في المقعد الأمامي يجلس بهدوء ووقار، يرتدي الحطة والعقال محاطاً بزملائه الذين يصغرونه بــ 64 عاماً، حريصاً على الانتباه لما يقوله معلمه فالحاج عبد القادر أبو عجمية أكبر طالب ثانوية عامة في فلسطين.
يطمح الحاج عبد القادر البالغ من العمر 80 عاماً من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية للدخول إلى الجامعة ودراسة العلوم السياسية والاقتصاد.
ويقول لـ"هافينغتون بوست عربي" إن هذا التخصص يناسبه لكثرة اطلاعه على الوضع القائم والحياة الصعبة التي تمر فيها فلسطين، وأردف أن هدفه الأساس دخول الجامعة "فالعلم هو من يبني الحياة ويبني البلد ويطورها".
انقطع أبو عجمية عن التعلم ليعود بعد 62 عاماً إليه، يقول "أنا أحب العلم لكن الظروف منعتني من أنا أكمل دراستي أادخل الجامعة وأحقق هدفي، لكن ليس للعلم عمر يمكن أن يمنع طلبه أو السعي إليه
.
ويستدرك قائلاً "حين قدمت أوراقي من أجل العودة إلى المدرسة كان الأمر غريباً بعض الشيء لمسنٍّ في الثمانين من عمره، لكني وجدت تشجيعاً كبيراً من أهلي ومعلمي ومدير المدرسة، حتى كنت الجد والأب لكل من في المدرسة".
كان لزوجته الدور المهم في تشجيعه على المواصلة وتأدية الامتحانات وتهيئة ظروف الدراسة في البيت، تقول الحاجة مريم أبو عجمية "حينما كنت أراه منشغلاً بشيء غير دراسته أذكره بهدفه، وأحاول تهيئة كل الظروف التي تساعده في التركيز والقدرة على الدراسة".
لا يثنيني شيء عن تحقيق مرادي حتى لو لم يحالفني الحظ في امتحانات الثانوية العامة سوف أعيد الكرة مرة ومرات من أجل النجاح، وهذه رسالة لكل شاب يجب أن يكون العلم هو أساس الحياة ولا قيمة لأي شيء دون علم ومعرفة.
ويكرر أبو عجمية عبارة أثيرة لديه "لا تقولوا إن قطار العلم فاتنا، بل في كل مراحل الحياة أبواب العلم والتعلم مفتوحة".
يقول الحاج ابو عجمية إن كثيراً من الجامعات فتحت بابها له من أجل أن يدرس فيها في دول مختلفة ولكنه يفضل أن يبقى في وطنه وبلده، ويعمل على حث الشباب والكبار على العلم، ليدرك الذين تركوا التعلم أن الباب مفتوح وآفاقه واسعة.
huffpostarabi.com