الأدباتية ..فن شعبي مصري يشيع البسمة

ثقافة شعبية: الادباتية.. فن شعبي مصري يشيع البسمة

علي حمود الحسن
الشعوب التي تمتلك عمقا حضاريا، تنتج فنيا مبدعا، حتى في فترات كمونها، او اطوار انحطاطها، ففي مصر”ام الدنيا “ وبالتحديد في اوائل القرن الماضي طائفة من الفنانين الصعاليك، يستجدون الناس في الطرقات وفي المحافل العامة، المقاهي

الساحات، المسارح، وهذه الطائفة تتكون من اثنتين الى خمسة افراد يتحلون بالخنفة، ورشاقة الحركة، وغرائبية المليس، فهم في مظهم الخارجي اقرب الى المهرجين، حتى ان بعض الباحثين يؤكد ان هؤلاء يصبغون وجودهم بالاصباغ، وهم يؤدون وصلاتهم شعرا، نكاتا، قفشات، وحكايات ذات ايقاع احيانا يوقعون وينقرون على طبل صغير..يقول الاستاذ احمد تيمور باشا الاديب والباحث، ومؤلف معجم العامية المصرية العتيد، ان هذه الطائفة الهزلية، هي اقرب الى الشعراء الهزليين الذين نشأوا في قرية”فودي فير “ من قرى نورمانديا شمالي باريس، وكانوا يتغنون بمقطوعات من الشعر قصيرة التفاعيل،والذي اصبح يطلق عليه فيما بعد”بالفودفيل “ وقد سماهم تيمور”بالادباتية “ وهؤلاء يعرفهم الناس جميعا في القرى وفي المدن ولا يوجد احد في في مصر، لا يعرف او يحفظ عنهم شيئا، مقطوعة، قفشة، حكاية، وهؤلاء لا احد يعرف شيئا عن بداية ظهورهم، وهذا حال الفنون الشعبية، ولم يدون للأسف احد، مقطوعاتهم، مضاحكهم، ويبدو مثلما يقول الشيخ المفكر والصحفي المصلح عبدالله النديم”ان نشأة هؤلاء هي ثمرة من ثمرات تلك الطبيعة الضاحكة الساخرة، للشعب المصري “ ومن الاساليب التي يستخدمها”الادباتية “ هي معارضة القصائد المشهورة في ديوان الشعر العربي، بطريقة مقلوبة من حيث المعنى والدلالة:
يقول الشيخ عامر الابنوطي:
أناجر الضان ترياق من العلل
وأصحن الرز فيها منتهى املي
وهو يعارض لامية الطغرائي المشهورة التي مطلعها:
أصالة الرأي، صانتني عن الخطل
وحلية الفضل زانتني لدى العطل
او قول الزجال المرحوم حسين شفيق: وهو يعارض قصيدة ابو نواس فان اللوم اغراء:
دع عنك لومي
وداوني بالتي هي الداء
حيث قال ساخرا:
من كف صراف ينك لا يجود بها
إلا لمن باسمه في البنك امضاء
من اللواتي عليها رسم مئذنة تعود بها الى العيان عفياء
وهكذا نشأت هذه الطائفة في مصر، احترفت اضحاك الناس والترفيه عنهم، والادباتية يؤدون فنهم جماعة، من اثنين فأكثر يبدأ شيخهم بالغناء فيردون عليه، وهم نقدة قهرة، للكثير من الظواهر والعيوب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويمكن تشبيه عملهم انذاك، بما يؤديه رسام الكاريكاتير في ابراز الملامح وتضخيم المفارقات، فهؤلاء في عملهم اقرب الى عمل المثولجست.
لذا فمن الخطل النظر الى فن الادباتية، نظرة استخفاف او ازدراء فهم اقرب الى المصلحين منهم الى المهرجين...ربما هذا يفسر ان الكثير من زجالي مصر الكبار قد اكتشفوا مدى اتساع شعبية هؤلاء الفنانين، فراحوا يغذون الادباتية بأزجالهم، مما ساهم في تعميق وجدية نقدهم للكثير من الظواهر والعيوب، التي يعج بها المجتمع انذاك، ويكفي ان الشيخ عبدالله النديم، وبيرم التونسي، وحسين شفيق المصري، ويعقوب ضوع قد مدوا الادباتية بأزجالهم..
ومن الطريف ان مناظرة كبيرة حصلت بين الشيخ عبدالله النديم الصحفي والمفكر والمصلح، شيخ الادباتية، وقد حضرها الالاف من الناس، وقد كانت الغلبة للشيخ النديم، وهذه بعض المقاطع الشعرية من هذه المناظرة إذ يقول شيخ الادباتية:
القصد منك يا نديمتا
تعمل زجل هيله بيله
الا انت دلوقت غريمنا
قصدي اصرفك بالقلقيلة
وان كنت تجهل تغريمنا
اسال عنا
اوعا تعيب في تكليمنا
وحذر منا
احسن اوديك لعظيمنا
يشيلك الفين شيله
يرد عليه الشيخ عبدالله النديم قائلا
انت صغار لسه نونو
وفي الزجل منتش مجدع
اتبع نديم تلقى فنونو
تاتيك من المعنى الابدع
اما عظيمك وضونو
..ياكل نفسه
وان كان يعارض بمجونو
يطلب عكسه
لان فني وشجونو
لكل متعنتظ يردع
اخيرا الادباتية لون جميل ومؤثر منالوان الفن الشعبي المصري. والذي كان بحق اذاعة جوالة، تنشر البسمة وتزيح الهم.

المصادر:
*تراجم اعيان القرن الثالث عشر للاستاذ المرحوم احمد تيمور.
*الوان من الفن الشعبي محمد فهمي عبد اللطيف.
*لقاء تلفزيوني مع الشاعر المصري الكبير احمد فؤاد نجم.

المصدر جريدة الصباح

لكنني أتحفظ على لفظة صعاليك

لأن انتاجهم إن اعتبر أدبا فلا يعد هذا الفنان صعلوكا

فقد أدى ما يحب بطريقته ليوصل فكرة معينة للناس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع شيق شيق شائق ....وجهد فائق فائق

وفقكِ الله يأختنا الكريمة لمزيد من التقدم والرقى

الأدباتية ..فن شعبي مصري يشيع البسمة 0034

[img:8a3a]http://www.althkra.net/pic/ep/32[2.gif[/img:8a3a]

أستاذي راجي عفو ربه

متعك الله بالعافية في الدنيا والآخرة على هذا المرور

دمت ودام قلبك بخير

وترنا السعيدة

لوجودك بهجة وروعة

تعلن عن روح طيبة تحمل هذا الاسم

دام قلبك بخير

المتألقة ريما

جولة راقية اخذتينا فيها الى عبق الماضي وابيات رائعة ما زلنا نسر لسماعها

دمت كما انتِ رائعة

ودي وتقديري

الجواد البري

كلماتك الدافئة تملأ الموضوع بالروعة

دمت ودام قلبك بخير

مرسي ريما علي الموضوع ده
واللي فتح عنيا علي نوع من الشعر مش كنت عرفاه

dinamet

العفو أستاذي

وشكرا لتشريفك الموضوع

» البسمة الصفراء
» البسمة والدين والعلم
» سى إن إن: الزمالك أعاد البسمة لجماهيره بعد معاناة 5 سنوات
» "أحمد رجب ضحكة مصر".. كتاب يكشف الوجه الآخر لصانع البسمة
» أهــل النـوبـة .. تراث شعبي عريق