هل تؤثّر مستويات التيستوستيرون
في أجسام اللاعبات الرياضيات على أدائهنّ؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
وصول رياضيٍ أو رياضية إلى الألعاب الأولمبية هو تتويج لآلاف الساعات من التدريب وسنوات من أسلوب الحياة المنتظم والحمية القاسية.
ورغم أن أسلوب التدريب قد لا يختلف كثيراً من رياضي لآخر، إلا أن طبيعة الجسم تتراوح كثيراً بين رياضي وآخر، على صعيد الطول والوزن والعمر وكتلة العضلات والهرمونات وغيرها من العوامل الوراثية أو غير الوراثية. ولهذه العوامل دور أساسي في تحديد اللاعب الذي سيقطع نقطة النهاية أولاً.
عداءة الألعاب الأولمبية هذه فازت بالسباق من خلال سقوطها على خط النهاية! 0:32
لكن يبقى لمستوى الهرمون الذكوري أو التستوستيرون الموجود في أجسام اللاعبين، وبالتحديد لدى اللاعبات الإناث، محط أنظار القائمين على الألعاب الأولمبية.
ولوقت ليس ببعيد، لم يُسمح للاعبات اللواتي يتمتعن طبيعياً بمستويات تستوستيرون عالية في أجسامهن من الخوض في السباقات، بدون تقليل مستويات هذا الهرومون في أجسامهن طِبيّاً. وتعتبر مستويات التستوستيرون لدى الإناث عالية إن دخلت في معدلات توازي معدلاته لدى الرجال.
وسنّ الاتحاد الدولي لألعاب القوى هذا القانون في العام 2011، "استناداً على الإجماع العلمي بأن التباين في الأداء ما بين الذكور والإناث هو بسبب تفاوت مستويات التستوستيرون لدى الجنسين"، بحسب ما أشاره بيان. وهكذا، هدف هذا الشرط إلى ضمان "المنافسة العادلة".
لكن، تغيّرت الأمور في العام 2015، حين تحدّت عدّاءة الهند الأسرع دوتي تشاند الاتحاد، مؤكدة حقها في الركض والتسابق بدون التلاعب اصطناعياً بمستويات الهرمونات في جسمها. وأيدت محكمة التحكيم الرياضية تشاند، مشيرة إلى أن الاتحاد لم يعطِ إثباتاً على أن مستويات التستوستيرون في الجسم تعطي أفضلية للاعب دون آخر.
وأعطت المحكمة الاتحاد سنتين لإعطاء الأدلة التي توضح مدى الأفضلية التي يتمتع بها اللاعبون ذوي مستويات التستوستيرون العالية على صعيد الأداء، مع وقف تنفيذ القانون إلى حين إعطاء الإثباتات.
ما هو فرط الأندروجينية؟
رغم كون التستوستيرون هرموناً ذكورياً، إلا أن أجسام الإناث تنتجه بمعدلات أقل. وترتفع مستويات هذا الهرمون لدى بعض الإناث، في حالة تُسمّى فرط الأندروجينية، والتي توجد لدى 5 إلى 10 في المائة من النساء. ومن أبرز أعراض هذه الحالة نمو الشعر المفرط وظهور حب الشباب وتساقط الشعر وعدم انتظام الدورة الشهرية.
فرض معايير "أنثوية"
ونظراً إلى انعدام حدّ حقيقي يفصل بين الصفات الأنثوية والذكورية، إلى جانب تباين الصفات من شخص لآخر، قد لا يستند مبدأ تأطير صفات جنس ضمن إطار معيّن على معايير سليمة، خصوصاً في عالم الرياضة.
وبحسب المحاضرة في أخلاقيات علم الأحياء والمجتمع في كلية كنغز في لندن، سيلفيا كامبوريسي، ركّزت اختبارات فرط الأندروجينية التي أقامها الاتحاد الدولي لألعاب القوى على الملامح الجسديّة للاعبات، على صعيد كمية الشعر على الجسم، ونبرة الصوت، وحجم الأثداء، ما جعل اللاعبات يشعرن بضغط يجبرهنّ على التماشي مع المعايير الأنثوية الجسدية المتعارف عليها تقليدياً، حتى لا يضطررن للخضوع إلى مراقبة الاتحاد.
وبين العامين 2011 و2015، وافقت أربع لاعبات على الخضوع لعمليات تضمّنت استئصالاً جزئياً للبظر، حتى يتوافقن مع معايير الاتحاد، بعد أن أشار الأخير إلى أن تضخّم البظر هو أحد مؤشرات فرط الأندروجينية. لكن، أشار باحثون إلى أن تلك العمليات لم تكن ضرورية، وإلى أنها ترفع تساؤولات على الصعيد الأخلاقي.
ورفض الاتحاد الدولي لألعاب القوى الاتسجابة لـ CNN والإدلاء بتعليق بهذا الخصوص.