يعتبر التحليل النفسي من العلوم الطبيّة الحديثة نسبياً، التي ما زالت حتى الآن قيد التطوير والبحث. وعلى الرغم من أنه قائم على التجريب، أي المقابلات الشخصية لتفكيك الظواهر النفسيّة للمريض، فإن الكثير من نظريات علم النفس تعتمد على التاريخ والأدب والقصص الشعبيّة، التي تحولت إلى أمثلة للدراسات النفسيّة وتفسير السلوك البشري.
فيما يلي قائمة بأشهر الأمراض والعقد والمتلازمات النفسية التي تحمل جذوراً أدبيّة:
عقدة أوديب
تُعتبر عقدة أوديب الأشهر في تاريخ التحليل النفسي، ويعود الفضل في توصيفها وتفسيرها إلى المحلل النفسي الشهير سيغموند فرويد.
اعتمد فرويد على أوديب الأسطورة والمسرحيات المتعددة، التي تحمل ذات الاسم بدءاً من سوفوكليس حتى زمنه، إلى جانب مسرحية هاملت لشكسبير ليثبت نظريته.
يرى فرويد أن الذكر يميل إلى قتل والده والوقوع في حب والدته - الزواج منها - وذلك في سبيل تكوين جهازه النفسي وشخصيته كفرد.
عقدة إلكترا
عقدة إلكترا تعتبر استكمالاً لعقدة أوديب، لكنها مسؤولة عن تكوين الجهاز النفسي للأنثى.
وباختصار هي مشابهة لعقدة أوديب إلا أن الحالة عكسية، إذ تتعلق الفتاة بوالدها وتميل نحو كراهية أمها
ويعود الفضل في اكتشافها والتنظير لها إلى تلميذ فرويد، المحلل النفسي كارل غوستاف يونغ، وتستمد هذه العقدة اسمها من الأساطير اليونانية من شخصيّة إلكترا، التي خططت مع أخيها أوريست لقتل أمها.
عقدة لوليتا
توصيف هذه العقدة يعود للكاتب فلاديمير نوبوكوف وروايته لوليتا، التي تحكي قصة عن الانجذاب الجنسي لرجل أربعيني نحو فتاة قاصر
وقد أثارت الرواية الكثير من التحفظات حين نشرت، بل ومنعت في الكثير من البلدان بوصفها تتناول حالة مخالفة للقانون وسلوكاً يعتبر تحرشاً بالأطفال، لكن لا ينفي هذا قيمتها في فهم السلوك البشري والنشاط النفسي غير الطبيعي.
الساديّة
هذه المتلازمة والسلوك الجنسي المرافق لها مرتبط بالكاتب الفرنسي الماركيز دي ساد ومؤلفاته التي تصف هذه الحالة، كـ "جوستين" التي كتب إلى جانبها عدداً من القصص والروايات عن العنف المرتبط بالجنس واللذة النابعة عن تعذيب الشريك، التي قد تصل حد الإيذاء الجسدي البالغ.
اكتسبت هذه العقدة أو الحالة النفسية اسمها منه، وما زالت كتبه إثر محتواها الفاحش حتى الآن ممنوعة في عدد من البلدان، لكن لا يُنكر الفضل الذي قدمه للتحليل النفسي في سبيل كشف هذه السلوكيات.
المازوخيّة
ترتبط المازوخية أيضاً باللذة الجنسية النابعة من العنف، لكن هذه المرة من يستلذّ هو المُعذَّب لا من يقوم بالتعذيب
ويعود توصيفها واسمها إلى الكاتب النمساوي ليوبولد فون مازوخ، إذ كان لروايته الشهيرة "فينوس ترتدي الفرو" الأثر الكبير في التحليل النفسي وفي توصيف الظاهرة، ما جعلها تقترن باسمه، ليكون المرجع الأول للمازوخية وما يرتبط بها من سلوك سواءً كان عنيفاً أو حميمياً
لنرجسيّة
[/rtl]
يعود الفضل أيضاً لفرويد في الإضاءة على هذه الحالة، التي يغرق إثرها الشخص في حب ذاته لدرجة نيل اللذة من ذاته نفسها صورةً وجسداً.
وتستمد العقدة مرجعيتها من الأسطورة اليونانية لنرسيس الذي وقع في حب نفسه إثر رؤيته لانعكاس صورته في المرآة وذلك بعد أن فشل في نيل قلب المرأة التي أحب.
عقدة عُطيل
[/rtl]
تستمد هذه العقدة اسمها من مسرحية "عطيل" لويليام شيكسبر
وهي تتناول حالة الغيرة اللاطبيعية التي قد تصيب الرجل تجاه زوجته أو حبيبته، التي هذه العقدة قتل كما حدث مع عطيل في المسرحية حين قتل ديدمونة
لكن ليست كل حالات الغيرة مشابهة لما قام به عطيل، إذ تتفاوت في شدتها بطبيعة الحال
عقدة بيتربان
هذه العقدة تصيب الكثيرين خصوصاً المشاهير
ومن أشهر المصابين بها ملك البوب الأميركي مايكل جاكسون، الذي كان يرغب بأن يبقى طفلاً طوال الوقت، مثله مثل بيتر بان الذي لا يتقدّم في العمر، لدرجة أن جاكسون بنى لنفسه مدينة ملاهٍ باسم "نيفير لاند"، ذات الاسم الذي تحمله مدينة بيتر بان
وتكمن خطورة هذه العقدة - إن اشتدت - في أنها تجعل المصابين بها يتقمصون سلوك الأطفال ويشابهونهم، بحيث يفرطون في مسؤولياتهم وما عليهم من واجبات
huffpostarabi