فاز مرشح حزب العمال البريطاني صادق خان، الجمعة 6 مايو/أيار 2016، بمنصب عمدة العاصمة البريطانية لندن، بعد تغلبه على منافسه المحافظ المليونير زاك غولدسميث، ليكون أول مسلم في أوروبا يتبوأ هذا المنصب.
وحصل خان على المركز الأول بنسبة 44% وجاء غولدسميث في المركز الثاني بنسبة 35% بحسب صحيفة الغارديان البريطانية
وكانت استطلاعات الرأي قد اعطت صادق خان (45 عاماً) تقدماً بأكثر من 10 نقاط على منافسه المحافظ المليونير زاك غولدسميث بالامس.
وسيخلف صادق خان النائب عن حي شعبي في جنوب لندن، رئيس البلدية الذي يحظى بشعبية بوريس جونسون (حزب المحافظين) ويصبح أول رئيس بلدية مسلم لعاصمة غربية كبرى.
وحول هذه المسألة قال "أنا فخور بأنني مسلم".
لكنه أضاف "أنا لندني، أنا بريطاني (..) لدي أصول باكستانية. أنا أب وزوج ومناصر لنادي ليفربول منذ زمن طويل. أنا كل هذا".
تابع "لكن العظيم في هذه المدينة هو أنك تستطيع أن تكون لندنياً من أي معتقد أو بلا معتقد، ونحن لا نتقبل بعضنا فقط، بل نحترم بعضنا ونحتضن بعضنا ونحتفي ببعضنا. هذه إحدى المزايا العظيمة للندن".
إلا أن زاك غولدسميث (41 عاماً) النائب عن حي ريتشموند السكني حاول على مدى أشهر ربط خان، المدافع السابق عن حقوق الإنسان، بالمتطرفين الإسلاميين، الاتهام الذي كرره رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الأربعاء أمام البرلمان.
حملة ضد حزب العمال
لكن محللين يعتبرون أنه في مدينة تعد 30% من غير البيض ومعروفة بالتسامح والتنوع الثقافي قد تترك هذه الاستراتيجية أثراً عكسياً.
وتركت مسألة انتمائه الديني عدداً كبيراً من الناخبين الذين سألتهم الوكالة الفرنسية آراءهم غير مبالين، بمن في ذلك أعضاء الجالية المسلمة.
وقال كوروز زومان، الطباخ المسلم (57 عاماً) إنها "مسألة لا تحدث أي فرق". وأضاف "أيا يكن اسم الشخص الذي سينتخب، فإن ما نريده هو أن يفي بوعوده".
وفضلت لين كالاكو (28 عاماً) أن تتحدث عن المسيرة الاستثنائية لصادق خان، ابن سائق الحافلة المهاجر، الذي قد يتحكم في مصير واحدة من أكبر مدن العالم. وقالت "صادق خان ناضل، وعائلته ناضلت... وسيناضل على الأرجح بمزيد من القوة ليجعل من لندن مدينة يسودها مزيد من العدالة".
وكتب توني ترافرس الأستاذ في معهد لندن للاقتصاد في صحيفة "إيفنينغ ستاندرد"، "لا يمكن القول أن الأمور محسومة" مضيفاً أن نسبة المشاركة ستكون حاسمة.
وقال "كلما كانت أضعف، كلما كان ذلك في مصلحة زاك غولدسميث".
حل مشاكل العاصمة
ووعد المرشّحان بمواجهة المشاكل الملحة للعاصمة التي ارتفع عدد سكانها بحوالي 900 ألف نسمة خلال ثمانية أعوام ليصل إلى 8,6 ملايين وفي مقدمها، ارتفاع أسعار المساكن ووسائل النقل المكتظة والتلوث.
وأحد أبرز الفروقات بينهما يتعلق باستفتاء 23 يونيو/ حزيران حول مكانة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وفيما يدعو غولدسميث إلى الخروج من الاتحاد، ينادي منافسه بالحفاظ على الوضع الراهن
هافينغتون بوست عربي