حادة في العقد المقبل ومشكلات في ألمانيا”، ويقول أن واحدة من أهم التوقعات المثيرة للفزع خلال العقد القادم هي تدهور الاقتصاد الالماني لصالح البولندي، مرجعا هذا لأن الاقتصاد الألماني يعتمد على الصادرات الخارجية ولن يستطع الاستهلاك المحلي في البلاد أن يعوض انخفاض حجم الصادرات الألمانية.
والنتيجة التي سوف تترتب على ذلك، بحسب تقرير “ستراتفور”، هي “ركود اقتصادي”، ما سيجعل ألمانيا من انتكاسات اقتصادية جادة خلال العقد المقبل، ولكنه يقول إن “الأمور لن تكون سيئة تماماً في “ألمانيا الشرقية”.
بولندا تسيطر على أوروباويتوقع التقرير بالمقابل انتعاشا اقتصاديا في بولندا، وأن تصبح مركز النمو الاقتصادي والنفوذ السياسي المتزايد في اوروبا وتسيطر على دول القارة، لأن عدد سكانها لن ينخفض كسائر دول الاتحاد الأوروبي، ولن يتضرر الاقتصاد هناك كغيره من الدول الأوروبية.
ويقول أنه يمكنها الاستفادة من نموها السياسي والاقتصادي هذا في فرض سيطرتها على المنطقة الأوروبية، وتمتع بولندا بعلاقات استراتيجية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.
انقسام الاتحاد الأوروبي 4 أجزاءالتوقع الأكثر صدمة الذي يتوقعه خبراء ستراتفور، هو تقسيم “الاتحاد الأوربي” إلى أربعة أجزاء، فالاتحاد الأوروبي ظهر كـ “قوة تاريخية” لا يمكن وقفها ولكنه بعد عقد من الآن لن يبدو سوى “ذكرى بعيدة”، بحسب التقرير.
وسيقسم إلى 4 أجزاء متباعدة عن بعضها البعض، هي: (اتحاد دول أوروبا الغربية)، و(اتحاد دول أوروبا الشرقية)، و(اتحاد الدول الاسكندنافية)، و(اتحاد الجزر البريطانية)، ولن تتمتع هذه الاتحادات بعلاقات مترابطة كالسابق، بحسب التقرير.
تباطؤ النمو الصيني وفوضي وقمعويتنبأ التقرير بأن تشهد الصين عقدا شاقا مع تباطؤ النمو الاقتصادي، وأن يترتب على هذا استياء عارما تجاه الحزب الشيوعي الحاكم، لكن الحزب لن يغير مبادئه، ما يعني زيادة القمع الداخلي من أجل السيطرة على الفوضى.
ويقول أن بكين تواجه مشكلة أخري أكبر تتعلق أن النمو غير موزع جغرافيا بشكل عادل، فالمدن الساحلية مزدهرة، ولكن المدن الداخلية لديها أقل قدرة على الوصول إلى الأسواق الدولية وهي الأكثر فقرا، وهذه المشكلة سوف تزداد سوءا.
وهذا الصدع المتزايد بين ساحل الصين وباطنها قد تكون نذيرا لانقسامات مشئومه أكثر عمقا. اليابان تعود قوة بحرية ويتوقع تقرير ستراتفور أن تعود اليابان كقوة بحرية صاعدة في آسيا (كما كانت قبل الحرب العالمية).
ويقول إن أحد أسباب ذلك تبني البحرية الصينية أساليب أكثر عدوانية في السيطرة على طرق الملاحة في البحار شرق الصين وجنوب الصين والمحيط الهندي، وهي المناطق التي تعتمد عليها اليابان.
ويقول أن اليابان ليس لديها خيار اخر سوي تطوير بحريتها لحماية مواردها من النفط والطاقة أيضا عبر البحار، ومع انحسار قوة الولايات المتحدة، سوف تضطر اليابان إلى القيام بحماية نفسها بنفسها بعدما كانت تعتمد علي الولايات المتحدة.
اشتعال الصراع على الجزر الاسيوية الصغيرةويتوقع التقرير ايضا ان يشتعل الصراع بين روسيا والصين واليابان على الجزر الصغيرة الاسيوية في بحر الصين الجنوبي وربما تصعيد عسكري كبير.
ويقول أن البلدان الثلاثة مهتمة بالحصول علي بعض هذه الجزر أو السيطرة عليها لحماية مصالحها البحرية، حتى لو كان ذلك قد لا يؤدي إلى النزاع المسلح في البحار الصين جنوب وشرق الصين.
16 صين مصغرةويتوقع التقرير أن تتفتت الصين إلى 16 صين مصغرة عمليا، بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني وفشل معدل النمو في الارتفاع، وأن هذا سيكون لصالح 16 من الاقتصاديات الناشئة.
ويقول أن توقف النمو في الصين سوف يؤدي إلى عواقب سياسية واقتصادية لا يمكن التنبؤ بها.