أعلن باحثون بريطانيون عن دعمهم لدعوات تناول دقيق مدعم بحامض الفوليك، وهي الخطوة التي يرون أنها ستنهي حوالي 2000 حالة من العيوب الخلقية الخطيرة منذ عام 1998.
وأكد الباحثون في دراستهم أن عدم تدعيم وتحسين الدقيق بحامض الفوليك يتسبب في إعاقات خطيرة، بما فيها عدم اكتمال نمو الفقرات القطنية، وكذلك موت الجنين داخل الرحم.
وتنتهج الولايات المتحدة و77 دولة أخرى بالعالم سياسية للتعامل مع هذه المشكلة.
وقالت وزارة الصحة إنها تهتم حاليا بتلك القضية.
وحثت الحكومة الاسكتلندية وزراء بريطانيا لاتخاذ قرار سريع بشأن هذه القضية من أجل الاتفاق على نهج موحد في جميع أنحاء البلاد.
وجاء هذا التحرك في أعقاب توصية من لجنة الاستشارات العلمية للتغذية، والتي قالت إنه من المفضل إضافة حمض الفوليك للدقيق المستخدم في صناعة الخبز في بريطانيا.
ويوجد حامض الفوليك بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، الخضروات الخضراء والمكسرات وخبز القمح.ويضاف إلى بعض الحبوب في وجبة الإفطار، لكن بالنسبة للسيدات الحوامل فالحصول على القدر الكافي من حامض الفوليك أمرا صعبا من خلال الحمية الغذائية العادية.
لهذا أوصت إدارة الصحة في انجلترا، عام 1992، بتناول السيدات مكملات تحتوي على حامض الفوليك قبل الحمل للتقليل من مخاطر ولادة أطفال يعانون من عيوب الأنبوب العصبي (NTD)، والذي ينطوي على عيوب في المخ والحبل الشوكي او العمودي الفقري.
لكن البحث الأخير أظهر أن 28 بالمئة فقط من السيدات الحوامل يتناولن مكملات حامض الفوليك في التوقيت الصحيح.
وحتى الان مازالت الحكومة مترددة في إجبار الشركات المصنعة على إضافة حامض الفوليك إلى الخبز.
نموذج أمريكي
وقالت هذه الدراسة، المنشورة في أرشيف الأمراض في الطفولة، إن السياسة الحالية لم تجدي ويجب على بريطانيا انتهاج النموذج الأمريكي في دعم وتقوية الدقيق بحامض الفوليك.
وتراجعت معدلات المواليد الذين يعانون من عيوب الأنبوب العصبي في الولايات المتحدة بنسبة 23 بالمئة منذ تطبيق تلك السياسية عام 1998.ويقدر الباحثون أن سياسة مماثلة في بريطانيا قد تمنع إصابة الأجنة بهذا العيب الخلقي، وبلغت حالات الإصابة به 1798 حالة في انجلترا وويلز، و152 حالة في اسكتلندا بالإضافة إلى 64 في أيرلندا الشمالية، خلال 14 عاما حتى 2012.
وهذا يعادل إنخفاضا بنسبة 21 بالمئة في حالات الحمل مع عيوب الأنبوب العصبي خلال تلك الفترة.
في حين يتم القضاء على معظم حالات الحمل المصابة، فإنه 75 طفلا يولدون سنويا مصابون بالإعاقة خطيرة.
وقال فريق البحث بقيادة البروفيسور جوان موريس من معهد وولفسون للطب الوقائي في جامعة كوين ماري في لندن، إن إضافة حمض الفوليك إلى الدقيق كان آمنا وليس سوى أمرا جيدا.
وأضاف :"تعد أوروبا المنطقة الوحيدة التي لا تمتلك سياسة تحصين الدقيق بحمض الفوليك، على الرغم من الأدلة التي تؤكد انه يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي بنسبة 70 بالمئة".
الوصول للمزيد من النساء
وقالت الدكتورة أليسون تيدستون، كبيرة خبراء التغذية في الصحة العامة بانجلترا، إن مستويات حامض الفوليك لدى عدد كبير من النساء أقل المستويات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية للمرأة المقبلة على الحمل.
"وهذا يسلط الضوء على أهمية تناول 400 ميكروغرام من مكملات حامض الفوليك للنساء الحوامل، أو أولئك اللاتي يحاولن أو من المحتمل أن تصبحن حوامل، وذلك قبل وحتى الأسبوع 12 من الحمل."
وقال البروفيسور آلان كاميرون، نائب الرئيس الجودة السريرية للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء: "إن الغذاء المقوى والمحصن سيصل إلى النساء الأكثر عرضة للخطر بسبب العادات الغذائية السيئة أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، فضلا عن النساء اللاتي لم تخططن للحمل."
www.bbc