لا شك أن كل من يشاهد مباريات كرة القدم العالمية عامة والأوروبية خاصة، يستمتع بكل أبعاد المشاهدة من أداء ولعب ومهارة، وأيضا بالملاعب والجمهور والصورة التلفزيونية للمباراة.
وبالتأكيد عند مشاهدة مبارياتنا المحلية نبدأ فى عقد المقارنات بداية من آداء اللاعبين، ومستوى المهارة، وشكل الملعب وتألقه، التزام الجمهور فى أكثر الأوقات، ثم الصورة التلفزيونية الرائعة التى تجعلنا نشاهد المباريات المصرية مكرهين.
فمخرج المباراة فى الدوريات الأوروبية أو البطولات الدولية الكبرى، وحتى الصغرى، تشعر أنه مخرج سينمائى لعب كرة القدم ومارس التحكيم، وجلس فى المدرجات ليشجع فريقه، يكشف كل أجزاء الملعب وينقله باحترافية، وفى الأوقات المناسبة لكل حدث، فلا يعيد مشهدا إلا عندما تتوقف الكرة، ولا يصر على تسليط الكاميرا على شخص بعينه فى المدرجات، خصوصًا على بعض رؤساء الأندية، مثلما يحدث فى مصر، فيعيد عندما يحتاج المشاهد إلى إعادة لعبة أو حدث خلال اللقاء، وإن فاته شئ فهناك العديد من الكاميرات التى تسجل وتحاصر كل أجزاء الملعب.
فعندما يفوتنى شىء فالاحتمال كبير بأنك ستراه فى لقطة معادة بشكل روعة يكشف المستور وكأن مخرج المباراة يقرأ أفكار المشاهدين.
أما فى ملاعبنا فمأساة، فالمخرج يعيد أى لعبة فى أى وقت، وبعدها تجد أن لعبة أخرى حدثت أثناء الإعادة، فيبدأ البحث عنها، وعادة لا يجدها لأن مصوريه أحيانا يكونون مشغولون بتصوير بعضهم البعض، حتى لتشعر أنه عندما تعمل كاميرا، فإن الكاميرات الأخرى تتوقف عن العمل حتى ينبههم المخرج.
ولا يجب أن نتحدث عن الفارق بين الإمكانيات، فهذه المسألة تُفرض من ثمانينات القرن الماضى، فبالتأكيد نعلم فارق الإمكانات والمعدات، ولكن المهارة وحب العمل يقللان المسافات كثيرا، خصوصًا فى ظل برامج تقنية عديدة تتيح تقليل الفارق فى المعدات.
فمثلا عندما نشاهد إعادة للعبة بالتصوير البطيئ فى لقاء أوروبى فتستمتع بها وبدقتها.
والأزمة عندما تحدث لعبة مشكوك فى صحتها أو كرة هناك شك فى عبورها لخط المرمى، أو حالة تسلل، فلا تأملوا أن تتأكدوا منها فى ظل هذا الإخراج العجيب وزوايا الكاميرات الأعجب.
ولا يردد أحد أن عدد الكاميرات هنا أقل من هناك، فأعلم أن هذه حقيقة، ولكن الأحداث والمتابعات هناك أكثر وتحتاج إلى هذا العدد، أما فى ملاعبنا فعدد الكاميرت مناسب، ولكن توزيعها وتحديد أدوارها هو الذى يصنع ما نراه، فهناك بعض المخرجين يخصص كاميرا طوال المباراة على رئيس نادى معين ليرصد كل انفعلاته، حتى أنه يظهر أكثر من بعض اللاعبين، وهناك كاميرات تنقل صورة بعض الحضور فى المباراة مرات عديدة كأنه من أقارب المخرج.
لذلك فالمشكلة ليست فى فارق الإمكانات بقدر ما أنها احترافية وحب للعمل، فبعض مخرجى المباريات فى مصر إما أنه لا يعرف كرة القدم، أو أنه يكرهها ويحاول أن يجعل المشاهدين أيضا يكرهونها، أو أنه يؤدى هذا العمل كأنه يؤدى أى وظيفة يريد أن ينتهى منها بأى صورة.
mobtada.com