التوظيف الوهمي في القطاع الخاص يهدد الاقتصاد السعودي
أظهرت بيانات رسمية في السعودية، تنامي التوظيف الوهمي للسعوديين في القطاع الخاص، فيما حذر مسؤولون وخبراء اقتصاد من أن ذلك يمثل تهديدا للاقتصاد السعودي، واصفين المردود الاقتصادي على دعم الحكومة للتوظيف في القطاع الخاص بالضعيف.
وكشف تقرير حديث لوزارة العمل أن هناك نحو 137.7 ألف سعودية يعملن في قطاع الإنشاء والبناء، وهي قطاعات لا يمكن أن تعمل فيها النساء. وتعمل 17% من السعوديات في مجالات البيع.
وتشير البيانات الرسمية إلى انتشار عمليات التوظيف الوهمي في القطاع الخاص للسعوديين بغرض حصول المنشآت على دعم وميزات حكومية، إذ يقدر خبراء في التوظيف نسبة السعودة الوهمية بين الموظفين بأكثر من 50% من الجنسين.
وأطلقت وزارة العمل قبل عدة أعوام مبادرة تحت اسم "نطاقات" على عدة مراحل، بهدف تشجيع التوظيف في القطاع الخاص للتقليل من نسبة البطالة وخلق فرص وظيفية للشباب، حسب العربي الجديد.
ويصنف نطاقات المنشآت إلى أربعة مستويات هي "بلاتيني"، "أخضر"، "أصفر" و"أحمر"، وذلك بحسب توظيف المنشأة للسعوديين، ليعد "الأحمر" الأدنى في الحصول على الميزات الحكومية.
وتقسم المنشآت إلى قسمين أساسيين: المنشآت ذات عمالة أقل من 10% والمنشآت ذات العمالة أكثر من 10%، في الأولى يشترط وجود مواطن واحد فقط لتعطى المنشأة ميزات مبادرة نطاقات، وفي الثانية تشترط نسب توطين مختلفة، ويجب أن تكون الوظائف بمرتب شهري لا يقل عن 3 آلاف ريال سعودي (800 دولار) شهريا.
وقال عبدالله باغشن، رئيس مجلس إدارة شركة "تيم ون" للاستشارات المالية والإدارية، إن التوظيف الوهمي بات خطراً كبيراً يهدد الاقتصاد السعودي، كما أن العائد الذي يعود من هذه الوظائف على الاقتصاد ضعيف جدا، فما يحدث مجرد أشخاص يحصلون على مقابل مادي مقابل توظيف غير حقيقي ما يفاقم من البطالة ولا يحل مشاكلها.
وأضاف باغشن في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "المسؤولية مشتركة بين أكثر من جهة، فبرامج التوظيف التي تم إنفاق مئات ملايين الريالات عليها لم تؤت ثمارها".
وقال فيصل الشماس، مدير إدارة الصناديق العقارية في شركة (دراية)، إن مشكلة التحايل عبر التوظيف الوهمي، هي نتاج للتطبيق المتسرع لوزارة العمل لبرامج السعودة.
وأوضح الشماس لـ"العربي الجديد": "دشنت الوزارة برنامج نطاقات كحل فوري، ولكن الجميع توقع أنه سيحدث الكثير من المشاكل لاحقا، وهذا ما حدث، فبات لدينا أزمة في توفير الوظائف الصغيرة".