سكر الحمل وتسمم الحمل : حالتان يجب أن تكونى على دراية بهما
سكر الحمل
سكر الحمل هو إصابة السيدة الحامل بارتفاع فى مستوى السكر بالدم بالرغم من أنها لم تكن تعانى من ذلك من قبل. عند الإصابة بمرض السكر، لا يستطيع الجسم تمثيل السكر الموجود بالدم كما ينبغى، وبالتالى يرتفع مستوى السكر فى الدم عن المستوى الطبيعى.
عوامل الإصابة بسكر الحمل؟
نسبة الإصابة بسكر الحمل هى 0.3% على مستوى العالم. من العوامل التى تؤدى إلى الإصابة بمرض السكر أثناء الحمل وجود عامل وراثى بالعائلة سواء من الأب أو الأم بالإضافة إلى البدانة، الحمل فى سن متقدم أكثر من 35 سنة وكذلك إصابة المرأة الحامل بارتفاع فى ضغط الدم، لكن على الرغم من ذلك يمكن أن تصاب المرأة الحامل بالسكر فى عدم وجود أى من هذه العوامل. الآن يتم إجراء تحليل الجلوكوز بشكل روتينى فى الأسبوع ال 26 من الحمل لمعرفة إحتمال إصابة الحامل بسكر الحمل.
ما هى العلامات والأعراض؟
تعتبر زيادة كمية البول وزيادة عدد مرات التبول، بالإضافة إلى العطش الزائد والجوع الزائد من أهم علامات هذه الحالة. من أهم التحاليل التى يجب أن تقوم بها الحامل هو تحليل للكشف عن نسبة السكر فى الدم. يوجد الآن نوع من تحاليل الدم التى لا تستغرق أكثر من ساعة واحدة والتى يمكن أن تظهر إن كانت الحامل عرضة للإصابة بهذه الحالة.
كيف يمكن أن يؤثر سكر الحمل على الحامل وجنينها؟
ارتفاع مستوى السكر فى الدم قد يضر الحامل وجنينها. إذا لم يتم علاج السكر، غالباً ما ستحدث مشاكل عند الولادة. سيكون حجم الطفل كبيراً مما قد يؤدى إلى حدوث مشاكل عند الولادة، وهناك احتمال أكبر لحدوث إصابات إذا كانت الولادة طبيعية. فى الحالات الشديدة، قد يتوفى الجنين فى الرحم بطريقة مفاجئة. إذا كان حجم الطفل أكبر من اللازم، غالباً ما يتم اللجوء لولادة قيصرية، ومن المهم أن تتم عملية الولادة مبكراً.
أما بعد الولادة على عكس ما يظن كثيرون، يتعرض الطفل إلى هبوط شديد بالسكر فى الدم ولذلك يجب أن يوضع الطفل تحت ملاحظة شديدة ويتم إرضاعه وإعطاؤه جلوكوز بعد الولادة. كما يجب أن يتم عمل تحاليل دورية للطفل لتجنب هبوط السكر الحاد.
هل يمكن تجنب سكر الحمل؟
لا يمكن تجنب الإصابة بهذه الحالة ولكن ينصح التغذية السليمة. إذا كان لدى الحامل أحد الأسباب التى ذكرناها مسبقاً والتى تجعلها أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، يجب أن تقوم بعمل التحاليل اللازمة للتشخيص المبكر لهذه الحالة.
كيف يمكن أن تعالج هذه الحالة؟
إذا كان سكر الحمل بسيطاً، يمكن علاجه أحياناً عن طريق التحكم فى التغذية. يمكن أن يُطلب من الحامل تجنب تناول الأطعمة التى تحتوى على السكر المُصَنّع مثل البمبونى، الآيس كريم، التورت، والجاتوهات، وبدلاً من ذلك يمكن أن يُطلب منها تناول الأطعمة التى تحتوى على السكر الطبيعى مثل الفواكه. ولكن فى حالات أخرى يتم معالجة الحامل بجرعات من الإنسولين عن طريق الحقن.
متى يبدأ عادةً سكر الحمل ومتى ينتهى؟
يمكن أن يبدأ سكر الحمل فى أى مرحلة من مراحل الحمل ولكن عادةً ما يبدأ بعد الثلاثة شهور الأولى من الحمل. هذه الحالة تستمر مع الحامل حتى نهاية فترة الحمل وغالباً ما تنتهى بعد الولادة. لكن هناك نسبة ضئيلة من السيدات تبقين مصابات بالسكر حتى بعد الولادة.
تسمم الحمل
تسمم الحمل هو إصابة الحامل بارتفاع فى ضغط الدم وتورم فى الأطراف السفلية، كما يظهر بروتين (زلال) فى بولها بعد الأسبوع العشرين من الحمل.
ما هى علامات وأعراض هذه الحالة؟
فى المراحل المتقدمة من هذه الحالة تكون الأعراض: حدوث زيادة مفاجئة فى الوزن، صداع، تشوش فى الرؤية، تورم فى الأطراف السفلية، تبول بكميات أقل من المعتاد أو عدم تبول على الإطلاق، وألم فى البطن خاصة فى منطقة المعدة. فى غاية الأهمية: التشخيص المبكر من خلال رعاية الأم جيداً قبل الولادة، وولادة الطفل فى الوقت المناسب.
هل هناك سيدات أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة؟
بعض الحوامل تكن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة عن غيرهن. من العوامل التى تجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة: وجود أفراد فى أسرتها يعانون من ارتفاع مزمن فى ضغط الدم، حدوث الحمل فى سن أصغر من اللازم أو أكبر من اللازم، الحمل فى توأم أو أكثر، التدخين، أو أن تكون الحامل مريضة بارتفاع مزمن فى ضغط الدم من قبل حدوث الحمل.
كيف يمكن أن تؤثر هذه الحالة على الأم والجنين؟
هذه الحالة قد تؤدى إلى عدم وصول كميات كافية من الدم إلى المشيمة، وبما أن المشيمة هى التى تمد الطفل بالأكسجين والغذاء، فقد يؤدى هذا الخلل إلى ولادة طفل صغير الحجم، وفى الحالات الشديدة قد يؤدى إلى وفاة الجنين فى الرحم. يمكن أن تؤدى أيضاً هذه الحالة إلى ولادة مبكرة. هناك مضاعفات أيضاً يمكن أن تؤثر على الحامل مثل حدوث تشنجات، أو ارتفاع حاد فى ضغط الدم مما قد يؤدى إلى حدوث نزيف فى المخ ومشاكل فى الكلى. يمكن تجنب هذه المضاعفات عن طريق الرعاية الجيدة أثناء الحمل بما فى ذلك الزيارات الدورية للطبيب وقياس الضغط فى كل زيارة وتحليل البول لاكتشاف وجود بروتين به (خاصةً فى آخر شهرين للحمل)، وكذلك معرفة المريضة بأعراض الحالة حتى يمكن التشخيص المبكر للحالة وعلاجها.
كيف تعالَج هذه الحالة وكيف يمكن الوقاية منها؟
الوقاية دائماً خير من العلاج. لذا من المهم أولاً تعريف السيدات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة. هؤلاء السيدات يجب أن يقمن بزيارة الطبيب للمتابعة أكثر من غيرهن. سوف ينصح الطبيب بإتباع التغذية الصحيحة (تلك التى تحتوى على نسبة عالية من البروتين مع تقليل كمية الملح فى الطعام) وذلك لتجنب ارتفاع ضغط الدم لدرجات أعلى. حسب الحالة، قد يصف الطبيب أدوية قد تساعد على تجنب مضاعفات ضغط الدم المرتفع أكثرها شيوعاً جرعات بسيطة من الأسبرين وفى الحالات الحادة يمكن أن يصف الطبيب أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم. فى الحالات البسيطة، يمكن السماح باستمرار الحمل حتى 38 أسبوعاً. أما فى الحالات الحادة، يكون من الضرورى توليد الأم سواء عن طريق حث المخاض أو بولادة قيصرية (بعد ضبط ضغط دم الأم وبغض النظر عن مدة الحمل).
متى تبدأ هذه الحالة أثناء الحمل ومتى تنتهى؟
تبدأ هذه الحالة عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل وبما أنها مرتبطة بالحمل، ستنتهى مع نهاية الحمل. قد لوحظ أن فى بعض الحالات يستمر ارتفاع ضغط الدم حتى بعد الولادة، ولكن فى معظم الحالات يرجع ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية (كما كانت قبل الحمل) بعد الولادة، ولكن يوجد احتمال أن تظهر هذه الحالة فى الحمل التالى.
منقول