أبوظبي - سكاي نيوز عربية
لا تعتبر مقاومة مضادات الميكروبات مشكلة جديدة، لكنها بدأت تتخذ أبعادا أكثر خطورة، وفقا لما تذكره منظمة الصحة العالمية.
ووفقا لتقرير للمنظمة قد يضيع كثير من الإنجازات التي تحققت في القرن الماضي جراء انتشار مقاومة مضادات الميكروبات، محذرا من أنه قد تخرج نتيجة لذلك أمراض معدية عديدة، في المستقبل، عن سيطرة الإنسان وتنتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وبين التقرير، الذي صدر عام 2014 تحت عنوان "مقاومة مضادات الميكروبات: تقرير عالمي عن الترصد في عام 2014"، أن مقاومة مضادات الميكروبات منتشرة في كل مكان ويمكن أن تلحق الضرر بأي شخص مهما كان عمره أو مكان إقامته.
وفي عام 2015، نشرت منظمة الصحة العالمية وثيقة بعنوان "تحليل وضع البلدان في جميع أنحاء العالم: الاستجابة لمقاومة مضادات الميكروبات"، كشفت فيها أنه محاولات معالجة هذه المشكلة، فإن "هناك ثغرات كبيرة تتخلل الإجراءات اللازم اتخاذها على صعيد جميع الأقاليم الستة التابعة للمنظمة".
وأوضحت الوثيقة "الخطر الذي تشكله مقاومة الأدوية"، وبعضاً من أسبابها الرئيسية، والطريقة التي تساعد بها منظمة الصحة العالمية في قيادة الاستجابة العالمية.
ووفقا للمنظمة، فإن مقاومة المضادات الحيوية تظهر عندما تتغير البكتيريا وتصبح مقاومة للمضادات الحيوية المستعملة لعلاج حالات العدوى التي تسببها.
أما أسباب مقاومة المضادات الحيوية فهي الإفراط في وصف المضادات الحيوية، وعدم التزام المريض بإنهاء علاجه، والإفراط في استعمال المضادات الحيوية في تربية الماشية والأسماك، وقصور مكافحة عدو المرض بالمستشفيات والعيادات، وانعدام شروط النظافة الصحية وتدهور خدمات المعالجة الصحية، بالإضافة إلى عدم المواظبة على استحداث مضادات حيوية جديدة.
أما كيفية انتشار مقاومة المضادات الحيوية فتتمثل في إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات واستخدامها في المحاصيل الزراعية المنتجة للأغذية، وفي هذه الحالة، تتكون البكتيريا المقاومة للأدوية في أمعاء الحيوانات.
بعد ذلك تنتقل البكتيريا المقاومة للأدوية إلى الإنسان بواسطة الغذاء والبيئة، من مياه وتربة وهواء، أو عن طريق مخالطة الإنسان للحيوان مباشرة، ثم تنتشر البكتيريا المقاومة للأدوية بين صفوف عامة الناس.
كذلك قد تنتشر من خلال إعطاء المضادات الحيوية للمرضى، الأمر الذي قد يؤدي إلى تكون البكتيريا الحيوية المقاومة للأدوية في أمعائهم.
وعند مراجعة المرافق الصحية، تنتقل البكتيريا المقاومة للأدوية إلى مرضى آخرين بسبب تدهور شروط النظافة الصحية وعدم نظافة المرافق الصحية.
ووفقا لتقديرات "ريفيو أون أنتيمايكروبيال ريزيستانس" فإن عدد الوفيات جراء البكتيريا المقاومة للأدوية سيصل إلى نحو 10 ملايين نسمة، منهم 4.73 مليون شخص في آسيا و4.15 مليون شخص في إفريقيا و390 ألف شخص في أوروبا و317 ألف شخص في أميركا الشمالية و392 ألف شخص في أميركا الجنوبية و22 ألف شخص في أوقيانوسيا