بعد تساقط مستشاريه.. الحرس الثوري ينهار مجددًا في سوريامن جديد ازداد تساقط قتلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وازدادت الهزائم العسكرية للمقاتليه، آخرها مقتل 13 مستشارًا من الحرس الثوري وإصابة آخرين في معارك مع المعارضة السورية المسلحة بريف حلب الجنوبي. فطهران التي حاولت التعتيم منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، على قتلاها، لم تستطع مؤخرًا التمادي في ذلك، بعد تزايد مقتل المئات من أبرز قاداتها، وبدأت تظهر في العلن حجم الخسائر التي ألحقتها قوى الثورة السورية بحق الآلة العسكرية الإيرانية.
استمرار نزيف قتلى إيران وتساقط أوراقهم في سوريا، كشف قدرات طهران الميدانية بالحرب البرية الدائرة الآن، أمام قوى الثورة السورية، وكسر الهالة الكبيرة للحرس الإيراني الذي يتباهى باحتلال العواصم العربية، ويصنع القرار بها، كما الحال في لبنان والعراق.
المعارضة المسلحةوفي الأيام الأخيرة، أعلنت إيران عن خسارتها 13 مستشارًا من الحرس الثوري وإصابة آخرين في معارك مع المعارضة السورية المسلحة بريف حلب الجنوبي، بينما اعترف حزب الله اللبناني قبل يومين بفقدان مجموعة من المقاتلين في الريف الحلبي.
وأقر مسؤول في الحرس الثوري بمقتل 13 مستشارًا عسكريًا من ضباط الحرس وإصابة 21 آخرين بجروح بعضها خطيرة، خلال معارك جرت ببلدة خان طومان الاستراتيجية التي تبعد مسافة 15 كلم جنوب غربي مدينة حلب.
ويعتبر سقوط هذا العدد من ضباط قوات الحرس الثوري وعناصر الميليشيات المقاتلة معها يعد أكبر خسارة بشرية مُنِيت بها طهران منذ التدخل العسكري لها في سوريا لحفظ نظام بشار الأسد.
المرصد السوريوقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إنَّه تأكد من خلال مصادرة الميدانيين من مقتل عشرين إيرانيا بينهم 13 مستشارًا، وأضاف أنّه قتل أيضًا في معارك ريف حلب الجنوبي ستة من حزب الله و15 عسكريا أفغانيا شيعيا.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، ينحدر جميع المستشارين الإيرانيين من مازندران (شمال إيران) وفق ما قاله المتحدث باسم الحرس الثوري بهذه المحافظة حسين علي رضائي لوكالتي أنباء "فارس" والطلابية الإيرانية (إيسنا).
المفكر السياسي الأردني نصري حسين كساب قال: إن الحرس الثوري الإيراني ينهار في سوريا، فقتلاهم بالمئات وليس 13 أو 17 ، مضيفًا أنَّ حلب لن تهزم رغم المؤامرات التي تحاك ضدها.
وأوضح السياسي الأردني لـ"مصر العربية" أن ما يحدث بحلب هو كر وفر وليس من مصلحة الثوار المسك بالأرض، فحلب 18000 كيلو متر مربع، وبالتالي تحتاج لدخولها جيوش ومحاصرتها مستحيلة، كما أنَّ بيوت حلب مملوءة بالسكاكين، قائلا: "غدر العرب والعجم يذبح أهل حلب.
وتابع: "إيران لن تتراجع في دعم الأسد رغم تزايد قتلاهم، فإيران تسير وفق مبدأ إما قاتل أو مقتول، ولذلك استثمرت لمخططها في المنطقة، متسائلا: كيف تنسحب ويدعون بأن لديهم جوازات سفر "للرعاع" لدخول الجنة.
وأنهى كساب كلامه، انتظر افتعال معركة مع إسرائيل في الأيام المقبلة من خلال غزة وحماس والجهاد.
البحث عن انتصارالناشط الإعلامي السوري أحمد المسالمة قال: إن أهم أسباب انهيار مقاتلي الحرس الثوري في المعارك الأخيرة، جاء بسبب بحثهم السريع عن أي انتصار يحفظ ماء وجههم.
وأوضح الناشط الإعلامي والمعارض السوري في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" أنَّ عدم معرفة جنود إيران بطبيعة الأرض وجغرافيا المنطقة وأيضًا الزجّ بعناصر غالبيتها من المرتزقة وكثافتهم العددية بالمعارك الأخيرة أوقع غالبيتهم.
وتابع: الحرس الثوري يقاتل عن مصالح وعن إثبات وجود وليس عن قضية، مشيرًا إلى أنَّ النظام الإيراني وحزب الله تلقى ضربات موجعة من ثوار سوريا، قائلا: الكثير من الضربات كل يوم تستقبل الضاحية الجنوبية ببيروت أعداد من القتلى الإيرانيين بسوريا، وكل يوم تطالعنا وكالات أنباء إيران بأسماء جنرالات لهم.
وأشار إلى أنَّ أكثر الضربات الموجعة هي بالأيام القليلة الماضية بجبهات حلب، حيث قتل منهم أعداد كبيرة ووصل إلى ضاحية بيروت الجنوبية سيارات تحمل جثث لحزب الله اللبناني.
وأضاف أن إيران إذا سقط الأسد سترحل مع سقوطه، وقد تبقى لأشهر تقاتل حتى تنسحب، أما مع استمرار الأسد فإيران موجودة رغم تقويض وجودها بتواجد الروس، ولكنها ستبقى طويلا لأنها استملكت وتمكنت بالأرض وخصوصا بمحيط ووسط دمشق.
وبحسب "فردا نيو"، فإن "عدد القتلى الإجمالي لقوات إيران وحلفائها بلغ 80 شخصًا أغلبهم من ميليشيات "فاطميون" الأفغانية وعناصر حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى مقتل 17 ضابطا وجنديا، وجرح 21 منهم بإصابات خطيرة".
من جهتها، حذرت قيادة الحرس الثوري في بيانها من عدم تداول أخبار المعارك في سوريا، وعدم نشر ما وصفتها بـ"الإشاعات" حول عدد القتلى وأسباب سقوط العدد الكبير من العسكريين.
قتلى إيرانوطالب البيان وسائل الإعلام ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بعدم نشر أخبار القتلى الإيرانيين في حلب"، حفاظا على الهدوء في المجتمع".
كما جاء في البيان أن "قوات المعارضة السورية تستخدم الأخبار من أجل إكمال معلوماتها حول حجم الخسائر في الجبهات"، محذرًا من نشر الأخبار حول مشاركة القوات الإيرانية في الحرب في سوريا من "المصادر غير الرسمية".
نشرت وكالات ومواقع إيرانية أسماء 13 من القتلى وهم كل من رحیم ?ابلي و جواد دوربین ورضا حاجي زاده وحسین مشتاقي وعلی عابدیني وجواد بریري ومحمد بلباسي وبهمن قنبري وحسین جمشیدیان ورضا طاهر ومحمود رادمهر وحسن رجائی فر وسعید ?مالي وسید جواد أسدي.
من جهتها، حمّلت إيران، تركيا، مسؤولية مقتل ما بين 20 إلى 50 جنديًا من الحرس الثوري الإيراني في كمين نصبته فصائل المعارضة السورية، خلال معارك شهدتها منطقة "خان طومان الأخيرة.
وادّعت وكالة "تسنيم" الإيرانية، شبه الرسمية: إن فصائل المعارضة السورية المسلحة شكّلت غرفة عمليات مشتركة بدعم تركي مباشر، مشيرة أن هذا الدعم بدا واضحاً من خلال الخطوة التي أقدمت عليها تركيا بعد أن فتحت معبراً سرياً بطول 2 كيلومتر، بدل معبر باب السلامة"، على حد قولها.
ويقاتل في سوريا عدد من الميليشيات الطائفية من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان وغيرهم بقيادة ضباط إيرانيين إضافة إلى وحدات عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني.
اضطهاد سنة سورياولجأت إيران في الفترة الأخيرة في الاعتماد على الفتاوى الدينية لحث الجنود الإيرانيين على التوجه لمقاتلة سنة سوريا.
وتشير المصادر إلى أن أهم الميليشيات التي تخوض الحرب إلى جانب قوات الأسد هي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والعراقي ولواء أبو الفضل العباس وحركة النجباء ومنظمة بدر، وذلك بالتزامن مع الدعم الجوي لسلاح الجو الروسي.
ولقيت الميليشيات الطائفية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد مع احتدام المعارك في ريف حلب الجنوبي التي يقودها ضباط إيرانيون.
وتدور في سوريا معارك واشتباكات مسلحة وأعمال عنف منذ قرابة الخمس سنوات بين قوات بشار الأسد، والمعارضة السورية، والعديد من المجموعات المسلحة، والتي أسفرت تلك المعارك عن مقتل قرابة 400 ألف قتيل، إضافة إلى نزوح الملايين من السوريين داخل سوريا ولجوء مثلهم خارجها.
المصدر : masralarabia