أبوظبي - سكاي نيوز عربية
كان للإغريق القدماء قوانينهم في حال حدث خداع وغش في الأولمبياد. فقد كان الرياضي يغرم على الفور وينقش اسمه على تمثال برونزي لزيوس، ويوضع على طرف مدخل الاستاد الأولمبي تشهيرا به.
رغم ذلك، ليس هناك من دليل يثبت بأن قدامى الإغريق كانوا يعتبرون استخدام الأدوية ومواد أخرى كانت متوفرة آنذاك، بأنها من أساليب الغش.
ونقل لنا التاريخ أن بعضا من أوائل الرياضيين الأولمبيين كانوا يمضغون خصيات الحيوانات النيئة أو قلوبها في محاولة لزيادة قوتهم.
كما كانوا يحتسون مقادير من الخمر والبراندي ويستهلكون الأدوية العشبية. وبحسب بعض الروايات انخرطوا في استهلاك فطر الهلوسة.
وقد انتشر تناول المنشطات في الأولمبياد في نهاية القرن التاسع عشر، من دون أن تبرز ردود فعل على ذلك. فقد كان الرياضيون يتناولون مختلف أنواع الهرمونات والمقويات التي اخترعت في الأساس لعلاج الأمراض.
وكان الأميركي ثوماس هيكس قد فاز بماراثون 1904 بعد أن تناول مزيجا من مادة "الإستركنين" و"بياض البيض" و"البراندي" قبل 11 كيلومترا من خط النهاية، بنصيحة من مدربه. لكنه بدأ بالهلوسة عندما انتهى السباق وفي النهاية انهار. لكنه احتفظ بميداليته.
أول حالة وفاة
وفي أولمبياد روما عام 1960، حدثت أول حالة وفاة، وهي للدراج الدنماركي "كنود جنسن"، لتحدث مزيدا من التغيير في المواقف حيال المنشطات.
وفي 26 أغسطس سقط جنسن البالغ من العمر 23 عاما عن دراجته وتحطمت جمجمته. قيل آنذاك بأنه تناول قبل السباق الأمفيتامين و"رونيكول" الذي يزيد من سرعة دوران الدم.
وفي عام 1967 منعت اللجنة الأولمبية الدولية العقاقير التي تزيد من قوة الأداء، وأنشأت اللجنة الطبية التابعة للجنة الأولمبية الدولية للتحري عن استخدام العقاقير بين الرياضيين.
وكان هانز- غونار ليجفال، العضو في فريق الألعاب الخماسية السويدي، والذي حل ثالثا في أولمبياد مكسيكو سيتي عام 1968، أول متنافس يخسر ميداليته بسبب الكحول.
وخلال الحرب الباردة استثمرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الألعاب الأولمبية لشن حروب ومعارك بالوكالة، وكان الرياضيون من كلا الطرفين يستخدمون المنشطات لزيادة أرصدتهم من الميداليات، في الوقت الذي كانوا يحاربون من أجل سمعة أفضل في المجال الرياضي.
ففي عام 1954 أخبر طبيب لإحدى الفرق السوفياتية طبيبا أميركيا بأن الروس يدينون بفوزهم ببطولة العالم لرفع الأثقال في أولمبياد فيينا إلى حقن التيستوستيرون.
وسرعان ما قرر الطبيب الأميركي تجريب ذلك على الرياضيين الأميركيين. وبالفعل بدأ يكتب وصفات لفريق رفع الأثقال عام 1958 تحتوي على منشط الديانابول.
سقوط جدار برلين
وأدى سقوط جدار برلين عام 1989، إلى الكشف عن برنامج حكومة ألمانيا الشرقية بشأن المنشطات. فقد وضعت الحكومة مخططا لتحسين سمعة السلطة الشيوعية الألمانية على المسرح العالمي، بحيث كانت تجبر ما يقارب 10 آلاف رياضي، بعضهم لا يتجاوز الثانية عشر من العمر، على تناول المنشطات ومواد أخرى تزيد من فاعلية الأداء بذريعة أنها فيتامينات.
وكانت حصيلة ألمانيا الشرقية، التي كان عدد سكانها يبلغ آنذاك 16 مليون نسمة، من الميداليات في ما بين عامي 1956 -1988، 203 ذهبية و192 فضية و177 برونزية في الأولمبياد.
ففي أولمبياد مونتريال 1976 وحده فازت ألمانيا الشرقية بإحدى عشر ميدالية ذهبية من أصل 13 مخصصة للسباحة.
والطريف في الأمر، أن مدرب الفريق عندما سئل عن المظهر الذكوري وأصوات رياضياته الخشنة أجاب على الفور: "جئنا هنا لنسبح لا لنغني". ومن المعلوم أن السباحات الألمانيات سيطرن على منافسات السباحة لعقدين من الزمن.
ويكشف الإنفوغرافيك المرفق عن أكثر الدول تعاطيا للمنشطات حديثا، والغريب في الأمر، أن تاريخ الأميركيين ليس أحسن حالا من تاريخ الروس في هذا المجال.
ولعل فضيحة العداءة الأميركية ماريون جونز، هي أكبر دليل على ذلك، فقد تم تجريدها من 5 ميداليات حصلت عليها في دورة سيدني الأولمبية بعد اكتشاف تعاطيها المنشطات.