عادات الزواج المصري
أفراح الشارع في القاهرة لها طقوس خاصة والسبب في إقامتها في الشارع ليس لنقص المال ولكن أعداد الحضور كبيرة ولايوجد فندق يسع هذه الأرقام فهناك أفراح يكون مدعووها أكثر من ألفي شخص
الأسر ذات العصبيات والجذور تعشق اقامة الأفراح في الشارع في الهواء الطلق
ليلة الزفاف التي تقام في الشارع يستعد لها صاحبها قبل موعدها بثلاثة أيام يتفق مع صاحب محل فراشة لإعداد مسرح الفرح ويتم بناء حجرة للعازفين للفرقة الموسيقية التي سوف تحيي الفرح
الفرقة التي تحيي الفرح عادة من حرافيش الفن ليس لها اسم
أنوار بدون حساب الأنوار الكثيرة سمة من سمات أفراح الشارع، يصل العريس بعروسه في الموعد المحدد يجلس في المكان المخصص له ويتوافد عليه الأشخاص من أجل تقديم التهاني له
ويتقدم أكثر المدعوين بلاغة لتقديم الحفل وتبدأ فقرات الحفل بمطرب صوته لايسمعه أحد بسبب ارتفاع أصوات العازفين أكثر من اللازم
يتوافد الحضور من أجل إلقاء التحية وتقديم نقوط للفرقة ونقوط لوالد العريس أو العروس وأحياناً يجمع صاحب الفرح تكاليف الفرح أو أكثر فهناك أفراح اقيمت في بولاق ابوالعلا وهو (حي شعبي بالقاهرة) أنفق صاحبها مبلغ 10آلاف جنيه وجمع أكثر من 15 ألف جنيه وفي دار السلام انفق صاحب الفرح مبلغ 8 آلاف جنيه وجمع نقوط أكثر من 10 آلاف جنيه، وفي الموسكي والأماكن التجارية تصل تكاليف ليلة الزفاف إلى أكثر من60 ألف جنيه ولكنه يجمع ضعف المبلغ وتمتد الأفراح المقامة في الشارع حتى الساعات الأولى من الصباح، فليس هناك ميعاد لنهاية الحفل لان صاحب الفراشة لايتعاقد على ساعات معينة بل هي ليلة كاملة
ليلة "الحنة"
وتسبق ليله الزفاف ليلة الحنة التي تعد بروفة حقيقية ل ليلة الزفاف ولكن مع عدم وجود العريس
طقوس ليلة الحنة تبدأ من الصباح الباكر: زحام كبير من أقارب العروس في منزلها مع بداية الغروب وبداية ليل جديد تبدأ والدة العروس في إعداد إناء كبير توضع به الحناء بينما ينطقون كلمه الحناء (حنة) فور حلول الظلام تبدأ مراسم ليلة الحنة بتجمع عدد كبير من النساء وصديقات العروس ومطربة الليلة تكون هي أفضل امرأة في القرية تجيد الغناء وأغاني ليلة الحنة من الفلكور ليس لها مؤلف، بل هي من انتاج الطبيعة
من الأغاني الفلكلورية التي ترددها النساء في الأفراح:
أهو جالك أهو، ريّح بالك أهو" وهي تحكي عن قدوم العريس لعروسه"وياللي على الترعة حوّد على المالح"
ومن عادات الفتيات ارتداء أفضل الثياب لأن تلك الليلة ممكن أن تكون فرصة لاصطياد عريس للفتاة ويتم خطبتها لأن بعض النسوة يحضرن تلك الليلة من أجل انتقاء عروس لأبنائهن
ومن طقوس الأفراح أن العروس تجلس مع صديقاتها تسترجع ذكريات الأمس القريب فهي تقضي ليلة وداع للذكريات الجميلة التي قضتها في منزل أسرتها أو مع صديقات الطفولة
بعض النساء تعتقد أن قرص العروس في ركبتها فأل حسن للبنات اللاتي لم يتزوجن بعد وكل بنت لم يتم خطبتها تقوم بقرص العروس في ركبتها عسى أن تلحق بها في نفس الأسبوع تصديقاً لما يَعِدُهن به المثل القائل:"اللي تقرصها في ركبتها تحصلها في جمعتها"
ثم يأتي دور الحنة إناء الحناء المزين بالشموع حيث تقوم بحمله سيدة من أقارب العروس تطوف به على كل الحاضرات من أجل وضع الحنة في الكف والقدم وبعد انتهاء البنات من وضع الحناء في القدم والكف تستمر الأغاني الخاصة بليلة الحنة حتى الساعات الأولى من الصباح وتختلف ليلة الحنة عند العريس عن العروس، فالعريس يقيم حفلاً سامراً بالمزمار البلدي يرقص الحضور عليه لعبة التحطيب وهي لعبة تمارس في أقصى جنوب مصر يلعبها الرجال الهدف منها اثبات القوة الجسدية
وفي صعيد مصرتختلف بعض تفاصيل ليله الزفاف حيث يعد العريس صباح ليلة الزفاف وليمة كبيرة لتجهيز العشاء لكل الحضور من المدعوين في أي أرض واسعة يقام عليها الاحتفال، وفي الغالب تكون ليلة قرآن كريم حتى تعم البركة على ليلة الزفاف أو يكون بحضور مطرب شعبي ينشد قصائد في حب الرسول - صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المطربون اسمهم "المداحون"
وهناك وليمة أخرى يعدها والد العروس للحضور الذين حضروا لتقديم التهاني ويستمر إلى أن يحضر العريس لأخذ عروسه إلى بيت الزوجية وفي المساء يتوافد الشباب على منزل العريس بسيارات مؤجرة أو ملاكي من أجل اصطحاب العريس لاحضار عروسه
أحياناً يكون في موكب العريس أكثر من 100 سيارة تسير في صف واحد وأنوارها توحي للناظر بأن ذلك الموكب هو موكب عروس يصل العريس إلى منزل العروس ويدخل على المكان الجالسة فيه عروسه ويتقدم نحوها ويمسك يدها وتسير معه إلى السيارة التي تقوم بتوصيلهم إلى منزل الزوجية وفي الأوساط الأكثر انفتاحاً، وهذا هوالشائع، يقام الفرح في منزل العروس او عند منزلها ويجهز مسرح كبير ويعُد في صدر المسرح، أي مكان لجلوس العروسين معاً ويسمى هذا المكان (الكوشة) ويقضي العروسان ليلتهما مع المعازيم وبرنامج الحفل الذي يحييه فرقة أو بالجهود الفنية الذاتية لأصدقاء العروسين
وبعد انتهاء الاحتفال ينصرف العروسان إلى منزلهما وتذهب معهما لوداعهما عند باب المنزل مجموعة صغيرة من أهل العروسين، وتُعد أم العروس أو من يقوم مقامها عشاء العروسين وفي الغالب يتضمن العشاء زوجين أو أكثر من الحمام ويسمى عشاء العروسين ليله الزفاف (حلة الاتفاق)
هدايا الأهل تكون في شكل أموال للعروسين من أجل المساعدة، خاصة أن والد العروس يصرف مبالغ طائلة من أجل اتمام زفاف ابنته فهو يقوم بتأثيث منزل الزوجية كاملاً بعد أن يحصل على المهر من العريس ولكن العادات الاجتماعية في الأوساط الشعبية وفي الصعيد والريف ترسيخ قيم التكافل الاجتماعي وتقلل الآثار المادية المترتبة على ارتفاع تكاليف تجهيز العروس وتتمثل هذه العادات فيما يسمى بالنقوط الذي يدفع في الفرح أو يقدم لأهل العروسين أما أصدقاء العروسين فيقدمون هداياهم التي ربما تكون نقدية ( نقوط) إلى العروسين
وهناك عادة مستهجنة ومستنكرة ما زالت تبعها عدد قليل من المناطق الشعبية أو الريفية وهي عندما يدخل العريس وعروسه إلى مخدعهما لاتنتهي ليلة الزفاف ولكن تبقى الاحتفالات في الخارج الى الصباح حتى يخرج لهم العريس في الصباح ويسلمون علية ويباركون له
وهنا تنطلق الاحتفالات مجدداً ويعبر عنها أهل العروس خصوصاً بإطلاق الاعيرة النارية ابتهاجاً بعفاف ابنتهم وسلامة شرفها الذي ظل محفوظاً ومصاناً وتغني الفتيات أغنيات مخصوصة لهذه الجزئية من ليلة العرس ومن هذه الأغاني:
-يابلحه يامقمعة
شرفتي عمامك الاربعة
(حتى وإن لم يكن لها أعمام وقد يستبدل بالاعمام الأخوال) ومنها أيضاً:
- قولو لابوها إن كان جعان يتعشى
يركب حصانه وفي البلد يتمشى
ويبقى العريس في الحفل الذي قد يمتد حتى يطلع الفجر
الصباحية:
بعد انقضاء ليلة الزفاف يذهب الأهل في الصباح للتهنئة وتقديم الهدايا وتقدم ام العروس إفطاراً العروسين ورغم أن هذه الزيارة تحمل اسم"الصباحية" إلا أنها أصبحت لاتتم في الصباح كما كان يحدث فالأهل والاصدقاء يعرفون أن العروسين يحتاجان إلى مزيد من الراحة بعد إرهاق ليلة الفرح وسهر العروسين في إنجاز أمورهم الخاصة، لذلك أصبح وقت الزيارة ظهراً وقد يكون في المساء بعد صلاة العشاء
منقول