عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: الحضور و الرؤية في تجربة رباعيات الخيام صياغة أولى 22/4/2009, 18:04 | |
| الحضورو الرؤية في تجربة رباعيات عمر الخيام صياغة أولى إلى الشعر الشعبي الجزائري لـ محمد بلقاسم الشايب ما يستوقفك من هذا الكتاب تميز العنوان في إدراج أول تجربة كاملة من حيث صياغة نموذج شعري طالما حرك حفيظة المفكرين و الشعراء و ما تحمله رباعيات عمر الخيام من توالد و حيرة و قلق قريب جدا من الحياة العامة للناس جماعات و أفراد و على الرغم مما يتضايق منه كثير آخر من صعوبات ذهنية و فلسفية تبتعد كثيرا عن فضاء الإنسان و محيطه و اختراق عالم الموت و المتعة و الخلود ، ليس من السهل أن تنقل لغة مثل لغة الخيام إلى منطق اللهجات المحلية الجزائرية أو غيرها،بالرغم من اختلاف المنطلقات اللغوية و حضور الفكرة ، غير أنها ترتوي بتصور النموذج الفلكلوري الحافل بالتجارب الواقعية الخيالية و المستمد أساسا من التجربة الجماعية مادته مخيال قديم ينبض بحياة البساطة و العلاقات الإنسانية الحميمة ، تنقل بدقة تأثرات عالقة بالخيمة أو(البيت) ، و الغنم و الفرس و الحمار و الكلب و حتى بعرها تساق صورته في وضعيته الطبيعية عندما يبعث رائحة الطبيعة و صورة المرأة العربية في أي جزء من أرض عدنان أو كنعان أو ساسان ، كالذي تغنى به الشعر الشعبي الجزائري القديم و الحديث ، و لعلها مقاربة غريبة عندما يسعى شاعر شعبي مثل محمد بلقاسم الشايب في استحضار ماض بيئة تختلف عناصره المكانية و الزمانية و شواهده المتداخلة في بناء بنية الذات الفارسية و على لغة تختلف كثيرا في نقل التجربة و إن كانت حروفها عربية و إسقاط تجربة الآخر و مطابقتها على أساس التشابه و التماثل و التداخل المتكرر في كثير من العادات الفكرية و السلوكات النمطية و التعبير عن مختلف مراحل الحس تأثيرا و تأثرا ، و يبقى الإحساس المصدر الرئيس في استكناه نشوة الإنسان الفارسي و الإنسان العربي الممثل في تركيبة الجزائري و أبعادها الاجتماعية و التاريخية و الثقافية و النفسية لقد (عُرف الخيام بالفطنة ورجاحة العقل والذكاء الحاد، والتفوق على الأقران، والبراعة في الحديث والكتابة؛ والقناعة في العيش، والحدة في المزاج أحياناً..)،( لذلك كله كان أحد الحكماء؛ لشهرته بآراء فلسفية وحكم كثيرة،)، أمر كهذا و من باب المقارنة ليس من السهل الوقوف عند حدود جميع ما ورد فيه من معان يغطيها التعارض الواقعي و إن حدثت مصاهرة بين الجنسين العربي و الفارسي ، كما توضح رباعياته التي ترجمها الشاعر أحمد رامي إلى العربية تداولتها أقلام بالدراسة ، عربية و غير عربية ، استحدث منها نمط جديد في عرض الكلمات و أوزانها المتقابلة عموديا و أفقيا تندرج ضمن ما يسمى بنظام البناء الرباعي الذي أسس لأغراض التبليغ و الاندماج بمعنى التفاعل مع الذات الثانية لعالم الإنسان و استحضار ما تم تصوره عن الغيب و ميتافيزيقيات الوجدان و الروح و التعلق و التصوف و الضمير و التسامي ...من هذه الوجهة أنّه من الصعب استبساط مسألة تجربة تعتمد مرتكزاتها على واقع متنوع و تقريب قناعات لم تظفر باليقين إلا عن طريق الهروب و اللجوء و إطلاق الذرائع و المبررات المعتدلة و غير المعتدلة في البحث عن التوازن ، في هذه المبادرة و إن أختلف في تحديد قصب السبق إليها مختلف فيه أيضا ، حاول محمد بلقاسم الشايب إحداث هذه المقاربة و المقارنة بنوع من التميز في نقل تجربة عمر الخيام إلى اللهجة العامية و إذا كان و لابد من الاختلاف فإنه من الموضوعية أن تعتبر هذه المبادرة أولى في العملية الإبداعية جزائريا و مغاربيا لأسباب كثيرة منها أنه و لحد الآن ليس هناك مبادرة مؤرخة في هذا السياق و تشير إلى ظهور عملية مماثلة قبل هذه ، استطاع و بوسائل قد تبدو بسيطة من حيث الحضور و لكنها صعبة من حيث التناول و ربما تداولت كفكرة لدى بعض المهتمين و لكنها في النهاية لم تتجسد إلا اليوم. القراءة الأولى لهذه التجربة تحيلنا إلى رؤيةّ المؤلف في ربطه بين ما تقتضيه تجربتين إنسانيتين مختلفتين من حيث اختلاف الفهوم و الإطارين الزماني والمكاني المرهونين بمعطيات التغير و التجديد الذي لا يؤمن بالثبات في الأشياء الطبيعية ، رصدٌ جميل و مقارنة بديعة لا تخلو من لمسات إبداعية و طرافة ممتعة بلهجة جزائرية متقاربة في قاموسها المتنوع ، تعكس شخصيتين مختلفتين و صياغتين متقاربتين في نقل صدق التجربة و قوة التأثير الإيقاعي و الفكري تميل في نسجها العام إلى الطابع الغنائي و منه كان لابد من أن ينقل محمد بلقاسم الشايب هذه التجربة متاطابقة مع النص الأصلي من حيث نظام الرباعيات و الشعر الشعبي الجزائري لا يختلف عما يتداول في ساحة الشعر الشعبي العربي و إن اختلفت لهجاته و تقاسيمه و أبنيته المتداولة سواء في المغرب أو المشرق أو الخليج ، تبقى تجربة التحويل أو النقل و بالإمكان أن تكون ترجمة لما تقتضيه عملية استنطاق اللغة الفصيحة إلى العامية وهو عمل له اعتبارات كثيرة على مستوى موازين الكلمات و صيغها و نظامها : عمر الخيام: سمعت صوتا هاتفا في السحر نادى من لحان : غفاة البشر هبّوا املأوا كأس الطلى قبل أن تفعم كأس العمر كفّ القدر محمد بلقاسم الشايب: صوت سمعتو جا من لحانه يجهر ناب الخلق الغافيين مع لفجار نوضوا سربوا كاس خمري من ذ المر قبل نْ تروى كاس عمري من لقدر ارتباط و التزام في عملية التنقل و التنوع في عرض الفكرة و ربط المعاني و سرد الأحداث و إشباع الذات بفهوم كثيرة و مختلفة و كثير منها متناقض في دلالاته و إشاراته القريبة و البعيدة ، بالنسبة لمقطع عمر الخيام الذي أشار فيه إلى طقوس الحياة و يومياته التي صنعت منه فردا يعتكف على اتخاذ مواقع متنوعة و لكنها متشابهة في استقطاب المحيط و استجماع المشاهد و تحليل معطيات الواقع ، يكفي أن يغفو بعيدا بالخروج عن عالمه الطبيعي ، (الفصيح : صوتا / العامي : صوت = متداول) ، (هاتفا : جا )، (غفاة: الغافيين)، (في السحر: مع لفجار)..... إذن رصد الألفاظ أحدث اختلافا في بنائها و تشكلها كدال لم يتأثر كثير بهذا التحول و بقي محافظا على دلالته و بعده ، لأنّ دلالة السحر في بنائها الفصيح و الصحيح فترة زمنية من عمر الليل و تجديد لبداية يوم جديد ، الصراع في هذه الحالة بين التذبذب الحادث على مستوى المشاعر و الاستقرار المرتقب أو المتوقع و المستصعب في كثير من الحالات فدلالة (لفجار) في سياقها العامي أقوى و أعمق من استعمال كلمة السحر لاعتبارات سلوكية و تصورات و ممارسات قديمة موروثة بالتجريب و الإحساس ، لا يمكن الخروج عنها ، و من جهة المتلقي و خاصة المتذوق للشعر الشعبي أنّ القاموس الذي يستعمله الشاعر الشعبي هو هذا الواقع القريب و المشبع بالمتشابهات و المتطابقات في التجارب و مستوى صدق التجربة فيه : |
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الحضور و الرؤية في تجربة رباعيات الخيام صياغة أولى 22/4/2009, 18:06 | |
| عندما يقول : عمر الخيام : لو أنني خيرت أو كان لي مفتاح باب القدر المقفل لاخترت عن دنيا الأسى أنني لم أهبط الدنيا و لم أرحل محمد بلقاسم الشايب: لو قالوا لي ليكْ تختار انخير أو جا بيدي مفتاح لكوان و لقدر ما كنتش خيرت هذا العيش المر ما ندخل دنيا و لا نخرج محتار الحقيقة التي بحث عنها عمر الخيام هي الحقيقة المطلقة و إن كانت فكرته التخلص من ارتباطات زمنية راكدة في ذاته ، وهو شعور عام في طبيعة الإنسان الاسترسال في الفلك و الكون بحكم اعتماده فلسفة الحياة و مواجهة القدر ، فضول شديد لا يمنعه من حشر نفسه في قيم غيبية و مركبات لا يمكن للعقل استحضارها مهما أوتي من مقومات ، تبقى انشغالا مثل أي انشغال يصادفه في حياته العامة و الخاصة ورود كلمات ( مفتاح ، باب ، القدر ، مقفل ، اخترت ، الدنيا ، الأسى ،أهبط ، لم أرحل...) هذا ماورد في الرباعية الفصيحة و تحمل دلالات بسيطة من حيث لغتها و لكنها عميقة في غايتها بما أنّ الخيام كما لو أنّه يستدرك أشياء و أشياء من منظور فلسفي ديني ، تحاول النفس أن تتسامى فيه عن أسباب الفشل و النزول و الهبوط كما عبر عنه ، هذا التصور لا يمكن إدراكه ببساطة ما لم ينشغل الثاني (الشايب ) على مبدأ التصوف الذي يعرفه معظم التأثريين من الناس و الفضوليين في معرفة الحقيقة و الغيب و الخلود ، قالوا لي ، انخير ، مفتاح لكوان ، العيش المر،لا ندخل و لا نخرج محتار) ، وهذا نوع من الابتهال و التضرع الذي عادة ما نجده عند المتصوفة الذين دوما يحتكمون إلى الغيب و يكثرون من التزهد و النظر إلى القدر بعين متأملة و ذات فاحصة مستنجية و إن كانت كثير من الأفكار التي وردت في رباعيات الخيام كثير منها ينم عن تمرد عن كثير من المعتقدات السائدة في الحياة العامة و الخاصة و استطاع الشايب أن يختلق لها منفذا موفقا في التخلص من الخروج و المروق الذي اتهم به الخيام لكثرة الأفكار المستعصية و التداولات الغيبية الصعبة و التي طرحها قبلهما الكثير بفهوم و معتقدات مصادرها فكرية و دينية، إنّ تجربة نقل تصورات مغايرة و متشابهة إلى لهجة تمر بصعوبتين ، صعوبة لغوية تستعين بقاموس لغوي ثان متداول و قريب معنى و لفظا ، في قالب له إيقاعه كمرحلة ضمنية أخرى لا تسامح فيها ، و الصعوبة الثانية نقل المضمون بهذا المستوى من العمق يقتضي أدوات حقيقية تجعل العام و الخاص يفسرها كما جاءت في الرباعيات و لا يشعر بغرابتها و من السهل أن يتذوقها ، هي تجربة يمكن اعتبارها مغامرة تحسب للشاعر و القاص محمد بلقاسم الشايب تحفزه لشحذ هذه التجربة و الذهاب بها إلى مصاف التميز و الاستقلالية الذاتية بعيدا عن التقليد و إن قيل : اعتبرت تجربة الزجال المصري أحمد سليمان حجاب الأسبق تبقى هذه التجربة رائدة على الأقل في المحيط المغربي .
</I> |
|
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32785 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الحضور و الرؤية في تجربة رباعيات الخيام صياغة أولى 23/4/2009, 03:27 | |
| |
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الحضور و الرؤية في تجربة رباعيات الخيام صياغة أولى 26/10/2009, 15:00 | |
| |
|