كتبت أصوات مصرية
اندلع نقاش حاد في عالم الأثريات العام الماضي، إثر تداول أنباء تفيد باحتواء مقبرة الفرعون توت عنخ آمون على غرف خفية ربما تحتوي على بقايا وثروات الملكة نفرتيتي. وذكرت صحيفة الجارديان إن هذه الرواية تضمنت كل عناصر الاثارة "جدرانا زائفة، وكنزا مدفونا، مومياء واحدة على الأقل وأملا جديدا لصناعة السياحة المتعثرة في مصر".
إلا أن الصحيفة قالت، في تقرير نشر على موقعها الإكتروني، إن هناك مشكلة واحدة تقف أمام الكشف، وهى أنه "إعلان لا أساس له من الصحة". ولكن علماء قالوا إن الحكومة المصرية تخفي الأدلة الجديدة التي تدحض هذه النظرية.
كان وزير الآثار المصري السابق ممدوح الدماطي أعلن في نوفمبر الماضي إنه متأكد بنسبة 90% أن المسح الراداري لما وراء جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون أظهر وجود غرفة غير مكتشفة، الأمر الذي أضاف ثقلا للنظرية التي طرحها عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز بأن المقبرة هي أيضا موقع دفن جثمان الملكة نفرتيتي التي يعتقد بشكل كبير أن تكون زوجة والد توت عنخ آمون.
وأجرى هذا العام مسح ثان باستخدام تكنولوجيا متقدمة لردار يخترق طبقات الأرض، رتبته الجمعية الجغرافية بلندن، التي قالت إنها أرسلت تقريرها إلى وزارة الآثار المصرية، لكن الوزارة لم تكشف عن النتائج، ما أثار الشكوك في أنها تدحض النظرية الأصلية، وتسبب في "تشاحن سياسي في القاهرة" بحسب الصحيفة.
وأجريت تعديلات وزارة على حكومة شريف إسماعيل في مارس الماضي، وحل خالد العناني محل الدماطي.
ونقلت الصحيفة عن دين جودمان، جيوفيزيائي من كاليفورنيا، قام بتحليل بيانات من الفحص الراداري الجديد، قوله إنه لن يتمكن من التعليق على نتائج البيانات نظرا لاتفاق "عدم الإفصاح" الذي ابرمه مع جمعية ناشونال جيوجرافيك، لكنه كان قد صرح في في وقت سابق لموقع ناشيونال جيوجرافيك أنه "لا توجد غرفة جوفاء عثر عليها". وأضاف "إذا كان لدينا فراغ، فسيكون لدينا انعكاس قوي (لموجات الرادار) ولكن ذلك لم يحدث. بيانات الرادار غالبا ما تكون متحيزة... من الجيد أن تكون لدينا في مثل هذا الموقع المهم نتائج واضحة ومقنعة".
وقالت المتحدثة باسم الجمعية الجغرافية إن "نتائج عمليات المسح التي قامت بها ناشيونال جيوجرفيك ونظرية جودمان قدما إلى وزارة الآثار المصرية. وينبغي توجيه أي أسئلة حول هذه النتائج للوزارة".
ورغم ذلك لم تكن هناك إجابة حتى يوم الخميس من المكتب الصحفي للوزارة، سواء عن طريق التليفون الأرضي أو البريد الإلكتروني. كما لم تكن هناك استجابة لطلب الحصول على تعليق من ريفز.
وقال لورانس كونيرز، وهو أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة دنفر ومؤلف كتاب الرادار المخترق للأرض، "ناشيونال جيوجرافيك جمعت مجموعتين من البيانات واستخدموا أحدث المعدات مع هوائيات مناسة. وقاموا في أول الأمر بمسح جدار كانوا يعرفوا أن فراغا يوجد خلفه واستخدموه كنموذج، فهم كانوا يعرفون ما كانوا يبحثون عنه.
"وقاموا بإجراء مسوح عدة لكل شبر من الجدار - ومن وجهة نظري - ليس هناك أي دليل على وجود مساحة فارغة ".
ونقلت الصحيفة عن عالم آخر مطلع على المسألة قوله "ما أفهمه هو أن المصريين في حالة إنكار بشأن هذا الموضوع. هم فزعون وأصبح الأمر مسمم سياسيا. حين تجد نفسك في وسط وضع يتم فيه ابعاد الناس بسبب موقفهم من ذلك، يجب على العلماء أن يتراجعوا وأن يدعوا السياسة تأخذ مجراها".
وزاد التفاؤل في باديء الأمر بالعثور على غرف خفية في القبر بعد المسح الراداري الذي قام به الأخصائي الياباني المخضرم، هيروكاتسو واتانابي. ويجري التدقيق في هذه النتائج بحسب الصحيفة، خاصة بعد رفض واتانابي كشف البيانات الخام التي بنى عليها استنتاجاته.
وقال واتانابي لموقع ناشيونال جيوجرافيك في مؤتمر عقد في القاهرة مؤخرا إنه بعد أكثر من 40 عاما في هذا المجال، وضع لمسات خاصة على معداته تجعل بياناته غير قابلة للقراءة لدى الآخرين.
وأضاف "أشعر بالحزن عندما يقول شخص ما أنه يريد التحقق من البيانات، مؤكدا صحة بياناته "أنا واثق من البيانات الخاصة بي تماما."
aswatmasriya