عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: اللغة: انحرافات .... ودلالات 30/3/2009, 04:01 | |
|
اللغة: انحرافات .... ودلالات
كتب الأربعاء 8/10/2008 أنور محمد ناصر الجبر كاتب وأديب كويتي يختار محوراً مهمَّاً في النقد الأدبي,فيقيم عليه بحثه الذي يرى فيه أنَّ ظاهرة(الانحراف الأسلوبي) وهو في اللغة وفي الشعر خاصّةً كما يُعرِّفها- الميْلُ عن الطريقة التي يُنظَّم فيها الشعر عادة,
وهو الخروج عمَّا يؤلَّف في الشعر, أو العدول عن الأسلوب المتَّبع في النظم, أو هو التغيير في استخدامات اللغة والتوسع فيها- هي إحدى الظواهر المحيِّرة في الأدب, على الرغم من أنَّها ظاهرة قديمة جديدة, ونجدها بارزة في كثير من الأعمال الأدبية, إلا أنَّ النقاد لم يتَّفقوا عليها اتفاقاً يجعلها واضحةً محدَّدة كبقية الظواهر الأدبية. لكنَّ أهميتها وتأثيرها في الأدب حسب رأي الباحث (ناصر الجبر) تنطلق من الركائز التي ترتكز عليها الأمور الفنية الأخرى في الأعمال الأدبية, فأيُّ عملٍ أدبي يقوم على ركائز ثلاث هي: المخاطِب و الخطاب والمخاطَب. وليس من نظرية أدبية إلا اعتمدت على هذه الركائز; أو ثلاثتها معاً. إنَّ الانحرافات الأسلوبية في النصوص الأدبية موجَّهة إلى النخبة التي تريد أن تشارك الشاعر- يتخذ من الشاعر عبد الله البردوني نموذجاً في كتابة القصيدة- وهذه الانحرافات تحفِّز ذهن المتلقي,وتثير لديه تساؤلاتٍ تتحداه فيتحداها, ويبدأ في فكِّ (شفرات) النص من خلال عملية القراءة التي تثير بغرابتها مسألة التأويل, ويسعى مفكراً حتى يصل إلى النقطة الأساسية والفكرة الرئيسية في النص. وهذا الانحراف الموجَّه إلى النخبة هو ما قال فيه عبد القاهر الجرجاني : ( فإنَّك تعلم على كلِّ حالٍ أنَّ هذا الضرب من المعنى, كالجوهر في الصدف لا يبرز لك إلا أن تشقَّه عنه) . وهنا بحسب رأي الباحث تكمن أهمية الانحراف الأسلوبي في الشعر, فهو لا يعطي الفكرة مباشرة للقارئ, بل يجعلُ القارئ يبحث ويفكِّر و يحلِّل ويستنتج حتى يصل إلى الفكرة. ومتى ماوصل إليها يكون وقعها في نفسه أجمل, لأنَّه أدركها بعد طول عناء, وهذه الحالة تشكِّل قمَّة اللذَّة الحسيَّة والذهنية عند المتلقِّي. [size=16]إنَّ الإبداع ليس خاصية مقصورة على المؤلِّف, إنَّما يشترك معه القارئ في عملية الإبداع, فإذا كان كاتب النص قد استخدم خياله في كتابة النص, فإنَّ القارئ أيضاً يستخدم خياله في فكِّ رموز النص معيداً إنتاجه. وبذلك تصبح عملية الإبداع عملية مشتركة بين المبدعَيْن مؤلِّف النص وقارئه, ويصبح النص من حقِّ القارئ, بل يصبح كأنَّه صاحبه,يحلِّله مستعيناً بخياله وليس خيال كاتب النص, وهذا التحليل ينطلق من كون أنَّ النصَّ المنحرف أسلوبياً زاخرٌ بالدلالات والإيحاءات, والتي تعود إلى المجاز في اللغة, وغاية المجاز كما يرى أدونيس: ( تكثير الدلالة, فهو يخرج اللفظ من وضعه الأصلي إلى حالة ثانية, فكأنَّه يخرج به من اليقين إلى الظن أو الاحتمال, ومن الدلالة الواحدة إلى الدلالة المتعددة) . [size=16]إنَّ أهمية الانحرافات الأسلوبية تكمن في أنَّها تنتقل بالمتلقِّي من الدور السلبي إلى الدور الإيجابي, وتعطيه مساحةً ومكاناً ليُشارك المبدع في إبداعه, وترفعه من قارئٍ مستمع إلى منتجٍ وصانع للنص. وهذا الإنتاج أو إعادة النص يمنح المتلقي نشوة غامرة, و راحة و فرحاً, بل ومتعةً فكرية, بعد ما لاقاه من جهد ومعاناة وهو يفكُّ إشارات النص ويحلُّ أسراره و رموزه, ويفهم انحرافاته الأسلوبية. [size=16]ويظهر أنَّ هناك احتراساً ينبغي على المرء أن يأخذه بعين الاعتبار, وهذا الاحتراس يتمثَّل في أنَّ ليس كلُّ انحراف يُظهر قيمةً فنية تكشف عن قدرة على الإبداع والخلق, فهناك انحرافات ليس لها قيمة من الناحية الفنية, وفي الوقت نفسه لايعني كون الأداء الفني انحرافاً عن الأداء اللغوي يصبح مقبولاً, ولذلك فالحذر مستوجب. فليس كلُّ انحرافٍ عن القاعدة الأساسية ينبثق منه إبداعٌ فني, سيما وأنَّ الانحراف إذا لم يتضمَّن قيمةً فنيةً فهو لا يعدُّ إبداعاً, و إنَّما نوعٌ من الخدعة أو هو مجرد لغوٍ في الكلام. [size=16]إنَّ الانحراف الأسلوبي, والذي هو انتهاكٌ وكسر للغة, والعدول بها عن مسارها المألوف و المتعارف عليه, والاتساع في استخداماتها, ليس مسألةً اعتباطية, وإنَّما وراء الانحراف الأسلوبي غاياتٌ ومقاصد, ليس أهمها إثارة دهشة وتعجب القارئ,بل أهمُّها هو أنَّ الانحراف يختزل المعاني في ألفاظ محدَّدة, ويعطي للفكرة عمقاً وأبعاداً وصوراً تأخذ القارئ إلى ما لا نهاية من المشاهد والأحداث,مما يجعل القارئ يرى بعينيه, بينما خياله يذهبُ بعيداً متنقِّلاً بين الصور والأحداث, كما أنَّ الانحراف الأسلوبي يحوِّل الأشياء المعنوية إلى أشياء مادية تكادُ أن تُلمس, وتُرى, وتُشم, وتُسمع. [size=16]صادر عن دار الوطن/ الكويت 2008. [/size][/size][/size][/size][/size] |
|
|
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32785 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: اللغة: انحرافات .... ودلالات 12/4/2009, 01:17 | |
| |
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: اللغة: انحرافات .... ودلالات 26/10/2009, 15:00 | |
| |
|