الصين تطلق ثاني محطاتها الفضائية الاختبارية الى مدار حول الأرض
بي بي سي :
أطلقت الصين ثاني محطاتها المدارية الاختبارية يوم الخميس، وذلك في سعيها الى تكون لها محطة مأهولة بحلول عام 2022.
فقد انطلقت محطة تيانغونغ-2 في الساعة العاشرة من مساء الخميس بالتوقيت المحلي من قاعدة في صحراء غوبي.
وسيتوجه الشهر المقبل رائدا فضاء الى المحطة المدارية لاجراء سلسلة من الابحاث العلمية.
وكانت الصين قد جعلت من استكشاف الفضاء اولوية وطنية، وهي الدولة الثالثة بعد الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة التي تنجح في اطلاق رحلات فضائية مأهولة.
وتأتي المهمة التي بدأت الخميس عقب اطلاق الصين في عام 2011 مركبة تيانغونغ-1 الاصغر حجما.
هل تيانغونغ-2 محطة مدارية حقيقية ؟
تعتمد الاجابة على هذا السؤال على المقصود بعبارة "حقيقية". تيانغونغ-2 مختبر مداري تجريبي يعد جزءا من الاستعدادات الجارية على قدم وساق لوضع محطة مدارية مأهولة دائمة تريد لها بكين ان تكون عاملة حوالي عام 2020.
ولكن ما يجب الوثوق به هو ان تيانغونغ-2 هي محطة مدارية عاملة بشكل كامل رغم كونها نموذجا اختباريا للنسخة النهائية. يبلغ طول تيانغونغ-2 (والاسم معناه القصر السماوي) 15 مترا ويمكن لمركبات فضائية اخرى الالتحام بها.
وسيقضي رائدا الفضاء اللذان سيصلان اليها الشهر المقبل فترة شهر واحد وهي فترة اطول مما كان ممكنا مع النموذج السابق تيانغونغ-1.
ما الذي سيجري على متن تيانغونغ-2 ؟
سيعكف رائدا الفضاء اللذان سيصلان الى المحطة الشهر المقبل على اجراء سلسلة من البحوث العلمية حال وصولهما تشمل مجالات الاتصالات الكمية واشعة غاما وفيزياء الموائع. كما سيقومان ببحوث ابسط مثل قياس نمو النباتات في الفضاء.
وستحمل المحطة المدارية على متنها ساعة ذرية تقول وكالة شينخوا الصينية الرسمية للانباء إنها لا تتأخر الا بثانية واحدة كل 30 مليون سنة.
ونقلت شينخوا عن علماء صينيين قولهم إن من شأن هذه الساعة جعل الملاحة اكثر دقة.
كما ذكر سابقا، تولي الصين برنامجها الفضائي اولوية قصوى، ولكن بكين تصر على ان هذا البرنامج طبيعته مدنية بحتة.
ولكن وزارة الدفاع الامريكية تقول إن بعضا من عناصر البرنامج الصيني قد تكون تستهدف منع الدول الاخرى من استخدام ما لديها من اقمار اصطناعية ومركبات فضائية اخرى في اوقت الازمات والمواجهات.
وكانت الصين اطلقت في آب / اغسطس اول قمر اصطناعي كمي في العالم يمكنه ضمان اتصالات لا يمكن اختراقها بين الفضاء والارض.
مما لا شك فيه ان الصين متأخرة كثيرا في مجال استكشاف الفضاء، فلم تطلق مركبات تقل حيوانات الى الفضاء الا في عام 2001، وفي عام 2003، اصبح يانغ ليوي اول صيني يحلق في الفضاء. وبذا اصبحت الصين ثالث دولة تحقق هذا الانجاز.
انطلق برنامج المحطة المدارية الصينية بشكل جدي عام 2011 باطلاق المحطة التجريبية تيانغونغ-1 الصغيرة الحجم والقادرة على استضافة رواد لفترات قصيرة نسبيا.
انتهت حياة تيانغونغ-1 العملية في عام 2016، ولكنها ما زالت تدور حول الارض في مدارات تتقلص باستمرار. وتشير التقديرات الى ان تيانغونغ-1 ستحترق لدى دخولها الغلاف الجوي للارض في النصف الثاني من عام 2017.
في نهاية المطاف، ستصبح محطة تيانغونغ-3 الخطوة الاخيرة في الطريق الى محكة مدارية مأهولة حوالي عام 2022.
ولكن هذه ليست كل طموحات الصين في مجال الفضاء، فهي تطمح الى ايصال انسان الى سطح القمر بحلول عام 2024 ورحلة الى المريخ قبل حلول عام 2050.