انطلقت الألعاب الأولمبية في العام 1896 بخمس رياضات، وبعد 120 عامًا، سيرتفع هذا العدد إلى 28 رياضة في أولمبياد ريو 2016 الصيفية التي ستقام في البرازيل. ورغم إضافة عديد الرياضات، لا تزال تُعاني العديد من الألعاب من صعوبة الانضمام إلى الأولمبياد، ومنها الاسكواش والكاراتيه وكرة القدم الشاطئية والبولينغ والفوتسال والكريكيت.
انطلقت الألعاب الأولمبية في العام 1896 بخمس رياضات فقط
تعتبر المشاركة الأولمبية لأي رياضي حلمًا بذاته، إلا أنّ دخول أي رياضة للأولمبياد يحتاج اليوم للمرور بمراحل عديدة وذلك يتطلب فترة طويلة تصل إلى حدود ست سنوات، وذلك قبل إعلان الموافقة على اللعبة أو رفضها. في البداية، يجب أن تكون الرياضة معروفة من قبل اللجنة الأولمبية مع ما يتضمنه ذلك من شروط أن يكون للرياضة اتحاد دولي قائم وقد قام بتنظيم بطولة عالم واحدة على الأقل، وفي حال توفر الشرطين السابقين يمكن للاتحاد الدولي التقدم بطلب للجنة كي تنظر باعتبار الرياضة أولمبية.
تتحكم العديد من القواعد والأنظمة بقرار اللجنة الأولمبية الدولية، فالميثاق الأولمبي يحدد أنه يجب أن تكون الرياضة مُمارسة في 75 دولة على الأقل من قبل الرجال وأن يتم ذلك في أربع قارات، بالإضافة إلى أن تكون ممارسة في 40 دولة على الأقل من قبل السيدات وأن يتم ذلك في ثلاث قارات. كذلك يتم تقدير مدى الجاذبية والقيمة التي تضيفها الرياضة إلى الألعاب الأولمبية ومدى محافظتها على تقاليدها الحديثة وابتعادها عن العقاقير المحسنة للأداء وغير المشروعة.
أما أحد الشروط الغريبة فهي إبعاد الرياضات العقلية عن الألعاب مما جعل الشطرنج رياضة غير مرحب بها في الأولمبياد، كذلك يعارض الميثاق الأولمبي أي رياضة تعتمد على الدفع الميكانيكي مما قضى على حظوظ رياضات سباق السيارات والدراجات النارية بالمشاركة في الحدث الرياضي الأكبر.
إلى جانب القواعد الصارمة التي وضعها الميثاق الأولمبي، تعاني الألعاب الأولمبية من مرونة ضئيلة لجهة إمكانية إضافة أي رياضة لأن ذلك سيقابله إلغاء رياضة أخرى وذلك للمحافظة على عدد مقبول من الرياضات التي يمكن إدارتها في وقت واحد ومساحة محددة ووفق عدد معين من المنظمين. وبما أن عدد الأنشطة الأساسية التي يجب تواجدها ليس بقليل مقارنة بالعدد المحدود للألعاب، فكان على اللجنة الأولمبية إسقاط رياضتين شعبيتين من أولمبياد ريو 2016 وهما البايسبول والسوفتبول وذلك لإتاحة المجال لمشاركة رياضتين لا تقلان أهمية أو شهرة وهما "الغولف" و"الرقبي".
رغم إضافة عديد الرياضات، لا تزال تُعاني العديد من الألعاب من صعوبة الانضمام إلى الأولمبياد
بعد تطابق الرياضة التي تقدم الملف مع الميثاق والقوانين الأولمبية، تُمنح فرصة لتقديم عرض غير تنافسي في الألعاب الأولمبية، إلا أن هذه الفرصة لا تعني ضمنيًا أن الرياضة سيتم اعتمادها رسميًا في البطولة التالية، وقد قدمت رياضات ككرة القدم الأمريكية والبولينغ والتزلج المائي عروضًا غير رسمية إلا أنها لم تحظَ بعد بحق أن تكون لعبة أولمبية. فالمرحلة النهائية المتمثلة في تصويت اللجنة الأولمبية، التي تضم 15 عضوًا هي الأكثر تأثيرًا وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى حصول الرياضة على الصوت التقديري السرّي، فيقوم أفراد اللجنة بتقييم مفصل لفهم شعبية الرياضة وعدد ممارسيها وبنيتها الأساسية وعلاقاتها الإعلامية وقدرة بثها على التلفزيون، فإضافة إلى الرياضة في حد ذاتها يجب قياس ما ستضيفه لبرنامج الألعاب الأولمبية على الصعيدين الفني والمادي.
لا يُعد اليوم اختيار 28 رياضة من بين أكثر من 100 رياضة عالمية خيارًا سهلاً على اللجنة الأولمبية ورغم توفر رياضات ثابتة تعبّر عن روح الألعاب الأولمبية منذ انطلاقتها كألعاب القوى والمصارعة (المهددة بالاستبعاد من أولمبياد 2020) تبقى بعض الخيارات غير منطقية كاعتبار اللجنة الأولمبية الشطرنج رياضة في العام 1920 ثم استبعادها كونها تعتمد على الفكر فقط أو كغياب رياضة الاسكواش التي تعود إلى عام 1830 وتمارس بأغلب دول العالم والتي عمل اتحادها على نواحي تقنية عديدة لتحسين قدرات التصوير التلفزيوني لها من دون النجاح بإقناع اللجنة حتى اليوم، كذلك هي الكاراتيه التي عدّلت قوانينها وأدخلت قوانين حماية لتصبح أقل عنفًا من رياضات أخرى موجودة في الأولمبياد مثل الملاكمة من دون أن تمنحها اللجنة الأولمبية إلى اليوم التصويت العادل.
ونظرًا لأهمية الحدث الأولمبي للاعبين وحفاظًا على توازن الأذواق الفنية والرياضية، يجدر اليوم باللجنة الأولمبية البحث عن ميثاق جديد يتيح مداورة الرياضات المشاركة التي تلتقي مع معايير محددة غير تقديرية، وذلك للحفاظ على حق كل رياضي بالمشاركة في إحدى الدورات الأولمبية التي لا تزال حلمًا للجميع.
ultrasawt.com