- قصه من مذكرات أحد خلفاء المسلمين ...
- يقول أنه حصل له ذات ليلة ضيق شديد لا يعلم سببه .. فنادى على رئيس الحرس ، وكان من عادته تفقد احوال رعيته مختفيآ .. وطلب من قائد الحرس مرافقته ليخرجا و يتمشيا قليلآ بين الناس.
- فسارا حتى وصلوا لحارة متطرفه على مشارف المدينه .. فوجدا رجلآ مرميآ على الأرض .. فحركه السلطان يمينآ ويسارآ فإذا هو ميت والناس تمر من حوله ولا أحد يهتم به ..
- فنادى عليهم وهم لا يعرفونه وقال لهم : ويحكم ايها الناس .. اتتركون رجلآ ميتآ ولا أحد منكم يحمله لأهله ؟
- فقالوا له : هذا فلان الفاجر الداعر شارب الخمر والزانى ...
- فقال لهم : أليس هو من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ...
- قالوا : نعم
- فقال لهم : اذن احملوه معى الى بيته .. ففعلوا
- ولما رأته زوجته .. وكانت لم تعلم بعد بخبر وفاته .. أخذت تبكى بشده .. ثم ذهب الناس وبقى السلطان ورئيس الحرس .
- واثناء بكاء الزوجه حزنآ على زوجها المتوفى كانت تقول "" رحمك الله يا ولى الله .. اشهد انك من الصالحين ""
- فتعجب السلطان وقال لها : كيف يكون زوجك من الأولياء الصالحين .. والناس تقول عنه أنه شارب للخمر وزانى .. حتى انهم لم يكترثوا لموته .
- قالت : كنت أتوقع هذا ..
- ان زوجى كان يذهب كل ليلة للخماره يشترى ما استطاع من الخمر ثم يحضره للبيت ويصبه فى المرحاض ويقول : أخفف عن المسلمين ..
- وكان يذهب الى من تفعل الفاحشة ليعطيها المال ويقول لها : هذه الليلة على حسابى .. أغلقى بابك عليكى حتى الصباح ... ثم يرجع الى البيت ويقول : الحمد لله خففت عنها وعن شباب المسلمين الليله .. فكان الناس يشاهدونه يشترى الخمر ويدخل على المرأه العاهره فيتكلمون فيه .. حتى اننى قلت له مرة إنك لو مت لن تجد من يغسلك ويصلى عليك ويدفنك من المسلمين .. فكان يضحك ويقول لى : لا تخافى سيصلى علي سلطان المسلمين ، والعلماء ، والأولياء الصالحين .
- فبكى السلطان وقال : والله قد صدق ... انا سلطان المسلمين سأقوم بنفسى بغسله واصلى عليه وأدفنه ..
- وبالفعل كان ذلك وشهد على جنازته مع السلطان العلماء ، والمشايخ ، والناس ...
- يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرآ من الظن .. ان بعض الظن اثم ..
" صدق الله العظيم "
منقول