كيف تتعامل مع الشخص المسيطر لا يوجد شىء أكثر صعوبه من التعامل مع أشخاص تظهر عليهم علامات حب السيطره على الآخرين. الشخص المسيطر يشعر أن الحياه تبدو أسهل عندما يعطى أوامر و يفرض رايه على الآخرين, ولكنها تبدو اصعب عندما ينتقل على جانب المتلقى للأوامر و الرأى الآخر.
من هو الشخص المسيطرإن الشخص المسيطر لديه حاجه قويه للتحكم فى الأخرين. هذه الحاجه يدعمها إعتقاده ( بوعى أو بدون وعى ) إنه هو الأقدر و الأكثر معرفه كما أنه قادر على ثنى إراده الآخرين لصالحه , و يستخدم الآخرين ليسيروا بطريقته. و عاده ما يكون شخصا مراوغا يمكنه أن يبدو لطيفا ساحرا و جذابا فى عيون الآخرين. أساس قدرتك على التعامل مع الشخص المسيطر أن تظهر له إنك ببساطه لا يمكن تحريكك بالخيوط كالألعوبه. إنك بذلك تهز أحد أهم معتقداته , إنه قادر على إحتوائك و السيطره عليك, كما تساعدك على إبعاده عنك.
كثيرا ما يلجأ هؤلاء الذين يحاولون السيطرة على الآخرين إلى تصرفات أقل ما يقال عنها انها بلا معنى، إذ يبدو وكأنهم لا يسمعون ولا يتفهمون حديثك ووجهة نظرك للأمور التي تحاول عرضها عليهم. فالشخص الذي يحاول السيطرة عليك يفشل تماما في تفهم أنك إنسان مثله، بحاجة إلى مساحة من الحرية، وله كيان ورأي مستقل. هذا النوع من التفكير يفتح أبوابا عديدة لسلوكيات سلبية، ترهق ضحاياها نفسيا، وأحيانا بدنيا أيضا.
من المثير للسخرية، كما جاء في كتاب «المسيطرون: كيف تتعرف على من يحاولون السيطرة عليك، وتفهمهم وتتعامل معهم» لباتريشيا ايفانز، ان المسيطرين على غيرهم لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم. فكثيرا ما يودون التوقف عن هذا السلوك، لكنهم لا يستطيعون، وكأنهم تحت سحر أو ما شابه. ولكن من جهة أخرى، لا يستطيع أن يوقفهم أحد إلا أنفسهم، فبهم يبدأ الداء والدواء معا.
التركيبة النفسية للشخص المسيطر1- يظنون يقينا أن سلوكياتهم المسيطرة على الآخرين ضرورية للغاية، وانه بدونها لن تستقيم الأمور، سواء كانت بالنسبة للعمل أو العائلة أو الصداقة.
2-يصاحب هذا الميل للسيطرة عادة سلوكيات سلبية أخرى وتعاملات جافة مع الاخرين، ظنا منهم أنها تساعد على تحقيق أهدافهم للسيطرة.
3- ثقتهم التامة بأنهم على حق، في حين أنهم أبعد ما يكونون عن الواقع والحقيقة.
ماهي الاستراتيجيات أو الخطط التي يجب أن نتبعها عند التعامل مع الشخص المسيطر ؟ـ التعرف على الشخصيات المسيطرة المحيطة بنا وسماتها، والأساليب التي تتبعها للسيطرة.
ـ التعرف على محاولات اقتحام الحيز الشخصي لنا أو ضحية الشخص المسيطر، وهو الحيز الذي لا يجوز للغير اقتحامه، ويحاول المسيطرون اقتحامه بشتى الطرق. ويشمل هذا الحيز الرأي الخاص، وحرية التعبير، واستقلال الشخصية.
ـ عدم الاستجابة أو الخوف من أية تصرفات غريبة أو مرهبة ، كالصوت العالي أو فرض الرأي او التهديد والوعيد.. الخ.
كيف تتعامل مع الشخص المسيطر ؟1-أكد إنك لا تسمح لأحد بالتحكم فيك. إظهر ذلك واضحا للشخص المسيطر.
قل لا واضحه. ضع الحدود بينك و بينه . كن حاسما بالكلمات و أسلوب التعامل. قد لا يبدو هذا الأسلوب غير لائق, و لكن مع الشخص المسيطر هذا هى الطريقه المثلى لأجباره على التراجع ولإيقافه. الصدق و الوضوح و المباشره هى ما تعطى النتائج. قل لا عندما لا تريد فعل شىء و لا تتحرج أو تخاف.
2-لا تضعف و تستسلم للضغوط. عندما يفشل الشخص المسيطر فى السيطره عليك لتخضع له بالكلمات سيلجأ للضغط عليك بكل الوسائل. ببساطه كلما رفضت اللعب بطريقتهم سيغيروا أسلوبهم اللطيف إلى الضغط و إستخدام الوسائل السلبيه.
3-إذا كان المسيطر من الدائره القريبه منك, تجاهل الموقف لكن إظهر إنك تتعاون معه حتى يشعر إنكم تتعاملوا كفريق يكمل كل منكم الآخر بمساواه دون قياده من أحد أو خضوع واحد للآخر.
4- هناك طريقتين فقط للتعامل بنجاح مع الشخص المسيطر ؛ إما أن لا تظهر أى رد فعل له حتى تسكته, أو تظهر له إنك يمكن أن تتعاون معه كشريك دون تحكم أحد فى الآخر أو الخضوع.
5- لا تسعى للحصول على رأى واحد أو موافقه شخص واحد. جميعنا يحتاج إلى موافقه الآخرين و حبهم. هذا شعور إنسانى طبيعى. و مع ذلك فإننا لا نريد موافقه شخص واحد محدد. إن من الممكن إستبدال شخص بآخر فإذا أدركت ذلك لن تخضع لشخص واحد و تستمع لرأيه فى كل مره مما يساعده على إستغلال هذا الشعور للسيطره عليك.
رأي الدين الاسلامي في التعصب للرأي والسيطرة على الناس ومحاولة إقصاء آرائهم وإهمال حاجاتهم الرأي من شؤون قلب الإنسان، وهو من أخص خواصه الذاتية الشخصية، فلا يحق لأي أحد أن يتدخل في هذا الشأن بالقسر والقوة، كما أن التدخل في هذه المنطقة المحرّمة لا يجدي ولا يؤثر، فإذا ما حاولت أي قوة أن تفرض على إنسان رأياً أو تمنعه من رأي، فإنها لن تستطيع إلا إخضاعه ظاهراً، أما قراره الداخلي، وإيمانه القلبي، فيستعصي على الفرض والإكراه.
لذلك فإن الله سبحانه وتعالى ينفي إمكانية الإكراه على الدين وينهى عنه يقول تعالى: {لا إكراه في الدين}( ).
ورائع جداً ما قاله العلامة الطباطبائي حول هذه الآية الكريمة قال: وفي قوله تعالى {لا إكراه في الدين}، نفي الدين الإجباري، لما أن الدين وهو سلسلة من المعارف العلمية التي تتبعها أخرى عملية يجمعها أنها اعتقادات، والاعتقاد والإيمان من الأمور القلبية التي لا يحكم فيها الإكراه والإجبار.
وقد أعطى الله سبحانه وتعالى المجال للإنسان في هذه الحياة ليمارس حرية الرأي والمعتقد، فلم يفرض عليه الإيمان به عنوة، بل أنار له طريق الهداية، وترك له حرية الاختيار {إنا هديناه السبيل. إما شاكراً وإما كفورا} سورة الإنسان الآية 2.
ولم يسمح الله تعالى حتى لأنبيائه أن يصادروا من الإنسان حرية رأيه واختياره، فهم يعرضون رسالة الله على الناس، دون فرض أو إكراه {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر} سورة الغاشية الآية 21-22.{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}سورة يونس الآية 99.
و يبالغ بعض الناس في التعصب لآرائهم، ويفرطون في الثقة بها، بحيث لا يفسحون أي مجال ولا يعطون أي فرصة للرأي الآخر، فهم على الحق المطلق دائماً، وغيرهم على الباطل في كل شيء.
وينتج عن هذه الحالة -غالباً- موقف التطرف والحديّة تجاه المخالفين، وحتى في الاختلاف عند بعض القضايا الجزئية، والأمور البسيطة الجانبية.
إنه خلق يخالف تعاليم الإسلام الذي يربي أبناءه على الاستماع لمختلف الآراء ومحاكمتها على أساس الدليل والمنطق من هنا يجب أن يربي المسلم أبناءه على أساس محاكمة الآراء على اساس الإيمان والدليل والمنطق . يقول تعالى: {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعونَ أحسنه}سورة الزمر الآية 17-18.
وأكثر من ذلك فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخاطب المشركين بمنتهى التواضع والموضوعية قائلاً {وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}سورة سبأ الآية 24.إنه منهج تربوي عظيم، يصوغ شخصية الإنسان على أساس احترام الآخرين، ومركزية العقل والوجدان
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” هلك المتنطعون” قالها ثلاثا (شرح النووي على صحيح مسلم 16/220) قال النووي: أي المتعمقون ــ الغالون، المتجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم (اعلام الموقعين، 4/150)
وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: “إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين” (رواه الإمام أحمد 1/215، 247).
المصدر
موقع التنوع الاسلامي