تخرج وحصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية وسط أسرة بسيطة الأب بالمعاش، والآم ربة منزل، تحثه يوميًا في البحث عن عمل يساعده ويؤمن مستقبله فهو ذو ملامح تؤهله الاشتغال بوظيفة مرموقة، ويتمتع بوسامة وهيئة تجبر على الاحترام.
ضاقت به سبل الحياة، وفشل في الحصول على عمل يقتاد منه ويشارك في مصروفات المنزل.
وقف الشاب يتأمل وجهه أمام المرآة وتراوده أحلام ارتداء زي ضابط شرطة، واتخذ القرار وخطط لجرائمه واختيار ضحاياه، اشترى زي ضابط شرطة برتبة نقيب واستأجر سيارة ملاكي من أحد أصدقائه مقابل مبلغ شهري، استقل سيارته وانطلق إلى الكوبري الدائري ونصب كميناً وهمياً، ازداد حماساً وتقمصاً للشخصية عندما كانت تخترق أذنيه كلمة "أمرك يا باشا" وهو يطلع على هوية قائدي السيارات الذين كان يختارهم بعناية شديدة ويستولى منهم على مبالغ مالية وأصبح ثرياً في فترة وجيزة.
وفي أحد الأيام اشتاق للمبيت بأحد الفنادق الشهيرة بالتجمع الخامس ولم يكن يعلم بأن الحلم سينتهي به داخل زنزانة قسم شرطة التجمع الخامس، أسدل زجاج سيارته "الفاميه" وطلب من رجل الأمن إفساح الطريق للدخول إلى الفندق، بينما كانت ترمقه عين الرائد نادر مجدي حسن المسؤول عن تأمين الفنادق والذي لمعت عينيه عندما وقعت السيارة ليكتشف بأنها بدون لوحات، وبابتسامة عريضة يطلب منه تحقيق الشخصية.
تبدلت ملامح وجهه وبثقة تخفي خلفها دقات قلب تتزايد وريبة يوضح بأنه لم يحمل الكارنيه الخاص نظراً لفقده وسيقوم بتجديده، تيقن الضابط بأنه نصاب وطلب منه الضابط الترجل خارج السيارة وبتفتيشه وسيارته عثر معه على مبلغ كبير من المال، ووجود زي لضباط شرطة برتب مختلفة وطبنجة صوت، وأقماع مرور.
واصطحبه النقيب محمود حافظ الضابط بقسم شرطة الشروق، وتم تحرير محضرا بالواقعة وأحيل إلى النيابة التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات وسرعة تحريات المباحث.
أما أحمد المتهم الثاني تمرد على الحياة في قريته بإحدى محافظات الصعيد فالأب مزارع والأم مسنة، والفقر معلق بجدران المنزل، وبعد حصوله على الثانوية العامة أسودت الحياة في وجهه بعد أن فشل في الالتحاق بكلية الشرطة، تبدلت حياته واختلط بأصدقاء السوء والخارجين على القانون واحترف النصب.
وقُبض عليه وقضى عقوبة 5 سنوات بالسجن، فقرر الانتقال إلى القاهرة حيث الزحام الشديد معتقدًا الهرب والاختفاء عن أعين رجال الشرطة.
ارتدى زي ضابط الشرطة برتبة عميد فبيانه القوي وملامح وجهه تخدع الأعين كافة بأن يستسلم له ضحاياه من النساء لعذوبة كلماته وشخصيته القوية، حيث كان يقترب من الضحية ويمطرها بكلمات الإعجاب والحب ورغبته في الزواج منها بعد أن ينجح في توطيد العلاقة بينه وبين ضحاياه، وبعد فترة يستولى على مصوغاتهن وأموالهن ويفر هارباً لممارسة نشاطه بمناطق أخرى بالقاهرة، وأثناء تواجده بجوار قسم شرطة الأزبكية وتبادل الكلمات مع إحدى ضحاياه فوجئ بالمقدم محمد رضا رئيس مباحث القسم يخاطبه ويطلب منه الكارنيه الخاص به والذي تبين أنه مزيف ويحمل صورته الشخصية مرتدياً زي الشرطة برتبة، وبدت على وجهه علامات الرهبة والخوف، وبالكشف عليه تبين أنه مسجل خطر وسبق اتهامه في 14 قضية، ومقيم بالشيخ زايد بمدينة 6 أكتوبر.
واعترف المتهم أمام اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بارتكابه العديد من الجرائم وزواجه من سيدات استولى منهن على مشغولاتهن الذهبية، وتم تحرير محضر وأحاله الرائد محمد القاضي إلى النيابة التي تتولى التحقيق والكشف عن جرائم أخرى قام بارتكابها.
أما محمد شاب في العقد الثالث من العمر هداه شيطانه إلى انتحال صفة ضابط شرطة بعد أن تخرج من الجامعة وكان ينتقي ضحاياه الذين تبدو عليهم علامات الثراء، واتخذ أحد المولات الشهيرة بالمعادي مركزا له على فترات متقطعة كي لا ينكشف أمره بعد أن يقوم بوضع أقماع خاصة بالمرور واصطياد زبائن المول والاستيلاء على نقودهم وهواتفهم المحمولة بحجة التحفظ عليها عندما يكتشف عدم وجود رخصة قيادة أو تحقيق شخصية.
تعددت البلاغات أمام العميد أشرف عبد العزيز مأمور قسم شرطة البساتين تفيد قيام أحد الأشخاص مرتدياً زى ضابط شرطة، بالاستيلاء على مبالغ نقدية وهواتف محمولة منهم، وبإخطار اللواء هشام لطفي رئيس مباحث قطاع الجنوب، تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد هشام جمعة مفتش المباحث، وبتقنين الإجراءات واستخراج إذن النيابة توجهت قوة قادها المقدم وائل غانم رئيس مباحث قسم شرطة البساتين بمعاونة الرواد محمد السيسي ومحمد إسلام واحمد مختار، بعد أن أكد الأمين سمير صبري بقوة المباحث عن قيام المتهم بإعداد الكمين وتمكنوا من القبض عليه وعثر معه على سيارة ملاكي بدون لوحات معدنية بداخلها ملابس خاصة بزي الشرطة ومبلغ مالي 13399 جنيها وبطاقة شخصية وكارنيه مزورين.
وأحاله اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة إلى المستشار معتز شريف رئيس نيابة البساتين، الذي قرر حبس المتهم أربعة أيام على التحقيقات وسرعة التحريات عن الكمائن الوهمية.
akhbarelyom