قالت وزارة الداخلية السعودية إنها أعدمت 47 شخصا السبت بينهم رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر.
وأشارت الداخلية في بيانها، الذي أذاعه التلفزيون السعودي الرسمي، إلى أنهم مدانون بتهم "الإرهاب"، ومعظمهم من المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة.
وكانت محكمة سعودية قد أصدرت في أكتوبر/تشرين الثاني حكما بإعدام النمر.
وأعربت منظمات حقوقية حينها عن قلقها من أن النمر قد لا يحظى بمحاكمة عادلة.
واستهلت الداخلية بيانها بإيراد آيات قرانية وأحاديث نبوية ثم أسماء الأشخاص الـ 47 وكلهم من حملة الجنسية السعودية.
كما عرض التلفزيون الرسمي مقاطع فيديو لآثار الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة في السعودية في السنوات الماضية.ولخص البيان التهم الموجهة اليهم بثلاث فقرات: الأولى "اعتناق المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج، المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة؛ ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة" فضلا عن "الانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية"، وعدد البيان عددا من المواقع التي استهدفت بالهجمات.
وتركزت الفقرة الثانية في لائحة الاتهامات في البيان على "استهداف مقارّ الأجهزة الأمنية والعسكرية، من خلال: تفجير "مبنى الإدارة العامة للمرور" بمدينة الرياض... والتفجيرين اللذين استهدفا مقرّ (وزارة الداخلية)، ومقرّ (قوات الطوارئ) ...".
وكانت التهمة الثالثة "سعيهم لضرب الاقتصاد الوطني، والإضرار بمكانة المملكة وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة، من خلال: اقتحام "القنصلية الأمريكية" في محافظة جدة ... واستهداف "مصفاة بقيق" بمحافظة بقيق ... والشروع في استهداف عدد من السفارات والقنصليات الأجنبية، والشروع في تفجير "شركة أرامكو السعودية" وعدد من المنشآت النفطية، وتنفيذ عدد من عمليات السطو المسلّح على مصارف ومحالّ تجارية".
وتقول تقارير إن السلطات السعودية تعتقل مئات المسلحين الإسلاميين بعد سلسلة الهجمات التي شنها مسلحو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الفترة من 2003 الى 2006 .
وكان تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب توعد، في بيان نشره على الإنترنت مطلع الشهر الماضي، بشن هجمات في السعودية حال تنفيذ سلطات المملكة أحكاما بالإعدام في عدد من السجناء بينهم أعضاء بالتنظيم.
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، أعدمت السعودية 151 شخصا على الأقل خلال عام 2015، كثير منهم أجانب أدينوا بتهم تتعلق بالمخدرات.
احتجاجات
واعتقل النمر في يوليو/تموز 2012 عقب تأييده احتجاجات حاشدة اندلعت في فبراير/شباط 2011 في القطيف بالمنطقة الشرقية، التي يقطنها كثيرون من الأقلية الشيعية.
وكانت الشرطة قد أطلقت أربعة أعيرة نارية في ظروف ملتبسة على أقدام النمر أثناء مطاردة لسيارته في منطقة القطيف بالمنطقة الشرقية.واتهم الادعاء السعودي النمر بـ "مساعدة إرهابيين" وأعقب ذلك احتجاجات استمرت عدة أيام أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، واستمرت الاحتجاجات، من آن لآخر في القطيف، حيث قتل أكثر من 20 شخصا في أعمال عنف منذ عام 2011.
يذكر أن السعودية تتهم إيران بالوقوف وراء الاحتجاجات في مناطق الشيعة، و"بتأجيج الفتنة الطائفية".
وتعرف المنطقة الشرقية في السعودية حيث يوجد سكان من المسلمين الشيعة، بثرواتها النفطية الكبيرة.
ويشكل الشيعة، الذين يشكون من " تهميش السلطات" 10 في المئة من مجموع سكان المملكة العربية السعودية البالغ عددهم 20 مليونا.
www.bbc.com