[b][center]
بسم الله الرحمن الرحيم
اعضاء وزائرى منتديات الشاعر عبد القوى الاعلامى الكرام
اسمحوا لى ان اضع بين يديكم رسالة ماجستير لاحد علماءنا الافاضل
وهو الشيخ والداعية والامام /عمر رجب محمود علي الذى يعمل امام وخطيب
بوزارة الاوقاف المصرية
الإلهيـــــــــــــــــات
في فكــــــــــــر
الشــيـــــخ الشـعـــــــراوي
رسالة لنيل درجة التخصص "الماجستير"
مقدمة من
الباحث | عمر رجب محمود علي
تحت إشراف
الأستاذ الدكتور | حسن جبر حسن شقيـر ( مشرفا )
الدكتور | عبد المنعم مختـــار عبد الرحمــن
( مشرفا مشاركا )
1430هـ - 2009م
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
سورة الأحزاب : 23
وقال الرسول - r - : « إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا »
سنن أبي داوود كتاب الملاحم ، باب ما يذكر في قرن المائة ( 4 | 178 ) 4293
وتأدبا مع علماءه فهاهو يقدم لهم الشكر على مابذلوه من جهد معه
( شكر وتقدير )
من الواجب على كل باحث أن يقدم خالص شكره وتقديره إلى كل من أعانه على إتمام بحثه .
وأول أولئك مشايخي الأفاضل وأساتذتي الأجلاء بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة ، وأخص من بينهم أستاذي الكبير الأستاذ الدكتور حسن جبر حسن شقير أستاذ العقيدة ، والعميد الأسبق لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة والذي تفضل بالإشراف على هذه الرسالة ، أشكره على ما بذله معي من جهد ووقت ، وما قدمه لي من توجيهات علمية ، وآراء نقدية لإتمام هذا البحث .
كما أقدم شكري إلى من رباني في حقل الدعوة إلى الله – تعالى – وأخذ بيدي إلى طريق البحث العلمي والدراسة الأكاديمية ، أستاذي الدكتور عبد المنعم مختار عبد الرحمن المشرف المشارك على هذه الرسالة والذي كان لتوجيهاته وإرشاداته أكبر الأثر في إزالة عقبات وصعاب هذا البحث ، فضلا عما خصني به من حب ورعاية واهتمام مما دفعني إلى مواصلة هذا البحث والمضي فيه .
كما لا أنسى أبدا أن أقدم شكري إلى أستاذي الأستاذ الدكتور| جمال فاروق أستاذ الأديان والمذاهب المساعد بالكلية ، والذي تتلمذت عليه في هذه الكلية ، وما زلت أتعلم على يديه في الجامع الأزهر ، وقد استفدت منه كثيرا في مسائل هذا البحث ، وأرجو من الله أن يرزقه بركة في الوقت والولد والرزق.
وأقدم شكري أيضا إلى أبوي الكريمين اللذين قاما على رعايتي خير قيام ، وكان لدعواتهما أكبر الأثر في إنجاز هذا البحث ، فأسأل الله ـ تعالى ـ أن يبارك في عمرهما ويمتعهما بالصحة والعافية.
كما لا أنسى أن أقدم شكري أيضا إلى أشقائي الأعزاء ، وزوجتي الطيبة الوفية ، التي كانت سندي ومعيني داخل البيت .
كما لا أنسى أن أخص بالشكر عمتي التي هي بمنزلة الأم في قلبي والتي ربما لا تنساني في سجودها من الدعاء.
وكما لا أنسى أيضا بالشكر أصدقائي الذين ساعدوني وتعاونوا معي في إخراج هذا البحث وأمدوني بالمراجع التي أفتقدها ، وشجعوني على البحث ، وفرغوني له .
إلى هؤلاء جميعا وإلى غيرهم ممن أحسن إلي ، أو أعان على إنجاز هذا البحث ولو بدعوة صالحة ، إليهم مني عظيم الشكر والتقدير ، وأسأل الله العلي القدير أن يكتب لهم عظيم والجزاء الفضل.
المقدمة
- أ -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله المتفرد بالوجود الحق ، المنزه عن الحدوث والنقص ، سما بذاته وصفاته وأفعاله عن كل مثال ونظير لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الأسماء الحسنى ، والصفات العلا .
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا رسول الله جاء بالتوحيد الخالص ، والعقيدة الصافية عن شوائب الشرك والوثنية ، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى صحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن ميدان البحث في قضايا الاعتقاد من أشرف الميادين وأجلها ؛ لأنه يتعلق بالله وأسمائه وصفاته ، وقضائه وقدره ، وكذلك بأنبيائه ورسله وكتبه واليوم الآخر وما فيه.
وتأتي في قمة قضايا العقيدة ( قضية الألوهية ) هذه القضية التي شغلت عقول الفلاسفة والمفكرين على مر العصور فتناولوها بالدرس والبحث والتحليل .
غير أن الناظر في كتاباتهم يراها مليئة بالشروح والحواشي والآراء المختلفة على نحو يشق على الدارس المتخصص فهمه أو استيعابه إلا بالوقت الطويل والبحث الحثيث ، فكيف بالقارئ العادي ، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن كتابات السابقين ربما خلت من ربط بين العقيدة والسلوك ، وهذا ما تنبه إليه رجال الفكر الإسلامي في العصر الحديث ، فجعلوا جُلَّ اهتماماتهم على إبعاد الدخيل في هذه العقيدة ، وتجلية الأصيل منها ، ودحض شبهات الملحدين والمنكرين والمارقين ، فعادوا بالعقيدة إلى منابعها النقية الصافية كتاب الله – تعالى - وسنة رسوله - -.
ومن هؤلاء الذين خاضوا هذا المجال واقتحموا هذا الميدان فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان ذا علم واسع ، وعقلية فذة ، وحجة دامغة ، وحافظة قوية ، وفهم دقيق لمسائل العقيدة الإسلامية .
وقد ساعده على ذلك إلمامه باللغة العربية وأساليبها وأسرارها البلاغية واللغوية والنحوية والجدل والمنطق ؛ فتمكن من دحض حجج المستشرقين والمبشرين.
وله ـ رحمه الله ـ مشاركات فعالة في التصدي للتيارات الإلحادية والشيوعية ، وقدم راسخة في الذود عن حياض العقيدة الإسلامية ، وخواطره ومحاضراته خير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الشورى : في الآية : 11.
- ب -
شاهد على ذلك .
وقد عرض الشيخ الشعراوي ( قضية الألوهية ) عرضا واضحا لا لبس فيه ولا غموض ، رابطا بين العقيدة والسلوك على نحو فريد جمع فيه بين العمق والدقة إلى جانب الوضوح والبساطة ، مع الملحة والطرفة ، فجاء فكره في مجمله بعث وتجديد للتراث القديم ، وتقويم وتعزيز للفكر الحديث .
لذا حرك القلوب وأقنع العقول ، وجدد معاني الإيمان في النفوس.
ومن هنا عزمت - مستعينا بالله تعالى – على دراسة هذه القضية المهمة ، والتي طالما شغل بها الشيخ فكره ، وأعطاها من عقله وقلبه وروحه.
وقد جاءت تحت عنوان :
( الإلهيات في فكر الشيخ الشعراوي )
وذلك لنيل درجة التخصص ( الماجستير) إن شاء الله – جل وعز-.
وفي هذه المقدمة تناولت أهمية هذا الموضوع ، وسبب اختياري له ، ومنهج البحث ، وخطته ، وذلك على النحو التالي :
أولا : أهمية الموضوع :
تكمن أهمية هذا الموضوع في النقاط الآتية :
1- يتعلق هذا الموضوع بأهم قضايا العقيدة وهي قضية الألوهية ؛ إذ هي الركن الركين ، والأصل الأصيل الذي تنبني عليه كل أركان العقيدة وأصولها ، وتنبثق عنه كل مسائل الدين وقضاياه ، وقد أولاها الشيخ الشعراوي – رحمه الله تعالى – ما يليق بها من اهتمام بالغ وعناية فائقة.
2- مكانة الشيخ الشعراوي الدينية والعلمية في العالم الإسلامي ، والتي شهد لها القاصي والداني .
3- إن جهود الشيخ الشعراوي في مسائل الاعتقاد لا تقل عن جهوده في التفسير أو اللغة أو البلاغة ، حيث تناول هذه القضية في خواطره ومحاضراته ، وكان سبيله - كما سترى - الوضوح التام ، مبتعدا عن تعقيدات الفلاسفة واختلافات المتكلمين ؛ مما أفهم العامة وأذهل الخاصة.
ثانيا : سبب اختيار هذا الموضوع :
1- الرغبة الشديدة في الاستفادة من التراث الضخم الذي خلفه الشيخ
الشعراوي.
2- على الرغم مما كتب عن فكره فإني لم أجد دراسة وافية عن الشيخ الشعراوي في العقيدة.
- ج -
3- الوفاء للشيخ – رحمه الله - وهذا بعض حقه علينا – لأنه عالم من العلماء الأفذاذ الذين جددوا للأمة دينها وأحيوا لها تراثها وفكرها.
هذا ، وقد كان اختياري لقضية الألوهية في فكر الشيخ الشعراوي بالذات
لسببين :
أولهما : إن فكر الشيخ الشعراوي زاخر بالموضوعات المتعلقة بالعقيدة فكل قسم من أقسام العقيدة ، يصلح لأن يكون بحثا مستقلا لكني اقتصرت على الإلهيات حتى أوفي الموضوع حقه ، وخوف الإطناب ، ولكي أترك المجال لباحث آخر يقف مع فكر الشيخ في قضيتي النبوات والسمعيات.
ثانيهما : إن قضايا الإلهيات أكثر وقوعا من غيرها في تفسير الشيخ ومحاضراته؛ حتى إنه يوجد في محاضراته محاضرة خاصة بفلسفة القضاء والقدر ، وأخرى في فلسفة الوجود ، وفهم أسرار الكون ، وسائر محاضرته وإن تناولت جوانب شتى من شئون الحياة إلا أنه كان يُعَرِّجُ فيها على هذه القضية الكبرى؛ لذا اخترت هذه القضية في فكر الشيخ الشعراوي – رحمه الله تعالى -.
ثالثا : منهج البحث :
اتبعت في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي لقضايا الإلهيات كما أوردها الشيخ الشعراوي في خواطره أو محاضراته ، وكانت طريقة عملي على النحو التالي :
1- جمعت الجزئيات المتعلقة بقضية الألوهية من تراث الشيخ - رحمه الله - يستوي في ذلك المسموع ، والمطبوع ، والمخطوط .
2- وزعت المادة العلمية التي جمعتها على فصول الإلهيات ، مقسما تلك الفصول إلى مباحث ، والمباحث إلى مطالب ، وهكذا دواليك حسب مقتضى الحال.
3- وعند عرض كل مسألة أبدأ أولا ببيان رأي الشيخ فيها ، وبعد ذلك أشير في نهاية المسألة إلى مدى موافقة الشيخ لجمهور أهل السنة من عدمه ، مكتفيا بالنقل عنهم أحيانا ، أو الإشارة إلى مراجعهم أحيانا أخرى ، وهذا هو الغالب خشية التكرار والتطويل.
4- أحيانا أكرر عبارة الشيخ في أكثر من موضع ؛ وذلك لاشتمالها على أكثر من مسألة من مسائل البحث في وقت واحد.
5- قمت بعزو الآيات القرآنية إلى أماكنها في المصحف .
6- حرصت على تخريج الأحاديث النبوية الواردة في الرسالة من مصادرها من كتب السنة المعتمدة بذكر الكتاب، والباب ، والجزء ، والصفحة ، ورقم الحديث، مع الإشارة إلى درجته قدر المستطاع من خلال أقوال المحدثين إذا كان الحديث في غير الصحيحين أو أحدهما.
- د -
7- ترجمت لبعض الأعلام الذين ورد ذكرهم في الرسالة ، وكذلك
المصطلحات.
8 – ذكرت أهم النتائج التي توصلت إليها ، وأهم التوصيات ، ثم فهرس المصادر والمراجع والموضوعات.
رابعا : خطة البحث :
لقد انتظم هذا البحث في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول ، وخاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات.
المقدمة : وقد تناولت فيها أهمية الموضوع ، وسبب اختياري له ، ومنهج البحث ، وخطته.
التمهيد: وقد ضمنته التعريف بمصطلحات البحث، وذلك على النحو التالي :
أ - مفهوم " الإلهيات ".
ب- معنى كلمة " فكر " .
ج - التعريف بالشيخ الشعراوي وعصره ، وفيه :
أولا : نشأة الشيخ الشعراوي ، وحياته العلمية ، وتشمل :
1- مولده ونسبه.
2- نشأته وحياته العلمية.
3- مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
4- صفاته التي تميز بها.
5- الوظائف التي شغلها والأوسمة التي حصل عليها.
6- وفاته .
ثانيا : عصر الشيخ الشعراوي وأثره فيه ، ويشمل :
1- الحالة السياسية.
2- الحالة الاجتماعية.
3- الحالة الفكرية.
فصول الرسالة ، وتتضمن أربعة فصول :
الفصل الأول : الاستدلال على وجود الله في فكر الشيخ الشعراوي ، وفيه تمهيد
وثلاثة مباحث :
المبحث الأول : معرفة الذات الإلهية ، وموقف الشيخ منها.
- هـ -
المبحث الثاني : وجود الله - تعالى - ومنهج الشيخ في الاستدلال عليه.
ويشتمل على تمهيد وثلاثة مطالب :
المطلب الأول : الدليل الفطري.
المطلب الثاني : الأدلة العقلية ، ويشتمل على الأدلة الآتية :
أولا : دليل الممكن والواجب. خامسا : دليل العناية .
ثانيا : دليل الخلق سادسا : دليل الحركة.
ثالثا : دليل الحدوث. سابعا : الدليل اللغوي.
رابعا : دليل النظام والإتقان.
المطلب الثالث : الأدلة الكونية ، ويشمل :
أولا : الأدلة الكونية في الآفاق.
ثانيا :الأدلة الكونية في الأنفس.
المبحث الثالث : المنكرون لوجود الله – تعالى - ، ورد الشيخ عليهم.
الفصل الثاني : أسماء الله – تعالى - وصفاته في فكر الشيخ الشعراوي ، وفيه
تمهيد ، وأربعة مباحث :
المبحث الأول : أسماء الله – تعالى – وصفاته إجمالا وموقف الشيخ
منها ، وفيه مطلبان :
المطلب الأول : أسماء الله – تعالى - إجمالا ، وموقف الشيخ منها.
المطلب الثاني : صفات الله – تعالى - إجمالا ، وموقف الشيخ منها.
المبحث الأول : الصفات السلبية ومنهج الشيخ في إثباتها ، ويشتمل
على تمهيد ، وأربعة مطالب :
المطلب الأول : صفتا القدم والبقاء.
المطلب الثاني : صفة المخالفة للحوادث.
المطلب الثالث : القيام بالنفس.
المطلب الرابع : صفة الوحدانية.
المبحث الثاني : الصفات الوجودية ، ومنهج الشيخ في الاستدلال عليها.
ويشتمل على تمهيد وسبعة مطالب :
المطلب الأول : صفة القدرة .
المطلب الثاني : صفة الإرادة .
المطلب الثالث : صفة العلم .
المطلب الرابع : صفة الحياة .
المطلب الخامس: صفة الكلام .
- و -
المطلب السادس : صفتا السمع والبصر .
المبحث الثالث : الصفات الخبرية ، وموقف الشيخ منها .
ويشتمل على تمهيد ومطلبين :
المطلب الأول : الصفات الخبرية ، وموقف الشيخ منها .
المطلب الثاني الصفات الخبرية ، وآراء العلماء فيها .
الفصل الثالث : رؤية الله – تعالى – في فكر الشيخ الشعراوي
ويشتمل على تمهيد وأربعة مباحث :
المبحث الأول : مفهوم الرؤية ، وتحرير محل النزاع فيها.
المبحث الثاني : رؤية الله - تعالى - ومنهج الشيخ في إثباتها.
المبحث الثالث : رؤية الرسول - - ربه يقظة ومناما ، وموقف الشيخ منها.
المبحث الرابع : شبهات المنكرين للرؤية ورد الشيخ عليها.
الفصل الرابع : القضاء والقدر في فكر الشيخ الشعراوي، وفيه تمهيد ، وخمسة
مباحث :
المبحث الأول : التعريف بالقضاء والقدر.
المبحث الثاني : قضية الجبر والاختيار ، ورأي الشيخ فيها.
المبحث الثالث : قضية الهدى والضلال ، ورأي الشيخ فيها.
المبحث الرابع : قضية الخير والشر ، وموقف الشيخ منها .
المبحث الخامس: المحتجون بالقدر ، ورد الشيخ عليهم.
الخاتمة وبها أهم النتائج والتوصيات ، والفهارس.
وأخيرا : فقد عشت فترة ليست بالقصيرة مع هذا البحث ، وكلما نظرت فيه زدت ونقصت ، وقدمت وأخرت ، وغيرت وبدلت قدر فهمي وطاقتي ، وهذه هي طبيعة العمل البشري الذي يعتريه النقص دائما حتى يبقى الكمال لله - تعالى - وحده.
وهذا هو جهد المقل ، وإفراز العقل الكليل ، فما كان فيه من توفيق فمن الله - تعالى- وحده ، وما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطــــان والله - تعالى - ورسوله - - منه بريئان.
والله أسأل أن يجعل هذا البحث خالصا لوجهه الكريم ، وأن ينفع به الباحث والقارئين على مر الزمان إلى يوم الدين ، وأن نحيا على التوحيد ، ونُبعث عليه ، وأن ينجينا الله ـ تعالى ـ من النار بهذا التوحيد ، وأن يكون بحثي هذا شفيعا لي عند العرض على الله ـ تعالى ـ .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
التمهيد
ويشمل التعريف بمصطلحات البحث وهي :
أ – مفهوم ( الإلهيات ) .
ب – معنى كلمة ( فكر ).
ج – التعريف بالشيخ الشعراوي - رحمه الله تعالى - وعصره.
أ – مفهوم ( الإلهيات )
1 - مفهوم الإلهيات في اللغة :
كلمة الإلهيات في اللغة مأخوذة من مادة : ( أَلَهَ ) وكلها تدور حول معنى العبادة ، واللجوء ، والتحير في عظمة الله – تعالى -.
جاء في لسان العرب : ( أَلِهَ ) الإلَهُ الله - - وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه ، والجمع آلِهَةٌ ، والآلِهَةُ الأَصنام ، سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُــــقُّ لها.
وتقول : إلَهٌ بَيِّنُ الإلَهيَّة والأُلْهانِيَّة ، وأَصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إذا تَحَيَّر ؛ لأَن العقول تَأْلَهُ في عظمته ، وأَلِهَ أَلَهاً أَي تحير ، وأَصله وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً ، وقد أَلِهْتُ على فلان أَي اشتدّ جزعي عليه مثل وَلِهْتُ ، وقيل هو مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَهُ إلى كذا أَي لجأَ إليه؛ لأَنه – سبحانه - المَفْزَعُ الذي يُلْجأُ إليه في كل أَمر ، والتَّأَلُّهُ التَّنَسُّك والتَّعَبُّد والتأْليهُ التَّعْبيد(1).
وفي مختار الصحاح : " أَلَهَ يأله بالفتح فيهما إلاهَةً أي عبد ، ومنه قرأ ابن عباس - رضي الله عنهما - ويذرك و إلاهَتَكَ بكسر الهمزة أي وعبادتك ، وكان يقول : إن فرعون كان يُعبد ، ومنه قولنا: الله ، وأصله إلاهٌ على فِعَالٌ بمعنى مفعول؛ لأنه مألوه أي معبود كقولنا إمام بمعنى مؤتم به " (2).
إذن الألوهية " لفظ منسوب إلى الإله بمعنى مألوه أي معبود ، وكل ما اتخذ معبودا فهو إله عند متخذه وأَلِه فلان يأله : عبد ، وقيل تأله ، فالإله على هذا هو المعبود " (3).
قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : " والله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين " (4).
ومما سبق يتضح أن الألوهية أو الألوهيات صفة الإله ، والإله هو المعبود ، كما قال – تعالى - : إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (5) أي المعبود هو الله الذي يتوجه إليه بالعبادة والخضوع والتعظيم والتقديس.
وهي بهذا المعنى عامة وشاملة يصح أن تطلق على كل ما يعبده الإنسان ويعتقد فيه أنه إله ، فالأصنام آلهة ، والكواكب آلهة عند من يعبدونها ، والقرآن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لسان العرب : لابن منظور : ج | 1، ص114، 115 ، بتصرف ، طبعة | دار المعارف ، بدون تاريخ.
(2) مختار الصحاح : للشيخ الإمام محمد بن أبي بكر الرازي : ص 22، المطبعة الأميرية بالقاهرة ، سنـــــة
1345هـ - 1926م ، وينظر : المصباح المنير : تأليف | أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقري : ص16،
الناشر: المكتبة العصرية ، بدون تاريخ.
(3) المفردات في غريب القرآن : للراغب الأصفهاني : ص 21، تحقيق : محمد سيد كيلاني، ط | دار المعرفة،
بيروت ، بدون تاريخ.
(4) جامع البيان في تأويل القرآن : للإمام الطبري : ج | 1 ، ص 123 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر، الناشر :
مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م
(5) سورة طه : الآية : 98.
سماها آلهة ، قال تعالى- : فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ(1). ولكنها آلهة باطلة ، والإله الحق هو الله ـ تعالى ـ كما قال : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (2).
وعلى هذا فإن كلمة (إله) إذا أُطلقت فإنما تُطلق على الله – تعالى - ، وعلى ما يُعبد من الأصنام ، أما لفظ الجلالة (الله) إذا أطلق فإنه لا ينصرف إلا إلى الله ولا يطلق إلاّ عليه ـ ـ (3).
2 – مفهوم الإلهيات اصطلاحا :
أما الإلهيات اصطلاحا فهي : " كل ما يتعلق بذات الإله وصفاته " (4).
أو هي ما يتعلق بالله – تعالى – من واجب ومستحيل وجائز ، ومنه القضاء والقدر ، والحسن والقبح ، والصلاح والأصلح ، والجبر والاختيار(5)
ب – معنى كلمة ( فكر ) :
1- التعريف اللغوي :
تطلق كلمة ( فكر ) في اللغة ويراد بها معان كثيرة أهمها : التأمل، والنظر ، والتذكر ، والروية قبل الحكم على الأشياء .
قال ابن منظور : الفَكْرُ والفِكْرُ إِعمال الخاطر في الشيء و جمعه أَفكاراً ...ً ورجل فِكِّير وفَيْكَر كثير الفِكْر ، والتَّفَكُّر التأَمل والاسم الفِكْرُ والفِكْرَة (6).
وفي المصباح المنير : " الفِكْرُ - بالكسر - تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني، ولي في الأمر "فِكْرٌ" أي نظر وروية، و"الفَكْرُ" بالفتح مصدر "فَكَرْتُ" في الأمر من باب ضرب، و"تَفَكَّرْتُ" فيه، و"أَفْكَرْتُ" ، و"الفِكْرَةُ" اسم من "الافِتِكَارِ" مثل العبرة والرحلة من الاعتبار والارتحال وجمعها "فِكَرٌ" مثل سدرة وسدر" (7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة هود : الآية : 101.
(2) سورة الحج : الآية : 62.
(3) ينظر : لسان العرب : ج | 1 ، ص 115.
(4) المعجم الوسيط : إبراهيم مصطفى وآخرون : ج | 2 ، ص 25، دار النشر : دار الدعوة ، تحقيق / مجمع
اللغة العربية ، بدون تاريخ.
(5) جوهرة التوحيد : جمع وترتيب | حامد محمود ليمود : ص7، مطبعة الأنوار المحمدية ، بدون تاريخ، التمهيد
في دراسة العقيدة الإسلامية : أ.د | محمد المسير : ص 18، ط | دار الطباعة المحمدية ، طبعة | أولى ، سنة
1419هـ - 1998م.
(6) لسان العرب : ج | 5 ، ص 3451.
(7) المصباح المنير : ص 248. وينظر : معجم مقاييس اللغة : لابن فارس : ج | 4 ، ص 446، تحقيق : عبد
السلام هارون ، الناشر : دار الفكر ، ط | سنة 1399هـ - 1979م.
2- الفكر في الاصطلاح :
أما الفكر اصطلاحا فهو : " إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول " (1).
أو هو " جملة النشاط الذهني - وبوجه خاص - أسمى صور العمل الذهني ، بما فيه من تحليل وتركيب وتنسيق " (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم الوسيط : ج | 2 ، ص 724.
(2) المعجم الوجيز : ص 478، مجمع اللغة العربية ، طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم ، سنة 1414هـ -
1993م.
- ج –
التعريف بالشيخ الشعراوي وعصره وفيه.
أولا : نشأة الشيخ الشعراوي وحياته العلمية.
ثانيا : عصر الشيخ الشعراوي وأثره فيه.
أولا : نشأة الشيخ الشعراوي وحياته العلمية .
وتشمل :
1- مولده ونسبه.
2- نشأته وحياته العلمية.
3- مكانته العلمية وآثاره.
4- صفاته التي تميز بها.
5- الوظائف التي شغلها والأوسمة التي حصل عليها.
6- وفاته .