كان عمري اثني عشرة سنة لمّا انفجر خبر سجن الجارة صحبة حبيبها ....كانت امرأة متزوجة .. ربّة بيت وأم لأربعة أطفال ولا غبار البتة على سلوكها .. وكان شابا حديث العهد بالزواج ...ولست أدري متى بدأت قصة الحب هذه أقبل زواجه أم بعده ؟...فهو بمجرد زواجه وشت به عروسه إلى الأمن فألقي القبض عليهما وزُجّ بهما في السجن
شهدت زوجته ضدّه وأبى زوج الجارة أن يفعل ...ووقع إيقاف هذا الأخير على ذمة التحقيق لانتزاع شهادته لفائدة شكوى زوجة المتهم إلّا أنه لزم الصمت ...وتوفّي الرّجل أثناء التحقيق ولا أدري كيف حدث الأمر لكن بعض الهمس يقول الكثير .. ويقال أيضا إنه كان يعاني من مرض قديم
يوم دفنه وقبل الخروج به من بيته أتت سيارة الأمن تحمل زوجته وهي مقيدة اليدين يحرسها رجال الشرطة ...اقتربت المرأة من الجسد المسجى وانحنت عليه قبلت جبينه وسمعتها تقول : سامحني يا سي (.......).
وتوالت الجلسات القضائية كانت تحضر فيها الجارة المتهمة وكذلك حبيبها وتعجّ قاعة المحكمة بالأجوار والجارات ...كلنا تابعنا سير القضية ما بين ناقم ومتعاطف
حكمت المحكمة بسجنهما وطلبت زوجة المتهم الطلاق وحصلت عليه وحصلت على حكم بالتعويض المادي.
وإثر خروجهما من السجن تزوجا مباشرة ...وكان قد خسر وظيفته وصار يشتغل عاملا يوميا أما هي فما كان منها إلا أن اقتحمت سوق الشغل لمساعدته على مصاعب الحياة و على دفع نفقة الزوجة السابقة والتعويض المادي لها .....
طوى النسيان هذه القصة إلى أن رأيتهما ذات يوم معا وقد صارت عجوزا وصار شيخا ورأيت الحب ثالثهما لا يزال شابا يافعا
نسيمة الهادي اللجمي
صقاقس ... تونس