صورة أرشيفية
تعد مدينة نمرود الأثرية الواقعة، في منطقة أعلنت القوات العراقية، الأحد، تحريرها من قبضة تنظيم داعش، الذي قام بتجريفها، درة الحضارة الآشورية وموطنا لكنز يعد من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين.
وأعلن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد عمليات تحرير نينوى "تحرير ناحية نمرود بالكامل ورفع العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأوراح والمعدات".
وقام التنظيم الجهادي، الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد في الهجوم الكاسح منتصف يونيو في 2014 بتجريف مدينة نمرود الأثرية بالآليات الثقيلة، ما اعتبرته وزارة السياحة والآثار العراقية آنذاك "اعتداء" على المعالم الأثرية، التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده".
وتقع المدينة التاريخية عند ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كلم إلى الجنوب من الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق، التي احتلها التنظيم الإرهابي في يونيو 2014.
وأعلن عن جرف مدينة نمرود بعد أيام من نشر التنظيم، شريطا يظهر قيامه بتدمير آثار في الموصل.
وتعد نمرود، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، أحد أشهر المواقع الأثرية في العراق، البلد الذي عرف بكونه مهدا للحضارات.
وقال عالم الآثار العراقي في جامعة ستوني بروك الاميركية حيدر حمداني لوكالة فرانس برس "نمرود كانت عاصمة آشور خلال العصر الآشوري الحديث".
ونمرود من المواقع الأثرية المرشحة للإدراج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). واسمها المعتمد هو الاسم العربي للمدينة، التي كانت تعرف أساسا باسم "كلحو".
بدأ ذكر المدينة من قبل علماء الآثار في العام 1820، وجرت عمليات استكشافها والتنقيب عنها في العقود اللاحقة، من قبل علماء أجانب. وتعرضت المدينة للنهب إبان الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003.
ولم يتضح مدى الضرر الذي ألحقه الإرهابيون بالمدينة الأثرية، إذ أن حراس الموقع ومسؤولي الآثار العراقيين غير قادرين على تقييمه بسهولة. وتقع غالبية المواقع الأثرية في محافظة نينوى، ومركزها الموصل، في مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش بالكامل.
ونقل العديد من آثار نمرود من الموقع الأثري إلى متاحف عدة بينها متحفا الموصل وبغداد، إضافة إلى متاحف في باريس ولندن وغيرها. إلا أن أبرز القطع لا سيما التماثيل الآشورية الضخمة للثيران المجنحة ذات الرأس البشرية، والقطع الحجرية المنقوشة، بقيت في الموقع.
وفي شريط تدمير الآثار داخل متحف الموصل، بدا أن العديد من التماثيل والقطع الأثرية هي من موقع مدينة نمرود.
يقول حمداني إن هذا الموقع "كان فعلا موقعا مهما جدا في تاريخ بلاد ما بين النهرين، العديد من كنوز آشور الاثرية مصدره هذا الموقع".
ومن أبرز الآثار، التي عثر عليها في الموقع "كنز نمرود"، الذي اكتشف في 1988، وهو عبارة عن 613 قطعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب.
ووصف العديد من علماء الآثار هذا الاكتشاف، بأنه الأهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون في العام 1923.
ويعود تاريخ الكنز إلى نحو 2800 عاما. وأخفته السلطات العراقية بعد فترة قصيرة من العثور عليه.
وعثر على الكنز محفوظا في المصرف المركزي العراقي، بعد أسابيع من سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، إثر دخول القوات الأمريكية بغداد في أبريل 2003.
وبحسب مسؤول عراقي يعمل في مجال الآثار، أعيد الكنز بعد وقت قصير من إعادة اكتشافه، إلى خزنة في المصرف المركزي حيث لا يزال هناك
alwan.elwatannews