فيل الملك ... والحدق يفهمكان هناك ملك ولديه أرض شاسعة يزرع فيها الفلاحون البؤساء بنظام الربع والنصف وبالإيجار وبالإكراه ، وكان من ضمن رعايا الملك فيل ضخم يمتلكه هذا الملك ويتركه طليقاً يتمرغ ويأكل ويتروث ويتبول فى حقول الفلاحين البؤساء .
ضج الفلاحون بهذا الفيل وقرروا أن يجتمعوا ليربطوه ،ولكن خافوا أن ينالهم من الملك قطع الرقاب وجلد الأعقاب ، فعدلوا خطتهم إلى التوجه للملك ومطالبته صراحة بربط الفيل المفجوع مهلك الحرث والزرع ، ولكن أحدهم قال فيهم لا نمتلك من فصاحة اللسان شئ لنخاطب الملك فستكون لغتنا مقدمة لعقابه لنا فلنبحث عن رجل فصيح يذهب معنا ،ويتكلم بمطلبنا.
وجدوا هذا الرجل الفصيح الذى قال لهم سأذهب معكم عند الملك وأقف فى جانب وأنتم فى جانب والملك بيننا ثم سأقول :
يا جلالة الملك الفيل ؟!!!! فسيرد الملك : ما خطب الفيل ؟!!
تردون من فوركم ودون تردد : أكل زرعنا ودمر حالنا !!!!! واتفقوا جميعاً على هذه الخطة .
ثم ذهبوا فى الموعد المحدد للملك وراع الفلاحين البؤساء وقذف فى قلوبهم الرعب تلك الحراسات والجند والعسكر فى قصر الملك فقال لهم الرجل الفصيح اثبتوا ولا تترددوا لننفذ خطتنا ، ودخل جميعهم فى البهو الملكى ووقفوا على جانبين وجلالته بينهم وحوله وزراءه .
قال الرجل الفصيح حسب الاتفاق : الفيل يا ملك !!!!!
رد الملك : ما خطبه ؟
هنا ضرب الله على أفواه الفلاحين موصدات الأبواب الفولاذيه وأثقل الرعب ألسنتهم أن ينطقوا بأفعال الفيل فى زراعاتهم وحقولهم .
انتظر الرجل الفصيح دقائق قليلة وأعاد على الملك السؤال : الفيل يا ملك؟
فرد الملك عليه بحدة من سئم التكرار : ما خطب الزفت ؟
ومازالت أبواب أفواه الفلاحين البؤساء مغلقة أقفالها من الرعب والخوف .
انتظر الرجل الفصيح دقائق قليلة أخرى وأعاد على الملك السؤال : الفيل يا جلالة ملك؟
فانتفض الملك من جلسته وأمسك بتلابيبه بحدة وقال :صدعت رأسى بسؤالك أنت والصم الذين يرافقوك قلت لك : ما خطب الفيل الزفت هذا أجب ولا تعطلنى .
هنا بادره الرجل الفصيح وقلبه يدخن غيظاً من صمت الفلاحين ورعبهم قائلاً : يحتاج إلى فيله تؤنسه وتتمرغ وترتع معه فى زراعة هؤلاء الكلاب لتحرق دماءهم وأكبادهم .
منقول