انتقادات لاذعة بين واشنطن وموسكو بعد غارة قُتل فيها عشرات الجنود السوريين
بي بي سي عربي :
تبادلت الولايات المتحدة وروسيا الانتقادات اللاذعة بشأن هجوم جوي في سوريا شنه التحالف بقيادة الولايات المتحدة أسفر عن مقتل عشرات الجنود السوريين، حسبما قالت موسكو.
وفي تطور جديد، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" إسقاط طائرة حربية سورية في دير الزور.
وذكرت ما تعرف بوكالة أعماق التابعة للتنظيم أن "طائرة حربية سورية تابعة للنظام السوري أسقطت في دير الزور بعد أن استهدفها مقاتلو التنظيم".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن قائد المقاتلة وهي من طراز ميج قتل.
وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، دعت إليه روسيا لمناقشة الهجوم الجوي، قال فيتالي شوركين مبعوث روسيا إن الهجوم هدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش في سوريا.
ولكن سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة اتهمت موسكو بمحاولة تحقيق مكاسب سياسية "رخيصة".
وقالت واشنطن إن الهجوم استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" وأعربت عن أسفها عن مقتل الضحايا بصورة غير متعمدة.
وأقر التحالف بزعامة الولايات المتحدة إن طائراته شنت هجوما على شرقي سوريا قال الجيش الروسي إن 62 من عناصر الجيش السوري على الأقل قتلوا فيه وهم يقاتلون مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقالت الولايات المتحدة إن طائراتها أوقفت الهجوم على دير الزور عندما علمت بوجود القوات السورية.
وأعرب متحدث باسم الادارة الأمريكية عن "أسفه عن العمل غير المقصود الذي أدى وفاة" الجنود السوريين.
وقال بيان للقيادة المركزية للجيش الأمريكي إن التحالف كان يعتقد إنه يهاجم مواقع ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" وأن الهجمات "أوقفت على الفور عندما أبلغ مسؤولون روس مسؤولي التحالف أنه منه المحتمل أن تكون القوات والمركبات المستهدفة تابعة للجيش السوري".
وقال البيان "المركز المجمع للعمليات الجوية أطلع نظيره الروسي سابقا على الهجمات المعتزمة".
وأضاف "سوريا موقف معقد توجد فيه العديد من القوات العسكرية على مسافة متقاربة، ولكن قوات التحالف لن تهاجم بصورة متعمدة وحدة عسكرية سورية. سيراجع التحالف هذا الهجوم والظروف المحيطة به لتعلم الدروس المستفادة إن وجدت".
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق إنه إذا كانت الهجمات الجوية الأمريكية وقعت عن طريق الخطأ، فإن ذلك سيكون لرفض واشنطن التنسيق مع موسكو.
وفقط في حال صمود الهدنة الحالية، التي بدأت الاثنين، لمدة سبعة أيام، ستبدأ الولايات المتحدة وروسيا تنسيق جهودهما ضد جبهة فتح الشام، التي كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة، وتنظيم الدولة الإسلامية.
ونقلت وزارة الدفاع الروسية تصريحا للقيادة العامة للجيش السوري يقول إن الهجمات الجوية الأربع على القوات السورية سمحت بتقدم قوات تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقالت وزارة الخارجية السورية إن الهجمات الجوية كانت "دليلا قاطعا" على أن الولايات المتحدة وحلفاءها يؤيدون الجماعات الجهادية.
وقال المرصد السوري إن حصيلة القتلى بلغت 80 شخصا على الأقل.
ولا توجد حالات مؤكدة لهجمات جوية أمريكية تستهدف القوات السورية. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهمت سوريا التحالف بالهجوم على معسكر للجيش السوري بالقرب من دير الزور، ولكن الولايات المتحدة نفت الأمر.
وفي وقت سابق، أعرب الجيش الروسي عن مخاوفه بشأن وقف إطلاق النار. وقال إن الجماعات المسلحة زادت من هجماتها، ودعت الولايات المتحدة أن تتخذ إجراءا ملائما أو أن تكون مسؤولة عن انهيار الهدنة.