حسام حسن وأحمد عبدالحكيم ومحمد هشام
البريطانيون يختارون الانفصال عن المشروع الأوروبى.. وأسكتلندا وأيرلندا تهددان حدة المملكة المتحدة
صوت البريطانيون بأغلبية طفيفة ولكن كافية، للانفصال عن الاتحاد الأوروبى، فى خطوة أثارت صدمة حول العالم، ومخاوف من انتقال العدوى إلى دول أخرى تلعب فيها الأحزاب اليمنية المعارضة للمشروع الأوروبى، دورا بارزا فى المشهد السياسى، وبالأخص فرنسا وهولندا.
زلزال الخروج لم تتوقف تداعياته عند ذلك، بل ضرب الأسواق العالمية وخفض قيمة الجنية الأسترلينى لأدنى مستوى منذ 1985، كما اقتلع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، من منصبه، بعد فترة قصيرة من تفاديه رياح «وثائق بنما» العاتية التى كشفت عن تهرب شخصيات عالمية بينها رئيس حزب المحافظين نفسه، من دفع الضرائب.
على عكس ما أظهرته استطلاعات الرأى، اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي، في قفزة إلى المجهول توجه ضربة قوية للمشروع الأوروبى، ولرئيس وزرائهم ديفيد كاميرون، ما أحدث اضطرابا قويا فوريا فى أسواق المال العالمية.
وبموجب النتيجة الرسمية لنتائج الاستفتاء التاريخى الذى جرى أمس، وأعلنت نتائجه صباح الجمعة، فإن نحو 52% من الناخبين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد، فيما لا يزال يتعين فرز عدد ضئيل جدا من الأصوات. وشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كبرى بلغت 72.2%.
وفيما أكد الاتحاد الاوروبى تصميمه على الحفاظ على وحدة أعضائه الـ27، اعتبرت ألمانيا أن هذا القرار يشكل «يوما حزينا» لأوروبا.
وأظهرت النتائج دولة منقسمة، حيث صوتت لندن وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية لصالح البقاء، فيما صوتت شمال إنجلترا أو ويلز للخروج.
ورغم التهديدات بكارثة اقتصادية كان تحدث عنها المعسكر المؤيد للبقاء فى الاتحاد والمؤسسات الدولية، فضل البريطانيون تصديق الوعود باستعادة استقلاليتهم إزاء بروكسل، ووقف الهجرة من دول الاتحاد الأوروبى والتى كانت المواضيع الرئيسية فى الحملة المضادة، وقرروا الانحساب من مشروع انضموا اليه فى العام 1973 بعد أن رأوا فيه بشكل أساسى سوقا موحدة كبرى، لكن بدون الخوض فى المشروع السياسى.
واعتبر الأستاذ فى معهد لندن للاقتصاد إيان بيج فى حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الشق العاطفى قد انتصر».
ويهدد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبى من جانب آخر، وحدة المملكة المتحدة، إذ أعلنت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا سترجون، أمس، أن أسكتلندا «ترى مستقبلها ضمن الاتحاد الأوروبى»، ممهدة بذلك الطريق أمام استفتاء جديد حول الاستقلال.
وفى أيرلندا الشمالية، دعا «الشين فين» المؤيد للبقاء فى الاتحاد إلى تنظيم استفتاء حول أيرلندا موحدة.
واعتبر وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، أنه «يوم حزين لأوروبا وبريطانيا». ثم أعلنت وزارة الخارجية الالمانية أن وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد سيعقدون اجتماعا اليوم، فى برلين للتباحث فى تبعات الاستفتاء البريطانى، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الوزارة، فى بيان، إن «وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينامير سيستقبل السبت 25 يونيو، وزراء خارجية فرنسا «جان مارك ايرولت» وهولندا «بيرت كوندرز»، وإيطاليا «باولو جنتيلونى»، وبلجيكا «ديدييه رينديرز»، ولوكسمبورج «جان أسلبورن»، لإجراء مشاورات» ومن أجل «التباحث حول قضايا الساعة فى السياسة الأوروبية».