عندما يذهب المسيحيون في مالطا إلى الكنائس، فإنهم يُصلون إلى "اللا"، وتُسمى فترة الصوم الكبير لديهم "رندان"؛ إنها كلمة قريبة لغوياً للغاية من اسم "رمضان"، شهر الصوم لدى المُسلمين.
فنحو ثلث الكلمات باللغة المالطية، ناهيك عن القواعد اللغوية، مُستمدة من اللغة العربية التي كان يتحدثها المسلمون على تلك الجزيرة بالبحر المتوسط، في منتصف القرن الحادي عشر.
وعندما انضمت مالطا، التي هي أرخبيل بين صقلية وساحل أفريقيا الشمالي، للاتحاد الأوروبي عام 2004، صارت اللغة المالطية إحدى اللغات الرسمية للاتحاد، أي أن ثمة وثائق هامة لدى الاتحاد في بروكسل أصبحت الآن مُتاحة بالترجمة المالطية.ويقول بيير كلايف أجيوس، سفير مالطا لدى الولايات المُتحدة الأميركية، إن تشابه اللغة المالطية مع العربية "يجسد كل ما عليه مالطا؛ فهي مزيج من جيراننا، وجسر حيوي بين شمال وجنوب البحر المتوسط".
تعد اللغة المالطية من اللغات الحافلة للغاية بالحياة؛ فيتحدثها أكثر من 90% من مواطني البلاد البالغ عددهم 425 ألف مواطناً في منازلهم، كما فاز مؤلفون يكتبون باللغة المالطية بجائزة الاتحاد الأوروبي للأدب عامي 2011، و2014.
علاقتها باللغة العربية
وعلى مر القرون؛ اعتلت لغات ولهجات أُخرى اللغة العربية الأساسية بالبلاد، لدرجة أن الكلمات الصقلية والإيطالية تمثل نحو نصف ما تحتويه اللغة من كلمات، وتمثل الإنجليزية، لغة مالطا الرسمية الأُخرى، حوالي 10% من حصيلة مفرداتها.
ومنذ عام 1934، تُكتب اللغة المالطية بالحروف الأبجدية اللاتينية؛ ولكن في وقت سابق لذلك، لم يكن هُناك معيارٌ للكتابة، وكان الناس يكتبونها في بعض الأحيان بالدمج بين الحروف اللاتينية والعربية.
وتستخدم بعض العبارات في اللغة المالطية كلمات ترجع أصلها بالكامل إلى العربية؛ مثل التعبير الذي يُنطق باللغة المالطية: "الفقرا سيبوهوم دايم ماكوم"، ويعني "الفقراء سيبقون دائماً معكم".
فيما توظف عبارات أخرى مزيجاً أثقل بين كل المؤثرات اللغوية بالبلاد، مثل العبارة التي تُكتب : "Aggornata: il-Gvern se jappella d-deciżjoni dwar żewg siggijiet ohra lill-Partit Nazzjionalista" وتعني "تحديث: الحكومة ستستأنف قرار منح مقعدين إضافيين للحزب القومي"، فتشمل الجملة المكونة من 12 كلمة 7 كلمات من الإيطالية أو الصقلية.
يقول أستاذ اللغة العربية والأدب بجامعة كاليفورنيا في ولاية وس أنجلوس، ميشيل كوبرسون "إن سحر تلك اللغة هو أن كل جملة تبدو وكأنها تُلخص تاريخ البحر المتوسط".
huffpostarabi