بدأ صلاح جاهين يكتب الشعر الكلاسيكي في أواخر الأربعينات، قبل أن يبلغ العشرين من عمره. لكنه قرأ يوما قصيدة بالعامية المصرية لشاعر لم يكن قد سمع به آنذاك، فقرر التعرف إليه و كان له ذلك. و لم يكن ذلك الشاعر سوى فؤاد حداد، الذي أثر فيه تأثيرا كبيرا و جمعته به صداقة عميقة استمرت فيما بعد حين تزوجت ابنة صلاح جاهين السيدة أمينة من ابن فؤاد حداد الشاعر أمين فؤاد حداد .
و في أواسط الخمسينات بدأ صلاح جاهين مسيرته الفنية التشكيلية في مجلة روز اليوسف، ومسيرته الشعرية التي بلغت ذروتها في ديوانه الشهير والكبير “الرباعيات”. خلال الفترة التي فصلت بين أواسط الخمسينات و بين الخامس من حزيران (يونيو) 1967 غنى صلاح جاهين للحب و الشباب والأطفال، كما غنى للثورة المصرية و لزعيمها جمال عبد الناصر. و لكنه بعد النكسة التي حدثت في ذلك اليوم أصيب بحالة من الكآبة لم يشف منها حتى رحيله، فتوقف عن كتابة الأغاني والأناشيد الوطنية، و اتجه إلى الكتابة في اتجاهين؛ الشعر التأملي العميق كما في الرباعيات ( الأشهر بالعامية ) التي كتبها قبل النكسة وكتب خمس منها بعد النكسة ، والأغاني الخفيفة، و التي ربما كان أشهرها تلك الأغاني التي غنتها الممثلة سعاد حسني في فيلم “خللي بالك من زوزو”، مثل الأغنية التي حملت عنوان الفيلم، و”يا واد يا تقيل” و غيرها.
و الطريف أن ملحن هذه الأغاني هو الموسيقي الكبير كمال الطويل، الذي كان في الفترة السابقة، يلحن له أغانيه الوطنية و الحماسية مثل “صورة” و”يا أهلا بالمعارك” و”بستان الاشتراكية” و غيرها. كما لحن له آخر أغانيه الوطنية وهي “راجعين بقوة السلاح”. و قد قال صلاح جاهين مفسرا حالة الكآبة التي دخل فيها و مبررا قراره بالتوقف عن كتابة الأغاني الوطنية، إنه كتب الأغنية المذكورة التي لحنها كمال الطويل لتغنيها أم كلثوم عشية هزيمة الخامس من حزيران (يونيو) 1967. وتقول كلمات الأغنية:
راجعين بقوة السلاح **** راجعين نحرر الحمى
راجعين كما رجع الصباح **** من بعد ليلة مظلمة
و في اليوم التالي جاءت النكسة على نقيض مروع من الأمل الذي تحمله كلمات هذه الأغنية، فلم يحتمل قلب صلاح جاهين المثقل كل هذا الألم فدخل في حالة الاكتئاب
تعتبر القصيدة الملحمة “على اسم مصر” أهم ماكتب من شعر بعد ذلك وقد كتبت سنة 1971 . إلا أنه أيضاً كتب ديوانه الأخير الجميل “أنغام سبتمبرية” بعد 1967 وكتبت معظم قصائده في الثمانينات.
من أعماله السينمائية
- تمثيل: لا وقت للحب , اللص والكلاب, المماليك
- حوار: اللعنه المتوحشه خللى بالك من زوزو, شيلنى واشيلك,شفيقه ومتولى
- سيناريو : المتوحشه خللى بالك من زوزو, شفيقه ومتولى.
ومن أعماله الشعرية، رباعيات “صلاح جاهين” التي لحنها الفنان الراحل سيد مكاوي، وغناها المطرب علي الحجار، وكذلك كلمات الكثير من الأغاني مثل والله راجعين بقوة السلاح التي لحنها كمال الطويل وغنتها المطربة أم كلثوم، وكذلك الأغنية الشهير لسيد مكاوي “ليلة امبارح ما جانيش نوم”، وله أيضا عدة دواوين شعر عامي ومسرحيات أطفال، كان أروعها بالتأكيد ما لحنه سيد مكاوي على شكل أوبريت: الليلة الكبيرة
وآخر ما كتب كانت اغنية "صباح الخير يا مولاتي" التي غنتها الفنانة سعاد حسني بمناسبة الاحتفال بعيد الأم للتلفزيون المصريعام 86، وكانت أيضا آخر أعماله، فقد مرض بعدها بفترة ودخل المستشفى و فارق الحياةفي 21 ابريل في نفس العام."