لقد علمنا بأن للحسد آثاراً ضارة علي المحسود. فهل للحسد آثار ضارة علي الحاسد؟
*. يجيب الدكتور عثمان عبد الرحمن المدرس بالأزهر:
للحسد والعين آثار ضارة وعواقب مهلكة تصيب المحسود. إلا أن للحسد آثار جمة علي الحاسد والعاين . ومن هذه الآثار:
* ضياع الحسنات إن كانت له حسنات. فيكون أشبه ما يكون بالسفيه. لديه من المال الشيء الكثير ويبدده هنا وهناك ولا يترك لنفسه شيئاً. وقد ورد في هذا المعني قوله صلي الله عليه وسلم : "إياكم والحسد. فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو العشب".
* ملازمة الهموم والغموم . لأن الأمور تسير علي غير هوي الحاسد. وما عرف أن الله تعالي استجاب لهذا الصنف من الناس. بل يتركهم هكذا في همومهم وغمومهم يتلظون ويصطلون.
* القلق والاضطراب النفسي. ذلك أن الحاسد بعيد عن الله غير راض بقسمته. وأقل ما يعاقب به من كان علي هذا الحال: القلق والاضطراب النفسي. كما يقول تعالي: "ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ..." "الحشر/9".
يقول أبوحامد الغزالي بعد ذكر هذه الآية: "أي لا تضيق صدورهم به. ولا يغتمون . فأثني عليهم بعدم الحسد".
*سوء العقبي لقوله تعالي: "من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا" "النساء/123"
بل أقل ما يقال في ذلك جزاء وفاقا إنه يتحمل إثم من ألحق بهم أذي أو ضرا وينتهي به الحسد الي سوء العقبي.