سكاي نيوز عربية
أدلة وجدها علماء روس على جثة “ماموث” في سيبيريا -وهو نوع من الفيلة الضخمة التي انقرضت- وهذه الجثة اكتشفت في 2012، وقادت إلى استنتاج أن الإنسان الأول سكن القطب الشمالي خلال فترة أقدم بآلاف السنين مما هو معروف.
وانتشلت جثة ماموث من النوع الوبري من جرف في خليج ينيساي بالمحيط المتجمد الشمالي، عمرها 45 ألف عام، وعليها ندوب واضحة ناتجة من إصابات بالرماح، مما يطرح أقدم قرينة على وجود البشر بالمنطقة القطبية الشمالية.
وحتى الآن فإن أقدم دليل على وجود الإنسان بالقطب الشمالي يرجع إلى نحو 30 ألف عام، حسب كبير الباحثين بمعهد تاريخ الحضارة المادية بالأكاديمية الروسية للعلوم في سان بطرسبرغ، فلاديمير بيتولكو.
وقال بيتولكو إن من صمدوا في وجه هذه الظروف شديدة القسوة بالمنطقة القطبية، ربما عاشوا على أنشطة الصيد وجمع الثمار، وكان الماموث، وهو من أبناء عمومة الفيل وكان أضخم كائن بري في المنطقة، يمثل موردا مهما بالنسبة لهم.
وتابع: “في واقع الأمر فان هذه الحيوانات تطرح مصدرا لا ينضب من الخيرات المختلفة، منها الغذاء واللحم والدهن ونخاع العظام والوقود والروث والعظام، ومادة خام من العظام الطويلة، إلى جانب العاج”.
وقال العالم الروسي إن الكسور الموجودة في ضلوع الحيوان يبدو أنها ناتجة عن رماح استخدمها صيادون، في حين أن ندوب عظام الكتف والوجه والوجنات ربما تكون نتجت عن أسلحة حادة، وكان هناك كسر في الناب الأيمن ربما تكون ناشئة عن محاولة كسره بعد قتل الماموث.
وأردف بيتولكو في الدراسة التي أبرزتها دورية “ساينس”: “الموضوع الأساسي هو أن الإنسان قتل الماموث والشواهد جلية على ذلك”.
ويرى العلماء أن صيد الماموث ربما كان عاملا أساسيا في تمكن الإنسان من العيش في المنطقة القطبية، قبل أن يرتحل عبر أصقاع سيبيريا في أقصى الشمال ومنها إلى مضيق بيرنج الذي كان جسرا بريا يربط سيبيريا وألاسكا، بعد أن وصل الإنسان الأول إلى هناك ومن ثم إلى الأميركتين.