أكدت كوريا الشمالية صحة تقارير استخبارات الشطر الجنوبي ومؤسسات الرصد الأميركية عن تحضير بيونج يانج تجربة أول قنبلة هيدروجينية، ولم يكذبهم الزعيم الكوري كيم جونغ أون، بقوله: "لقد استطعنا أن نصبح دولة نووية كبرى، قادرة على حماية استقلالها وكرامتها الوطنية بقوة ضربات القنابل النووية والقنابل الهيدروجينية".
بعد إعلان كوريا الشمالية اليوم عن تجربتها باختبار جهاز هيدروجيني مصغر وهي أول تجربة عملية عن القنبلة الهيدروجينية التي أحدثت انفجارًا هائلًا في كوريا الشمالية وأحدثت زلزالًا هناك.. تقدم "رصد" لقرائها أبرز الفروق الجوهرية بين القنبلتين الذرية والهيدروجينية:
طريقة الصنع
تُصنع القنبلة الهيدروجينية، استنادا إلى تفاعلات كيميائية معقدة، تعتمد في الأساس على تحفيز الاندماج النووي بين نظائر كيميائية لعنصر الهيدروجين، وينتج الاندماج النووي طاقة وحرارة تفوق بمراحل الطاقة الناجمة عن الانشطار النووي، أساس صنع القنابل النووية العادية.
مما يجعل تجربتها خطرا على الدول المجربة نفسها، ويؤدي الاندماج النووي إلى إنتاج عناصر ثقيلة من أخرى أخف، وتعد الاندماجات النووية المصدر الرئيسي للطاقة التي تنتجها الشمس، وتقدر القوة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية بنحو ألفي ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناجازاكي في اليابان.
أما القنابل الذرية فتعمل بمبدأ الانشطار الذري، القائم على انشطار أنوية الذرات، وتنتج الطاقة أثناء الانشطار المستمر في الذرات، وتعمل القنبلة الهيدروجينية على مبدأ الاندماج الذري، حيث تندمج أنوية الذرات، وهي أقوى القنابل المعروفة ووقودها الأساسي هو الهيدروجين وتشبه كثيراً ما يجري في الشمس من تفاعلات، التي هي الأساس في إنتاج الطاقة.
سبب التسمية
القنبلة الذرية تسمى بـ"الانشطارية"، حيث تنتج من انشطار عنصر انشطاري، ويعتمد على مادة "اليورانيوم 235" أو "البلوتونويم 239".
مادة اليورانيوم يوجد في نواة كل ذرة منها 143 نيترون، حيث إن ذرات تلك المادة غير ثابتة فإن إضافة بعض النيترونات إلى نواتها يؤدي إلى تغير ملحوظ في استقرارها يتسبب في انشطار كل ذرة إلى ذرتين، يكون وزن كل واحدة منها أقل من وزن الذرة الأساسية.
أما القنبلة الهيدروجينية؛ فتسمى بـ"الاندماجية"، حيث إنها تنتج من اندماج طاقة الهيدروجين وتحوله إلى هيليوم، مثل ما يحدث مع أشعة الشمس، فتنتج حرارتها من اندماج الهيدروجين، ومنها: "قنابل الاندماج النووي" أو "القنابل الحرارية".
قوة التدمير
القنبلة الذرية تستطيع تدمير مدن، فبها كتلة أقل كمية من المادة القابلة للانفجار، والتي تكون كافية لإحداث سلسلة ردود الفعل الانشطارية تسمى بالكتلة الحرجة، وهي كتلة يمكن الحصول عليها من بضعة أرطال من مادة "اليورانيوم المخصب 235".
أما القنبلة الهيدروجينية فتحتاج إلى درجة حرارة عالية جدا للاندماج، فغالبا تدخل القنابل الذرية في مكوناتها، لتوفير طاقة حرارية تصل إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية تقريبا لتوليد التأثير القوي لها.
النتائج
نتائج القنبلة الهيدروجينية، أكثر مئات المرات من القنابل الذرية العادية، بسبب أن كمية الطاقة المنطلقة نتيجة الاندماج في خليط من "الديوتيريوم" و"التريتيوم" يعادل أضعاف كمية الطاقة الناتجة من انشطار نفس الوزن من "اليورانيوم"، يصل إلى 60 كيلومترا من مكان الانفجار، وقد تؤدي إلى مقتل 500 ألف مواطن، فهي قد تستطيع تدمير العالم.
ردود الفعل الدولية
وفي الوقت الذي يرى فيه خبراء الغرب أن بيونج يانج ما زالت بعيدة جدًّا عن إمكانية إنتاج قنبلة نووية حرارية، إلا أنهم منقسمون بشأن قدرتها على صنع أسلحة ذرية صغيرة، وهي مرحلة أساسية في إنتاج الرؤوس النووية، وفي حال ما إذا كانت التجربة المُعلن عنها لقنبلة هيدروجينية أو غيرها، فإن هذا الاختبار النووي الرابع لكوريا الشمالية يشكل تحديًا صارخًا لأعدائها وحلفائها على حد سواء، فقد حذرها حلفاؤها من أن ثمن مواصلتها لبرنامجها النووي سيكون باهظًا جدًّا.
ولم تمنع العقوبات الدولية بيونج يانج من القيام بتجربة نووية رابعة ستثير ردود فعل أقسى هذه المرة على الأرجح، حيث كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وصف في عام 2014 كوريا الشمالية بأنها “دولة مارقة”، واعدًا بـ“فرض عقوبات أقسى عليها إذا أجرت أي تجربة نووية جديدة”.
وبعد الإعلان عن التجربة الأخيرة، انتقدت الولايات المتحدة ما أسمته بـ“الاستفزازات الكورية الشمالية”، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت بيونج يانج قد أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية أم لا.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض نيد برايس، في بيان، إنه “لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حاليًّا، لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولية، وندعو كوريا الشمالية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية”، مضيفًا أن الولايات المتحدة سترد بشكل مناسب على كل الاستفزازات الكورية الشمالية، وأعلن أن مجلس الأمن يعقد اجتماعًا بشأن التجربة النووية الكورية.
وفي طوكيو أدان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التجربة، معتبرًا أنها تشكل تحديًا خطيرًا لجهود العالم الهادف إلى الحد من الانتشار النووي، وتهديدًا جديًّا لليابان. كما أدانت سيول بشدة التجربة النووية، معتبرة أنها تحدٍّ خطير للسلام العالمي، مؤكدة أنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لمعاقبة بيونج يانج.
rassd.com