لحد زمن قريب كان مكان الطفل كتّاب القرية ،ومنه للأزهر الشريف على أمل يكون فى المستقبل أحد مشايخه العظام ،وعلى وجه الخصوص الأطفال المكفوفيين وده اللى حصل مع "سليمان الجوسقى" المولود في القرن الـ 18 في قرية "جَوْسَق" التابعة لمركز بلبيس في محافظة الشرقية ومن كتّاب القرية للأزهر ..
شخصيته الودودة وحب زملائه المكفوفيين مهدوا له الطريق فى تنظيم امورهم وإقامة إمبراطورية إقتصادية للمكفوفيين فى ربوع مصر. جمع منهم الفائض من أموالهم ،وأنشأ لهم المطاحن والمخابز كفلت لهم عيشة كريمة وقال عنه الجبرتى: "وسار فيهم – المكفوفين - بشهامة وصرامة وجبروت وجمع بجاههم أموالًا عظيمة وعقارات". ولما قامت ثورة القاهرة الأولى 1798 لجأ كتير من العامة لبيت سليمان الجوسقى طلبا للحماية من بطش الفرنسيين فخطب فيهم وقال : «انكم بشر مثلكم مثلهم، فاخرجوا اليهم فإما أن تبيدوهم أو يبيدوكم تحصّنوا وتسلّحوا بكل ما يقع تحت أيديكم من أنواع السلاح، من الحجارة والعصيّ والسكاكين والفؤوس » ونظم الجوسقى جيش من المكفوفيين لمقاومة الإحتلال و كان بيرسل أتباعه للوقوف قدام حانات الخمور بحجة التسول ويرددوا "لله يامحسنين" وأثناء إحتكاكهم بالجنود الفرنسيين السكارى يطعنوهم ويجروا وصل خبر الجوسقى وجنوده المكفوفيين لنابليون وعرف إنهم ورا إغتيالات الجنود الفرنسيين فأمر بالقبض عليه وأثناء التحقيق معاه أغراه بـ حكم مصر فأظهر الجوسقى موافقة على العرض ومد نابليون إيده لمصافحة الجوسقى وبمجرد ما أمسك الجوسقى إيد نابليون بإيده اليمين رفع الجوسقى إيده الشمال وصفع بونابرت صفعة قوية وقال: " معذرة يا بونابرت هذه ليست يدي .. هذه يد الشعب"، فجن جنون نابليون وأمر بقتل الشيخ الكفيف وإلقاء جثته في النيل وفى السجن بدأ التحقيق والإتهام والإهانة ورغم الإدانة لم يعدم ومات بعدها بشهور فى سجنه.
منقول